جعجع مستعجل في «تقريش» العدوان الإسرائيلي: «نقزة» من رغبة القوات في «تصدّر المشهد»!

المعارضة عن لقاء معراب "نرفض تسليم القيادة لـ «جعجع»

ليس هناك التباس أو أدنى شك في ما يقوم به رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لجهة محاولته تزعم الفريق المعارض للمقاومة، مع تجاوز الامر فكرة الخلاف مع فريق لبناني حول امور سياسية داخلية، الى حدّ التورط في محاولة اميركية (اسرائيلية) لعزل شريحة واسعة من اللبنانيين، والدفع إلى خطوات متهوّرة بناء على الاعتقاد بأن حزب الله قد هُزم.

ومع ذلك، لا يبدو ان جعجع نجح في كسر عزلته بعدما أظهرت الاتصالات ان أحداً في فريق المعارضة يقبَل بتسيّده زعيماً لها، سيما أن هؤلاء يلاحظون انه مستعجل لـ «تقريش» العدوان الإسرائيلي داخلياً، بعدما كان أول «المبشّرين»، منذ أشهر، بالحرب الإسرائيلية التي «ستدمر حزب الله»، وهو يقول اليوم إن الامر بدأ يتحقق مع اغتيال قادته وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله.

لكن استعجال جعجع لا يبدو أنه ناجم عن فعل ذاتي الآن، بل يبدو مضطراً للقيام بما هو مطلوب منه، او ما هو مرسوم له من دور في عملية التغيير السياسي في لبنان. وبناء عليه، جاءت دعوة حزب «القوات» إلى «مؤتمر وطني جامع» يعقد في معراب غداً. وقالت مصادر «القوات» ان المؤتمر «يهدِف إلى رسم خريطة طريق لإنقاذ لبنان من الكارثة التي وصلت إليها البلاد بسبب إدخالها في حرب لا طائل منها، ولوضع حدٍّ لمعاناة اللبنانيين الذين يعانون من القتل والتهجير»، مع التأكيد على «تنفيذ القرارات الدولية، وخصوصاً القرارين ١٥٥٩ و١٧٠١». وكشفت المصادر أن «الحاضرين سيلقون كلمات قبل أن يُعطى الكلام لجعجع لرسم خريطة طريق لإنقاذ البلد، منطلقاً من الدعوة الى تنفيذ فوري للقرارين 1701 و1559، والعمل على انتخاب رئيس يمثل الفريق السيادي في اسرع وقت، مع الدعوة الى احتضان النازحين»!

وبخلاف ما تروج له مصادر القوات عن «استجابة من كلّ قوى المعارضة الوطنية للمشاركة»، تبّين من مواقف عدد من الشخصيات أن المؤتمر سيكون نسخة مكررة عن مؤتمر معراب الذي انعقد في نيسان الماضي، وشهد مقاطعة سنية وشيعية ودرزية واسعة، ولم ينجح في إظهار الصورة المرسومة له. وحتى ليل امس، لم يكن حزب «الكتائب» قد حسم موقفه، بينما اعلن النائب بلال الحشيمي رفضه تلبية الدعوة لأنه «لا أفضّل الجلوس في هذه المرحلة إلى طاولة واحدة مع أصحاب مشروع الفيدرالية أو أصحاب منطق ما بيشبهونا»، مع تأكيده انه لا يعارض موقف القوات من الحرب.

وفيما لم يتلقّ النواب حليمة قعقور وملحم خلف وابراهيم منيمنة والياس جرادة وفراس حمدان وبولا يعقوبيان دعوة لحضور المؤتمر، أشارت مصادر في فريق المعارضة إلى أن بعض الشخصيات التي حضرت المؤتمر الماضي لن تشارك في لقاء الغد، وإلى أن هناك خلافاً حول مكان الإجتماع و«نقزة» من رغبة القوات في تصدّر المشهد. وعلمت «الأخبار» أن كتلة «تحالف التغيير» التي تضمّ النواب مارك ضو ووضاح الصادق وميشال الدويهي مترددة كثيراً في المشاركة، علما ان الصادق هو الاكثر حماسة. كما سيقاطع المؤتمر المنسق السابق للأمانة العامة لفريق ١٤ آذار فارس سعيد. فيما يستعد نواب كتلتَي «الاعتدال» و«لبنان الجديد» لإبلاغ القوات الاعتذار، علما ان الكتلتين تضمان غالبيّة النواب السنّة المستقلّين، من بينهم أحمد الخير ووليد البعريني ومحمد سليمان وعبد العزيز الصمد ونبيل بدر. وعلمت «الأخبار» أن اجتماعاً سيعقده هؤلاء النواب خلال الساعات المقبلة لاعلان الموقف رسمياً، فيما يؤكد بعضهم «أنّه ليس بإمكاننا المضي قدماً في السقف العالي الذي يطرحه جعجع، خصوصاً في مسألة تطبيق القرار 1559». ويقول أصحاب هذا الرأي «إننا لا نستطيع اليوم طرح تطبيق القرار الدّولي، فيما الدّماء على الأرض والناس في الشّوارع»، مشدّدين على أنّ «المطالبة بنزع هذا السلاح في هذا الظّرف بالتحديد هو أشبه بطعنة في الظهر، وهو يعني الذهاب إلى مواجهة طائفة بأكملها تقدّم الدّماء والتضحيات، وهو ما لا نُريده». ولذلك، كما جرت العادة، فإن المظلة السنية سيؤمّنها الثلاثي فؤاد مخزومي وأشرف ريفي ووضاح الصادق.

ميسم رزق- الاخبار

مقالات ذات صلة