إنه التصعيد المتدرج: مسيّرات الحزب تصل الى تل أبيب الكبرى.. وتحذير لسكان المستوطنات

طائرتان مسيّرتان عبرتا فوق البحر وصولاً إلى تل أبيب الكبرى. تمكنتا من اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية. إنه التصعيد المتدرج في العمليات التي ينفذها حزب الله، إذ بعد استهداف مدينة حيفا، بدأ يركز استهدافاته على تل أبيب، وذلك رداً على الضربات التي نفذها العدو الإسرائيلي في قلب العاصمة بيروت. أكثر من 100 كلم حلقت الطائرتان للوصول إلى أهدافهما، فاعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة إحداهما مبنى سكنياً في هرتسليا، وأعلن عن إسقاط الطائرة الثانية، بينما نشرت مواقع المستوطنين صورة لإصابة منشأة لانتاج الكهرباء بالمسيّرة الثانية. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنه “في أعقاب الإنذارات التي أُطلقت قبل قليل في وسط الدولة، تم رصد طائرتين بدون طيار عبرتا الحدود من لبنان. كانت الطائرتان تحت المراقبة منذ لحظة دخولهما المجال الجوي، وتمكنت قوات سلاح الجو من اعتراض إحدى الطائرتين بنجاح”. وأضاف أنه “تم تسجيل إصابة مبنى في هرتسليا، وحتى الآن، لم تُسجل أي إصابات بشرية. يجري التحقيق في الحادث، وما زالت التفاصيل قيد الفحص”.

تحذير سكان المستوطنات
وللمرة الأولى أيضاً يصدر حزب الله تحذيرات لسكان المستوطنات الإسرائيلية، رداً على التحذيرات التي يطلقها الإسرائيليون لسكان الجنوب والضاحية الجنوبية. وقد أصدرت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية بيانًا يحمل تهديدًا غير عادي، جاء فيه: “إن جيش العدو الإسرائيلي يتخذ من منازل المستوطنين في بعض مستوطنات شمال فلسطين المحتلة مراكز تجمع لضباطه وجنوده، كما تتواجد قواعده العسكرية التي تدير العدوان على لبنان داخل أحياء استيطانية في المدن الكبرى المحتلة مثل حيفا وطبريا وغيرها. هذه المنازل والقواعد العسكرية هي أهداف مشروعة للقوة الصاروخية والجوية للمقاومة الإسلامية.” وأضاف البيان: “نحذّر المستوطنين من التواجد بالقرب من هذه التجمعات العسكرية حفاظًا على حياتهم، وحتى إشعار آخر.” واختتم البيان بالتأكيد على موقف المقاومة الإسلامية قائلًا: “إن المقاومة الإسلامية تلتزم بعهدها ووعدها لشهيدها الأسمى والأقدس، سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله بأن مستوطنات شمال فلسطين المحتلة ستبقى خالية من المستوطنين حتى وقف الحرب على غزة ولبنان.”

في المقابل، تكثّفت العمليات والغارات الإسرائيلية على قرى الجنوب والبقاع، وتوسعت رقعة الاستهدافات من قبل قوات الاحتلال ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في بلدات مختلفة، لا سيما في البيسارية حيث سقط 3 شهداء، وشهيد في بلدة كفردان، و4 شهداء في بوداي، كما استهدفت الغارات عدلون، انصارية، القليلة، طيردبا، الحوش، الزرارية، الجبين وكفرا جنوباً. أما بقاعاً فقد تم استهداف بلدات، سرعين، النبي شيت، تمنين الفوقا، علي النهري، والحلانية. بدوره واصل حزب الله تنفيذ العمليات ضد مواقع الجيش الإسرائيلية وتموضعاته في المستوطنات، بالإضافة إلى استهداف القوات التي تقدّمت باتجاه الأراضي اللبنانية.

غرفة العمليات
وحول مجريات المواجهات الميدانية ضد قوات الاحتلال أشارت غرفة عمليّات “حزب الله”، إلى أنّه “بعد الفشل المدوي والتصدّي البطولي الذي واجهه ويواجهه جيش العدو الإسرائيلي في محاولات تقدمه باتجاه القرى الجنوبية الحدودية مع فلسطين المحتلة في القطاع الشرقي، حاول في اليومين الماضيين استحداث محاور تقدم جديدة في القطاع الغربي، من اتجاه موقعي رأس الناقورة وجل العلام باتجاه المشيرفة واللبونة، محاولًا الإستفادة من التضاريس التي يعتقد أنها ستساعده”.
وأوضحت غرفة العمليات في بيان، أنّ “قبل محاولة تقدّمه على المحاور الجديدة، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي عشرات الغارات، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف من البر والبحر على بلدات الضهيرة وعلما الشعب والناقورة”، لافتة إلى أنّ “فجر الثلثاء الماضي، حاولت قوة من جيش العدو الإسرائيلي التقدم من رأس الناقورة باتجاه منطقة اللبونة الحدودية، بهدف الوصول إلى مركز قوات “اليونيفيل” في اللبونة والتمركز فيه، فتصدى لها مجاهدو المقاومة الإسلامية بالأسلحة المناسبة وأجبروها على التراجع”. وكشفت أنّ “مجموعة من جنود العدو الإسرائيلي حاولت يوم الخميس، وبمواكبة وحماية دبابة “ميركافا”، التقدم باتجاه منطقة اللبونة من رأس الناقورة. وما أن أصبحت الدبابة في مرمى النار، إستهدفها مجاهدو المقاومة بصاروخ موجه أصابها مباشرة، ما أسفر عن تدميرها واشتعالها ومقتل طاقمها وإصابة الجنود المحتمين خلفها. وفشل العدو في أربع محاولات، ولمدة ساعات، من التقدم لسحب الإصابات، حيث تصدى له المجاهدون في كل مرة بالأسلحة المناسبة؛ وأجبروه على الإنسحاب”.

كما أكّدت أنّه “بالتزامن مع المواجهات البطولية التي يخوضها مجاهدو المقاومة الإسلامية مع ضباط وجنود العدو الإسرائيلي، تواصل مجموعات الإسناد الناري استهداف تحشدات وتموضعات وخطوط دعم جيش العدو الإسرائيلي في المواقع والثكنات العسكرية على طول الحافة الأمامية، وداخل المستوطنات الحدودية داخل الأراضي المحتلة، وتحقق اصابات مؤكدة”. وذكرت أن “جيش العدو الإسرائيلي، وبعد أيام من إعلانه بدء ما أسماها المناورة البرية في جنوب لبنان، لا يستطيع أن يُظهِر دباباته وآلياته العسكرية للجانب اللبناني، خوفًا من استهدافها، ويموضعها في أماكن غير مكشوفة. ورغم ذلك، يتم استهدافها بالصواريخ وقذائف المدفعية ويتكبد خسائر فادحة”. وأضافت: “فشِل العدو الإسرائيلي، حتى لحظة إعداد هذا البيان، في السيطرة على أي من التلال الحاكمة التي يحاول التقدم إليها، ويكتفي بالوصول إلى بعض المنازل على أطراف بعض القرى الحدودية، بهدف أخذ الصور وتنظيم زيارات إعلامية”.

المدن

مقالات ذات صلة