نصرالله… قد لا أبقى كثيراً بينكم

عاد إلى الواجهة حديث عمره خمسة أعوام ونصف، للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، يتوقع فيه بشكل حرفي قتله من قبل العدو الإسرائيلي، هو وكبار قادة الحزب.

واغتيل نصرالله في غارات بأكثر من 80 قنبلة خارقة للتحصينات، على ما يدعي الجيش الإسرائيلي إنه مقر قيادة حزب الله في حارة حريك في 27 أيلول الفائت. واغتيل إلى جانب نصرالله قادة كبار في الحزب بينهم علي كركي إضافة إلى عدد من كبار المرافقية والقيادي في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان.

«قد لا أبقى بينكم فترة طويلة»
في ربيع عام 2019، نقلت صحيفة «الراي» الكويتية عن نصرالله ما قالت إنه محضر اجتماع مع كبار من قادة الحزب. كان نصرالله في هذا الإجتماع متشائما جدا، بل «لم يكن يوماً بهذا التشاؤم».

ويقول نصرالله للقادة حرفيا «قد لا أبقى بينكم فترة طويلة وقد يذهب معي أكثر قادة الصف الأول، وبالتالي من الممكن أن تنجح إسرائيل في اغتيال القادة. إلا أن هذا لا يعني نهاية (حزب الله) الذي لا يَعتمد بوجوده على الأفراد بل هو جزء من المجتمع اللبناني الباقي في هذه البلاد».

وفي ذلك العام بالذات، يبدو إنه تم وضع خطة لغياب نصرالله وباقي القادة، فأعلن أن للمجتمعين «إجراءاتٍ قد اتخذت حتى في الحالات القصوى وقتْل القادة».
\
على ماذا بنى نصرالله توقعه؟
تقول الصحيفة أن حزب الله كان يراقب حينها حركة القوات الجوية والبحرية الأميركية في المنطقة، وسلوك رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو مع غزة (يعطيها ما تريده من مساحة بحرية وعبور بكفالة ورعاية مصر شرط أن تبقى على الحياد في حالة حرب مع «حزب الله»).

أضاف إلى هذه العوامل دعْم الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب اللامحدود لنتنياهو، «وإضافة «حزب الله» على لائحة الإرهاب من دول عدة، والتحذيرات المتكررة من أميركا للبنان والعداء لإيران ومحاصرتها، وانتصار اليمين المتطرّف في إسرائيل وأخيراً صفقة القرن المؤجَّلة الى الصيف المقبل»، أي صيف عام 2019.

«إستعدوا لكل الاحتمالات»

وإذ رأى نصرالله في العوامل المذكورة أعلاه «دلائل كثيرة على أن إسرائيل تسعى لمفاجأة الجميع، مثل حرب 2006»، دعا في الإجتماع المذكور « الشعب اللبناني والبيئة الحاضنة أن تستعدّ لكل الاحتمالات».

وكان التقدير حسب صحيفة «الراي» أن «تُخْلي إسرائيل كل المستوطنين من الناقورة وحتى مزارع شبعا في حال اندلاع الحرب لمنْع «حزب الله» من العبور وأخْذ هؤلاء كرهائن».

بداية الحرب تكون بعد اغتياله!

ونقلت حينها الصحيفة عن مصادر مطلعة إن «السيد نصر الله لم يكن يوماً بهذا التشاؤم، ما رفع احتمال الحرب مع إسرائيل من 50/50 الى 70/30 نسبياً والاعتقاد السائد أن إسرائيل تملك بنك أهداف بنحو 1000 الى 2000 هدف لتدميرها في الأيام الأولى من الحرب».

وأضاف عن تقديرات الحزب إنه «من المؤكد أن إسرائيل ستبدأ الحرب إذا عرفت مكان السيد نصرالله لتغتاله وهذا ثمنٌ تستطيع القيادة الإسرائيلية مقابِله إقناع الرأي العام الداخلي بالأكلاف التي ستدفعها في حال إرسال «حزب الله» صواريخه إلى الجبهة الداخلية».

يذكر إنه بعد ثلاثة أيام على اغتيال نصرالله، أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا نيته الإجتياح البري لجنوب لبنان. لكنه لم يفلح بالتقدم حتى اللحظة ويخوض اشتباكات عنيفة داخل البلدات المتاخمة للحدود مع عناصر حزب الله.

نصرالله نفى هذا التقرير

يذكر أن أمين عام حزب الله نفى شخصيا في خطاب تلا اليوم الذي نُشر فيه التقرير، ونصح الصحيفة أن تكلف كاتب المقال بكتابة «سيناريو لفيلم خيالي».

ووصف ما نُشر بـ«الكلام الفاضي الذي لا أساس له من الصحّة».

جنوبية

مقالات ذات صلة