كيف يعلّق الــ«سياديون من أنصار أميركا»… على الآتي؟

الانتفاضة التي قام بها «سياديون من أنصار أميركا» على كلام منسوب إلى رئيس مجلس النواب الإيراني محمد باقر قاليباف، لا يمكن انتظارها من الفريق نفسه إزاء ما تقوم به الولايات المتحدة وعواصم أخرى في لبنان. وللتوضيح ثمة أسئلة برسم هؤلاء منها:

في لبنان، لجنة «خماسية» تضم سفراء عرباً وأجانب يصولون ويجولون على القوى السياسية لمناقشة الملف اللبناني من داخل لبنان ويرفعون تقاريرهم إلى عواصمهم، ثم يعودون إلى بيروت ويجتمعون معكم تحديداً ليحملوا إليكم أسماء مرشحين لرئاسة الجمهورية وتحديد مواصفاته وجدول أعماله!

في لبنان مطاران: واحد في حامات لا تتوقف الطائرات الأميركية عن الهبوط فيه والإقلاع منه من دون معرفة ماذا تحمِل معها ذهاباً وإياباً، وآخر في بيروت يدخله الملحق العسكري في السفارة الأميركية ويجول فيه بحجة التأكد من عدم وجود أسلحة ثم يفرض على الجيش اللبناني إجراءات تفتيش استثنائية.

في لبنان، يجول السفراء والمسؤولون ويهددون ويتوعدون وينقلون رسائل تحذير، ويصرحون يومياً عن القرار ١٧٠١ ويطرحون آليات لتنفيذه أو تعديلات عليه، ويحرّضون على حزب لبناني تملك كتلته النيابية بحسب نتائج الانتخابات أكثرية الأصوات، حيث إن نائباً واحداً فيها حصل على ما يقارب ٤٩ ألف صوت.

في لبنان حكومة تقيل وزيراً فيها لأن دولة أخرى امتعضت من رأيه في أحداث المنطقة.

في لبنان، فريق أمني أميركي يضمّ 15 ضابطاً من وكالة الاستخبارات المركزي (CIA)، مهمته التحريض والتجسس على فريق لبناني والمشاركة في عمليات اغتيال.

في لبنان، يخرج المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين عشرات المرات ليتحدث في الإعلام (آخر إطلالاته أمس) عن آلية تنفيذ القرار ١٧٠١ وانتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة.

في لبنان تهرّب السفارة الأميركية جزار معتقل الخيام العميل عامر الفاخوري إلى خارج لبنان، وترحّل السلطات الأمنية الصحافي الإسرائيلي يهشوع تارتاكوفسكي الذي اعتُقل في بيروت بتهمة التجسس بضغط من الأميركيين، ويُطلق سراح رئيس مصلحة الأمن والسلامة في مرفأ بيروت محمد زياد العوف، ويغادر لبنان إلى الولايات المتحدة بضغط من واشنطن، ويضطر القضاء إلى إطلاق سراح باقي الموقوفين كي لا يظهر فداحة الانصياع القضائي للخارج، علماً أن الموظفين ظلوا محتجزين لفترة طويلة من دون وجه حق.

في لبنان، تستدعي السفيرة الأميركية جوقة «السياديين» وتطلب منهم أن يتحضروا لمرحلة ما بعد حزب الله وتطلب منهم الالتزام ببرنامج سياسي وإعلامي محدد لمواكبة المرحلة.

في لبنان، رئيس حكومة يتصل بقائد الجيش لينقل طلب وزير الأشغال بفتح طريق المصنع، فيجيب القائد بأن السفيرة الأميركية تمنعنا، ثم يُغلَق الخط!

الاخبار

مقالات ذات صلة