إنتخاب الرئيس سيطول أكثر وأكثر: بدعة استهداف نواب “الحزب”!
حجة تلو الأخرى، تدخل في بازار تعطيل إنتخاب رئيس الجمهورية، وآخرها يتعلق بإمكان استهداف نواب “حزب الله” أثناء إنعقاد جلسة الانتخاب! لذا باتت الدواعي الأمنية تطغى على أولوية الاستحقاق، الذي أصبح بالتالي مائعاً، والذرائع المتعلقة به غير مقنعة، فهؤلاء النواب أنفسهم يتجوّلون في الضاحية الجنوبية لبيروت والنويري والبسطة والباشورة، ويتحدثون الى الاعلام من أماكن وجودهم.
صحيح أن نواب المعارضة يشددون على إنتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، ويؤكدون حضورهم الجلسة في حال دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن يبدو أن هناك فئة منهم تُفضل عدم الذهاب الى أي جلسة في ظل الحرب القائمة، وسط تخوف من إمكان استهدافها الى جانب نواب الحزب، خصوصاً وأن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مجنون ولا يمكن توقع الأماكن التي يستهدفها، بعدما ضرب عمق بيروت في الأيام الماضية، وتوعد بضرب الحزب في كل أنحاء لبنان. وبالتالي من الواضح، أن النية لانتخاب الرئيس لم تكن موجودة في الأصل، بسبب المماطلة على مدى العامين الفائتين، مرة بحجة الحوار، ومرة بحجة الـ86 صوتاً لانتخاب الرئيس التي برزت في الأسابيع الماضية، ومرات بحجة جبهة المساندة مع غزة ووقف إطلاق النار، ولو كان هناك من يريد إنتخاب الرئيس فعلاً، لسارع الى ذلك في السلم قبل الحرب.
وربطاً بالحجج الجديدة، التي برزت على الساحة الداخلية، أكدت مصادر مقربة من “حزب الله” عبر “لبنان الكبير” أنه “لا يمكن الذهاب الى عقد جلسة لانتخاب رئيس في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر، والأهم الوصول الى توافق وطني لانتخاب رئيس يؤمن 86 صوتاً، وبعدها تجري اتصالات دولية واقليمية لوقف اطلاق النار، أو هدنة مؤقتة حتى انتخاب الرئيس”، موضحة أن “لا شيء يمنع أن يطال القصف الاسرائيلي أي منطقة، فهو طال بيروت وكل المناطق اللبنانية، وبالتالي ما الذي يمنع اسرائيل من أن تطال البرلمان اذا لم تكن هناك رعاية دولية واقليمية لذلك؟”.
وشددت مصادر مقربة من “الثنائي الشيعي” عبر “لبنان الكبير”، على أن “الأولوية اليوم هي لوقف إطلاق النار قبل أي شيء، ولا يمكن انتخاب رئيس غير توافقي”، متسائلةً: “هل يجوز إنعقاد جلسة بمعزل عن أي مكون؟”.
في المقابل، رأت مصادر من المعارضة عبر “لبنان الكبير” أن “هناك فئة تقرأ في كتابها فقط، ولا يعنيها سوى مشروعها، وبالتالي ما الذي يؤكد أن لا شيء سيطالنا في حال حضرنا جلسة موجود فيها نواب الحزب؟”.
يبدو أن إنتخاب الرئيس سيطول أكثر وأكثر، طالما الفرقاء يخترعون بدعاً لا تخطر على بال أحد، كذريعة لتعطيل إنتخاب الرئيس، فالى متى ستبقى هذه الذرائع موجودة، ومتى سيحين موعد الانتخاب ويصبح للبنان رئيس؟
لبنان الكبير