تهيئة أرض المعركة لمرحلة الحصار البرّي القادمة: “كلّ المعابر البرّية في خطر اليوم”!

تتخذ الضربات الاسرائيلية الأخيرة شكلاً عدائياً جديداً يقوم على تهيئة أرض المعركة لمرحلة الحصار البرّي القادمة، فبعد تعمّد العدو ضرب معبر المصنع الحدوديّ ومعبر القاع الذي خرج عن الخدمة، تتوقّع الأوساط ضرب المعابر الشمالية أو إقفالها قريباً، خصوصاً بعد تركيز مستجدّات الميدان وبعض الاعلام على معبر العبودية تحديداً والذي يُعدّ أساسياً ومنفذاً شرعياً للنازحين من جهة، وللتبادل التجاري المتضرّر أساساً بسبب ضراوة الحرب من جهة ثانية.

ومن الحدود الشمالية، لا يُخفي مصدر لـ “لبنان الكبير”، أنّ استهداف المعابر الأساسية في لبنان كان متوقعاً من عدو أعلن رغبته في تنفيذ حصار بريّ، جويّ وبحريّ عليه. ويقول: “الاتفاق على النأي بمطار رفيق الحريري الدّوليّ عن الضربات، ما زال قائماً حتّى اللحظة برغبة دولية، لكن إقفال المعابر البرية بحجّة تهريب أسلحة حزب الله عبرها يُعدّ أمراً متوقّعاً وهو سيناريو حدث في غزة سابقاً لمنع إدخال المساعدات الغذائية وفرض الحصار الذي لم يُفرض بنسبة 100 بالمئة على لبنان إلى الآن، وبالتالي إنّ ربطنا بسوريا سابقاً بستة معابر لن يكون مطروحاً بعدها للتضييق على قيادات الحزب وحركته كما على حركة المواطنين”.

وعن المعابر الشمالية (من عكّار إلى سوريا)، يُشير إلى وجود ثلاثة معابر أساسية تستخدم حالياً، “ولا يقتصر الحديث على معبر واحد كما تناول البعض، بل نتحدّث عن: معبر العبودية، العريضة والبقيعة (تلكلخ)”، مؤكّداً أنّ “الوضع فيها لا يزال عادياً (وحتّى أقلّ من عاديّ) لأنّ حركة النزوح إلى سوريا حالياً باتت تُسجّل انخفاضاً مستمراً، بحيث خرج من البلاد كلّ من يرغب في المغادرة خلال الأسابيع الماضية، فيما تستمرّ حركة البضائع بصورة متراجعة على هذه المعابر التي تتخذ حذرها حالياً”.

أمّا عن الخطر العدواني، فلا يغفل المصدر تحديد مستوى خطورته على المدنيين أو الحركة التجارية، “ولا يُمكن توقّع ما ستفعله الضربات، لكن نتوقّع طبعاً كلّ سيء في هذه المرحلة”.

الحصار البريّ الذي يتحدّث عنه الخبراء والمحلّلون العسكريون، “لم يشمل 17 معبراً (غير شرعية تُسيطر عليها مافيات وعصابات سرقة، تهريب ومخدّرات) لم تضرب حتّى اللحظة، لأنّ الاستهداف يشمل المعابر النظامية حالياً، وتتحدّث المعطيات “عن إقفالها لقطع الطريق على عملية التسليح التي يزعمها العدو”، وذلك وفق ما يقول مصدر حدوديّ آخر لـ “لبنان الكبير”.

ويرى المصدر أنّ “التركيز الاعلامي على معبر العبودية تحديداً غير مبرّر في ظلّ وجود معابر أخرى كمعبر العريضة الذي يربطنا بطرطوس ويتحرّك مدنياً وتجارياً، ومعبر البقيعة الذي يربطنا بتلكلخ المعروفة بمعارضتها للنّظام”، قائلًا: “بعض الاعلام يُؤكّد أنّ معبر العبودية يعمل بطاقته كاملة أو يربطه جغرافياً بالهرمل، وكأنّه يُعطي إنذاراً للعدو بضربه، وقد يأتي التركيز عليه إنْ أردنا حسن الظن، لأهمّيته التي يكتسبها بسبب موقعه من جهة، ودوره التجاريّ من جهة ثانية، فهو معبر يربط طرابلس وعكّار بالعمق والدّاخل السوريّ أيّ إلى حمص، على خلاف معابر أخرى تربطهما بالساحل، ويُعدّ متنفساً للسوريين واللبنانيين على الصعيد المدنيّ لا العسكريّ”.

ويُضيف: “المعبر الذي عُرقل سابقاً لا ينقصه المزيد من التخبّط، وقد سجّل خلال فترة الثورة السورية نقطة سوداء لدى البعض، بسبب الحديث عن تهريب أشخاص أو أسلحة إلى الفصائل المسلّحة في سوريا عبره، وحينها تفاقمت الخسائر الاقتصادية والتجارية لا سيما بعد فرض قانون قيصر من جهة، وإقفال معبر نصيب (كما يُطلق عليه السوريون) أو معبر جابر (كما يُطلق عليه الأردنيون) الذي يربط الأسواق العربية بالأوروبية ويكتسب أهمّية تجارية كبيرة من جهة ثانية، الأمر الذي حوّل الحركة حينها من البرّية إلى البحرية المكلفة لنقل البضائع عبر مرفأ طرابلس مثلاً إلى تركيا وغيرها إلى الأردن لتختار وجهتها بعدها، وهذا ما سيحدث حالياً في حال ضرب المعبر”.

ويؤكد المصدر أن “كلّ المعابر البرّية في خطر اليوم، لكنّها تُعدّ هدفاً غير ملح شمالاً لأنّها تقع ضمن منطقة لا تسمح بنفوذ حزب الله داخلها، أو لا تتصل بمنافذ تابعة للحزب في سوريا، لكنّ انتقال النازحين إلى الشمال والقدرة على افتعال الفتنة من خلالهم عسكرياً قد تأخذ الضربات إلى جهة أخرى”.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة