استهداف مموّلي “الحزب”… تجار السيارات “الكبار” يزحفون شمالاً
يواصل العدو الاسرائيلي شنّ غاراته العنيفة على مختلف المناطق اللبنانية، وبعد هدوء لأيام قليلة، عاد واستهدف ضاحية بيروت الجنوبية، لكنه لم يرحم أبداً الجنوب والبقاع. وشهدت النبطية سلسلة غارات تعتبر من الأعنف، وما نتج عنها كان كارثياً ومأساوياً، من تدمير مبنيي البلدية واتحاد البلديات، وقبلها سوق النبطية، والذي يعد من النقاط الحيوية فيها.
وفي الوقت نفسه، يُعرف الكثير من المناطق في الجنوب بتجارة السيارات الأجنبية المستعملة، ولعل أشهرها بلدة القصيبة، أكبر سوق لها، والتي تعد مقصداً لكل اللبنانيين من جميع المناطق. وهذا القطاع يعتبر مصدر رزق لكثير من العائلات في الجنوب خصوصاً، لذلك يواجه عدد من التجار مخاطر تعرض أرزاقهم من سيارات وآليات لخطر التدمير بسبب القصف الاسرائيلي المتواصل، فعمد عدد منهم الى نقلها لأماكن أكثر أماناً.
ويقول أحد الشبان لموقع “لبنان الكبير” أنه وأصدقاءه، عرض عليهم استقدام بعض السيارات من قرى الجنوب المشهورة بتجارة السيارات الأجنبية، واستقدامها الى نقاط يحددها التاجر، بعد سحبها من المناطق التي تتعرض للقصف، وذلك لقاء مبلغ مادي، يبلغ 50 دولاراً عن كل سيارة، وبالفعل ذهب أحد الشبان، ونقل السيارة من مكان الى آخر، وفق إرشادات التاجر، وحصل على المبلغ الذي وعد بالحصول عليه.
ووفق معلومات “لبنان الكبير”، من تاجر كبير، فإن عدداً من تجار السيارات، خصوصاً “التجار الكبار”، بادروا الى سحب سياراتهم منذ فترة، خوفاً من تعرضها للضرر، خصوصاً أن قيمتها بملايين الدولارات، واستأجروا “بور” في الشمال اللبناني لركن سياراتهم هناك، بعيداً عن المناطق التي تتعرض للقصف. كما استأجروا مواقف عند الخط الشمالي في المناطق التي توصف بأنها آمنة كالبترون مثلاً لعرض سياراتهم هناك، كما كانوا يفعلون عند أوتوستراد الجنوب والجية والرميلة.
ويعزو التاجر نفسه هذا الأمر، الى الخوف من القصف العشوائي الاسرائيلي مؤخراً من جهة، ومن استهداف معارض السيارات تحديداً من جهة أخرى، لوجود بعض التجار الذي يموّل “حزب الله”، ويقوم بعمليات غسيل أموال عن طريق استيراد السيارات لصالح الحزب.
ويؤكد أن سوق السيارات في الجنوب هبط بصورة كبيرة جداً، خصوصاً مع تصاعد التوتر وتأزم الوضع الأمني في الجنوب، من دون نسيان الوضع الاقتصادي المتردي.
ويفيد مصدر أمني لـ”لبنان الكبير” بأن أي معرض لم يستهدف لغاية الآن بصورة واضحة، كما لم يبلغ عن استهداف معرض، الا أن أحد التجار سحب سياراته من منطقة الى أخرى ضمن الجنوب، واستأجر منزلاً مع باحة، وقام بركن سياراته فيها، ليتم استهدافه فيما بعد وتدمير المنزل والسيارات.
وتجدر الاشارة الى أن عدداً من مموّلي الحزب، والناشطين لديه، يستغلون تجارة السيارات الأجنبية، واستيرادها كغطاء لعمليات غسيل الأموال، لذلك التخوف لدى كثير من التجار، من أن يكونوا ضحية الاستهدافات الاسرائيلية، في حال واصل العدو استهداف منابع المال التابعة للحزب ومصادره.
ويعد قطاع السيارات في لبنان، قطاعاً أساسياً، نتيجة الأموال التي يدخلها الى خزينة الدولة عبر الجمارك، وتسجيل السيارات كي تصبح شرعية وصالحة للسير على الطرق اللبنانية، إلى جانب تشغيل الآلاف من اليد العاملة، وتحريك قطاعات أخرى ترتبط به.
حسين وياد منصور- لبنان الكبير