الإسرائيلي يفعل غير ما ينقله الأميركي: تطمينات أميركا لا تطمئن أحداً

غداة العملية النوعية الأكثر إيلاماً التي نفّذها حزب الله ضد قاعدة تابعة للواء «غولاني» في بنيامينا جنوب حيفا، ووسطَ التهديد الإسرائيلي بتنفيذ ضربات في كل لبنان، بما فيه مدينة بيروت، حُبسَت الأنفاس بانتظار الهدف المقبل للعدو وسط تخوّف من استغلال هذه العملية للقيام بمجازر انتقامية ضد مدنيين، كما حصل في منطقة أيطو (قضاء زغرتا الذي استُهدف للمرة الأولى).

وازداد هذا الخوف، وسطَ مؤشرات ومعلومات تقاطعت حول انحسار الحركة الدبلوماسية التي قالت مصادر مطّلعة إنها «غير مجدية على الإطلاق». ورغمَ تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس، عقب عودته من الأردن أخيراً، أن «لبنان حصل على ضمانات أميركية لخفض التصعيد الإسرائيلي في بيروت وضاحيتها الجنوبية»، إلا أن ذلك لم يُطمئن أحداً، وأوضحت المصادر أن «ما قصده ميقاتي هو أن الأميركيين طمأنوا لبنان إلى هذا الأمر، وكان المقصود أن إسرائيل لن تستهدف مدنيين، لكنها لم تقل إنها ستوقِف الاستهدافات»، مشيرة إلى أن «هذا الكلام الأميركي سمعناه قبيل العدوان الذي حصل على منطقة النويري والبسطة وهذا ما يؤكد أن الإسرائيلي يفعل غير ما ينقله الأميركي، وبالتالي لا يُمكن أن نطمئن».

تطمينات أميركية بعدم استهداف بيروت سبقت غارتي النويري والبسطة!

وكان ميقاتي أكّد أن «الاتصالات الدولية قائمة للوصول إلى وقف لإطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701»، وشدّد على «أننا نسعى إلى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الأمن». وأشار إلى أنه «خلال اتصالاتنا مع الجهات الأميركية الأسبوع الفائت أخذنا نوعاً من الضمانة لتخفيف التصعيد في الضاحية الجنوبية وبيروت والأميركيون جادون في الضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار». وفيما قالت أوساط سياسية إن كلام ميقاتي «يُفسّر تراجع الضربات منذ أسبوع على الضاحية وبيروت»، تزامن كلام رئيس الحكومة مع ما كشفته وزارة الخارجية الأميركية عن «أننا أوضحنا للإسرائيليين أننا نعارض حملة الغارات الجوية على بيروت ونراقب التزامهم بذلك»، وما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن «تأكيد الولايات المتحدة معارضتها الغارات الجوية الكثيفة على بيروت». وفي هذا الصدد، اعتبرت مصادر دبلوماسية أن «لأميركا مصالح حيوية في لبنان وهي تنظر إليه بشكل مختلف عن غزة، وتعتبر أن هناك خطوطاً حمراً لا يُمكن تجاوزها»، فضلاً عن أن «لبنان وتحديداً بيروت، ليست غزة، وفيها قوى متعددة ولا يسيطر عليها حزب الله، وبالتالي تعتبر أميركا أن هناك أوراقاً لا تريد أن تخسرها، ولا تريد إنهاك المؤسسة العسكرية التي استثمرت فيها طويلاً، لأن الخراب الداخلي والفوضى المطلقة ستكون لهما تداعيات مأسوية على وضع الجيش».

من جهة أجرى، لا يزال ملف «اليونيفل» يتفاعل في ظل إصرار إسرائيل على انسحابها من الجنوب والاستياء الأوروبي من الممارسات الإسرائيلية. وفيما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن «على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يتذكّر أن إسرائيل تأسست بقرار من الأمم المتحدة»، معتبراً أنه لا يجب أن «يتنصل من قرارات» المنظمة الدولية، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أنها ستزور لبنان الجمعة لتفقد كتيبة إيطالية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. واعتبرت ميلوني أن انسحاب اليونيفل بناءً على طلب أحادي من إسرائيل سيكون خطأ فادحاً، وسيقوّض مصداقية الأمم المتحدة.

وقف رحلات الإجلاء يومين

أفادت مصادر في مطار بيروت الدولي بأن رحلات إجلاء الرعايا الأجانب ستُعلق لمدة يومين كحد أدنى. إلا أن التعليق لن يشمل حركة الذهاب من المطار لطيران الشرق الأوسط. وربطت المصادر قرار تعليق الدول الغربية لرحلات الإجلاء باحتمال شن إسرائيل عدواناً وشيكاً على إيران، ما قد يصعّد الوضع الأمني في المنطقة، علماً أن هناك ثمانية خطوط طيران تتحرك من لبنان باتجاه أوروبا وأميركا قد تكون في مرمى الصواريخ في حال تطورت المواجهة.

الاخبار

مقالات ذات صلة