فلسطينيون يقاتلون لـ”الحزب” في الجنوب: هل من جناح عسكري للجبهة الشعبية في لبنان؟
منذ بداية فتح “حزب الله” جبهة “إسناد غزة” في 8 تشرين الأول 2023، انضم اليها عدد من الفصائل الفلسطينية، عن طريق أجنحتها العسكرية كحركتي “حماس” و”الجهاد”، و”تفريخات” أخرى ظهرت في مرحلة معينة لم يعرف عنها شيء، من دون نسيان مشاركة حركة “أمل”، و”قوات الفجر” الجناح العسكري لـ”الجماعة الاسلامية” وكتائب أخرى أيضاً، وتعرضت جميع الفصائل التي شاركت في الجبهة لعمليات تصفية واغتيال قادتها.
ولكن بعد أشهر من فتح الجبهة، لم نعد نسمع عن أي عمليات أو اشتباكات تخوضها هذه الفصائل، سوى ما يقوم به “حزب الله”. وبعد توسع العدوان الاسرائيلي على لبنان، وبدء العملية البرية، كل ما نعرفه هو أن عناصر من الحزب تشتبك مع الجيش الاسرائيلي وتقصفه خلال محاولاته للتوغل داخل الأراضي اللبنانية، ولم نسمع عن قوى أو عناصر أخرى تشاركه في المعارك.
خلال الأيام الماضية كان لافتاً نعي عدد من الشبان الفلسطينيين، قضى في معارك الجنوب، وتم تشييعهم في المخيمات التي ينتمون اليها، ليتبين أنهم تابعون لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، التي أعلنت عن “استشهاد الشبان في الجنوب”.
مصادر قيادية وطنية فلسطينية، تؤكد لموقع “لبنان الكبير” سقوط عدد من الشبان التابعين لـ”الجبهة” في الجنوب، لكنها تستبعد أن يكونوا قد سقطوا خلال الاشتباكات، بل نتيجة القصف المتواصل على المناطق الجنوبية.
وتقول: “هؤلاء العناصر ليسوا موجودين في الصفوف الأمامية، بل في الخطوط الخلفية، فالحزب لا يسمح لأي طرف بالقتال ضمن صفوفه، الا إن كان يقاتل باسمه لا كعناصر تابعة للجبهة”.
وتضيف المصادر: “وفق المعلومات، لا جناح عسكرياً للجبهة الشعبية في لبنان، بل كل ما تملكه، هو مجموعة عناصر لديها سلاحها لحماية المراكز التابعة للجبهة في المخيمات لا أكثر”.
وبحسب المصادر فان الاشكالية هي في كيفية وجود هذه العناصر في الجنوب في نقاط معينة من دون تنسيق مع بقية القوى الفلسطينية الوطنية، وبالنسبة الى بيانات النعي التي صدرت، فلم تذكر كيفية الوفاة، بل “أثناء تأدية واجبهم الجهادي” فقط.
وتشير أيضاً الى ما لفت العديد من المتابعين، بأن ما ذكر في البيان “وإنه لجهاد نصر أو استشهاد”، ليس من أدبيات “الجبهة الشعبية”، ولا الفصائل الوطنية، بل مشابه تماماً لأسلوب “حزب الله” و”حماس” و”الجهاد”.
في المقابل، لم ترد مصادر “الجبهة الشعبية”، على الكثير من الاستفسارات التي طرحت على قيادي فيها، على اعتبار أنها أمور عسكرية، واكتفت بالاشارة الى أن “الجبهة تشارك المقاومة في الدفاع عن لبنان وإسناد غزة بما يتوافر لها من إمكانات”.
تجدر الاشارة الى أن إسرائيل ومنذ ما يقارب الشهر، اغتالت 3 من عناصر “الجبهة”، باستهداف طال شقة في منطقة الكولا في العاصمة بيروت، وهم محمد عبدالعال عضو مكتبها السياسي ورئيس قسم الأمن العسكري، وعماد عودة عضو قسمها العسكري وقيادتها العسكرية في لبنان وعبد الرحمن عبدالعال. مع العلم أن الجميع يؤكد أن “الجبهة” لا تملك جناحاً عسكرياً في لبنان، الا أن هذه الأحداث تفتح باب التساؤل عن دورها العسكري في الجنوب.
حسين زياد منصور- لبنان الكبير