حالة ذعر كبيرة: تسجيل صوتي كاد “يخرب الدنيا” في مخيم البدّاوي!
عاش أبناء المخيّمات الفلسطينية شمالاً لحظات صعبة، بعد تداول مقطع صوتيّ يتحدّث عن قصف مركزٍ لحركة “حماس” في مخيّم البدّاوي منذ ساعات، ما أثار حالة ذعر كبيرة تزامنت مع قيام العدو الاسرائيلي في وقت واحد وبلا توقّف، بخرق جدار الصوت، وإلقاء البالونات الحرارية على طرابلس، مع تسبّبه في انفجار صاروخ اعتراضيّ فوق المناطق الجبلية في عكار وصل صداه إلى عاصمة الشمال، الأمر الذي يوحي بأنّ هجمات الحرب نُفذت جميعها في لحظة، على بقعة جغرافية واحدة لا يُمكن الفرار منها، خصوصاً في ظلّ رصد العدو للنازحين عبر الحدود وقدرته على استهدافهم.
إنّ هذا “الزخم” العدائيّ وضع أمن الآلاف من المواطنين، النازحين واللاجئين على كفّ عفريتٍ لا يرحمهم، ولم يكن ينقصه إلّا تداول مقطع صوتيّ يُؤكّد استهداف العدوان إحدى الروضات في المخيّم، ونشره من دون التأكّد من مضمونه ومصدره، ما أثار الرعب في قلوب النّاس ودفع بوسائل إعلامية إلى التحدّث عن تسجيل حركة نزوح من المخيّم.
وفي وقتٍ التزمت فيه الفصائل الفلسطينية بالحكمة والوعيّ، قامت القوّة الأمنية المشتركة في المخيّم بتوقيف مسجّل الصوت “س.م.أ” واقتياده الى التحقيق، محذرة الأهالي من الانجرار خلف مطلقي الشائعات الذين يُزعزعون أمن المخيّم المستهدف أساساً من العدو الذي يضعه “تحت نظره” في أيّ لحظة.
ومن المخيّم، يُؤكّد مصدر سياسيّ عودة الوضع إلى طبيعته وعدم نزوح الأهالي أساساً من بيوتهم، موضحاً عبر “لبنان الكبير” أنّ بعض الوسائل الاعلامية اعتقد في بداية الأمر أنّ كثافة الحضور في المخيّم، ناتجة عن خروج النّاس منه إلى أطرافه أو إلى خارجه، وذلك بسبب مقاطع مصوّرة (فيديوهات) سجّلت هذه الحركة، لكنّ الحقيقة تُؤكّد أنّ هذه التجمّعات حصلت بسبب شدّة الأصوات التي ترافقت مع نشر المقطع الصوتيّ الذي يُشير إلى استهداف روضة في المخيّم، ما دفع بأبنائه إلى التوجّه بسرعة إلى المكان المستهدف كما يزعم القائل، للاطمئنان ولمعرفة هوّية المستهدف”. ويشدد على إدراك الفلسطينيين جيّداً وقوعهم جميعهم من دون استثناء ضمن دائرة الاستهداف العدوانية “فلا يهربون من هذا الواقع المشرّف الذي لا يُقلقنا أو يُخيفنا”.
ويعتبر المصدر أنّ استدعاء الأمنيين ناشر التسجيل “وهو شاب بسيط” خطوة ضرورية، ويقول: “سألوه عند التحقيق معه عن سبب إدلائه بهذا الكلام، فردّ عليهم بأنّه سمعه ونقله إلى الآخرين، أيّ أنّ الأمر لم يكن يستحقّ كلّ هذه الضجة، وقد قام بنشره سريعاً من دون حتّى التفكير بنتائجه وانعكاساته، وذلك بناءً على ما سمعه من آخرين يتناقلون المعلومات التي قد تكون مغلوطة، ففي مرّة يُقال إنّ جبل البداوي سيُستهدف، وفي مرّة أخرى تحدّثوا عن استهداف المنية وغيرها من المناطق، وفي الواقع، لا يستغرب أحد عمليات الاستهداف المختلفة التي لا تُوفّر أحداً لتمتّعها بإحداثيات تُمكّنها من معرفة حركة كلّ القيادات”.
ويضيف: “لا نشعر بالخوف، الضعف أو التراجع، ولا يتمكّن العدو من دفعنا إلى الاستسلام، فصحيح أنّه بات يملك قدرات تقنية واستخباراتية معروفة، لكنّها فشلت حقيقة عند استهدافها زعيم حركة حماس يحيى السنوار الذي واجه حتّى الموت ولم يهرب أو يختبئ في ملجأ أو نفق كما ادّعى الاحتلال، فالسنوار الذي لا يعرفون عنه شيئاً منذ سنة و10 أيّام وعلى الرّغم من تقدّمهم وتطوّرهم التقني، ضرب الدرون بعصاه وواجه العدو حتّى بعدما بترت يده اليمنى وتعرّض لجروح، فهذه صورة مشرّفة للشعب الفلسطيني الذي لا يزال يُواجه العدوان والاستيطان، ونحن نلتزم بهذا المشهد الذي يُكرّس المبادئ والحقوق حتّى آخر لحظة”.
لبنان الكبير