لا “ترانسفير” شيعياً إلى العراق: عائدون “ولو بعد حين!
تهجير الشيعة إلى العراق أو “الترانسفير” كما يسمّيه البعض، ليس سيناريو وليد هذه الحرب، بل هو محاولة قديمة مستجدة، بدأت في حرب تموز 2006، وهي في سياق محاولات أميركا لانهاء التهديد ضد اسرائيل من جنوب لبنان.
مع اشتداد الحرب منذ ٢٧ أيلول الماضي، نزح أهالي الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع، بعد موجات من الغارات الاسرائيلية أسفرت عن تدمير هائل، وتنوعت الوجهات بين بيروت والشمال والجبل وإلى سوريا وحتى العراق.
يقدر عدد النازحين بنحو مليون و200 ألف شخص، العدد الأكبر منهم في الداخل اللبناني، بينما تستقبل سوريا نحو 200 ألف، والعراق نحو 8 اَلاف، ومن هنا بدأ الحديث عن “الترانسفير” ولكنه لم يتخط الكلام الاعلامي، فلم يخرج على لسان أي مسؤول أميركي أو غيره، بل تؤكد مصادر أن الأميركيين لم يفتحوا باب التفاوض بعد، بحيث يعتبرون أن الهجوم الاسرائيلي فرصة لتقويض “حزب الله”، وفرض الاملاءات على لبنان، وبالتالي كل الحديث عن “الترانسفير” تحليلات أكثر مما هو معطيات أو تسريبات، وعلى الرغم من ذلك نفت الجهات الرسمية في العراق وجود أي نية لتوطين اللبنانيين في البلاد.
من جهة الثنائي الشيعي الأمر محسوم، فلن يقبل لا بتهجير ولا “ترانسفير” ولا منطقة عازلة، تنتهي الحرب وتعود الناس إلى أراضيها ومنازلها، وفق مصادر الثنائي، التي لفتت إلى أن “اسرائيل كانت تحتل جزءاً من جنوب لبنان قبل العام 2000، وفور تحرير الأرض عاد أهالي القرى المحررة إلى أرضهم فوراً، وهو أمر تكرر عام 2006 في حرب تموز، فور وقف إطلاق النار، غصت الطرق بقوافل المهجرين، الذين عادوا إلى منازلهم وأراضيهم، بعد أن أطلق الرئيس نبيه بري نداء شهيراً طالبهم فيه بالعودة”.
وتؤكد المصادر أن “اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً متمسكون بأرضهم، وهم إن تهجروا منها يعودون إليها مهما طال الزمن، ولعل أكبر دليل على ذلك هو من تهجروا خلال فترة الحرب الأهلية والاجتياح الاسرائيلي في السبعينيات والثمانينيات، غادر الآلاف البلد تاركين أملاكهم وأرزاقهم، وعاشوا في دول أسسوا فيها حياة ثانية، وحصلوا على جنسيات بلاد الاغتراب، وجمعوا الأموال، وبعد انتهاء الخطر عادوا، على الأقل كسياح في الصيف، واستعادوا أراضيهم وأملاكهم، وبالتالي عقلية اللبناني، هي التمسك بأرضه، ولو استعملها فقط كمصيف، لا يمكن زرع فكرة التهجير بأيديولوجيته”.
وتشير المصادر إلى أن “القيادة العراقية تشارك قيادة الثنائي رفض الترانسفير وبالتالي لن تساهم في المؤامرة ضد شيعة لبنان”.
في المقابل، ترى مصادر مطلعة أن “الترانسفير” حاصل حالياً ولو بصورة مؤقتة، وستحاول اسرائيل ومن خلفها أميركا فرضه في الجنوب لإنشاء المنطقة العازلة بين 3 و5 كيلومترات، معتبرة أن الميدان سيحكم بنجاح هذا “الترانسفير” أم لا.
وتشدد مصادر الثنائي على أن “الترانسفير” لن يحصل حتى لو تمكنت اسرائيل من احتلال جزء من الجنوب لتنشئ المنطقة العازلة، وسيعود الجنوبيون الى المقاومة لتحرير أرضهم، التي سيعودون إليها ولو بعد حين.
وتصف المصادر الكلام عن اتفاقات ايرانية من تحت الطاولة للقبول بهذا “الترانسفير” بأنه “محض افتراء وكذب، ولا يمت الى الواقع بصلة”.
محمد شمس الدين- لبنان الكبير