الاتصالات الرئاسية تضييع للوقت وبرّي: “جرّبوني”

لا توحي كل الاتصالات بين الكتل النيابية باقتراب موعد جلسة الانتخاب الرئاسية رغم صدور بعض الإشارات الإيجابية التي سرعان ما تصطدم بالجدران والشروط المرفوعة. البيان الثلاثي الصادر عن لقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والنائب السابق وليد جنبلاط أعطى إشارة إيجابية يمكن ترجمتها في جلسة انتخاب تنتج رئيساً للجمهورية بعد كل هذه الأشهر من الشغور المفتوح. ورغم كل أخطار العدوان الإسرائيلي لم تتزحزح الكتل عن ثوابتها حيال هذا الاستحقاق سوى تراجع بري عن دعوته إلى حوار يسبق الانتخابات. ورغم ذلك لم تلق هذه الخطوة القبول المطلوب من أكثر نواب المعارضة رغم الجهود التي يبذلها جنبلاط لرأب الصدع بين الأفرقاء انطلاقاً من موقعه القادر على التواصل مع الجميع من “حزب الله” إلى “القوات اللبنانية” وما بينهما.

وتواصل كتلة “الاعتدال الوطني” لقاءاتها مع الكتل لتقريب المسافات بين المتباعدين. وإن كان نواب شماليون وغيرهم يواصلون حركة مشاوراتهم بناءً على بيان عين التينة، فإن وقائع النقاشات والشروط القديمة-الجديدة لا تشير إلى حصول أيّ تقدم إيجابي حتى الآن. ويعرف أكثر من نائب أن كل هذه الاتصالات ما هي “إلا تضييع للوقت”، ولو أن الأعباء ستزداد أكثر على كاهل المؤسسات الآن وتتطلب وجود رئيس للبلاد وحكومة جديدة.

وتسأل “النهار” ثلاث جهات وفق الآتي:

– النائب سجيع عطية: إن “التقريب بين الكتل أصبح أسهل بعد الموقف الأخير لبري. وتلقينا تجاوباً من العونيين والدكتور سمير جعجع أيضاً الذي سيلبي أي جلسة انتخاب مع تحضيره اسمين أو ثلاثة تكون محل قبوله. ولا يمانع تقديمها لكتلة الاعتدال قبيل ساعة الجد الانتخابية”.

– ترى “القوات” حصول تطور في مقاربة بري للانتخابات وأن الاتصالات بين الكتل تشكل عاملا مساعداً في ظل المسارين الحربي والسياسي حيث يتطلب الأمر الإسراع في انتخاب رئيس حقيقي من دون وضع أي شروط.

– يؤكد النائب هادي أبو الحسن أن “المعارضة تتعاطى بتباطؤ ومن دون استعجال مع الاستحقاق في لحظة تنتظر فيها نتائج أو خلاصات الحرب القائمة. وفي المقابل يصر الشيخ نعيم قاسم على وقف إطلاق النار قبل الخوض في أي استحقاق. ولن يؤدي الموقفان بالحزب التقدمي إلى الاستسلام بل سيواصل مساعيه إلى حين انتخاب رئيس. ويسجل للرئيس بري ما يبذله في هذا الخصوص من خلال دعوته إلى رئيس توافقي. وسمعنا منه هذا الموقف منذ أشهر عدة، بمعنى أنه لا يريد رئيساً مفروضاً عليه ولا على الآخرين. وندعو المعارضة إلى استغلال هذا التطور وملاقاة بري في منتصف الطريق لانتخاب رئيس وإنقاذ البلد من كل التهديدات التي تحاصر الجميع”.

وبالنسبة إلى بري المنهمك في اتصالاته للعمل على وقف العدوان الإسرائيلي، فإنه يركز على إيواء النازحين لكنه يشدد أولاً على مسألة ضرورة تدخل العالم لوقف إطلاق النار، وهذا ما أبلغه عبر نظيره الإماراتي صقر غباش لرئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد. ويترقب حركة اللقاءات المفتوحة بين الكتل ويشجع على متابعتها ولا يعارضها في الأصل، ولا سيما بعد قوله “حررناهم من الحوار” في إشارة يغمز بها إلى الجهات التي لا تتقبّل طرح الحوار منذ اليوم الأول وفي مقدمها “القوات”.

وفي ظل الحواجز المرفوعة بين الكتل لا يبدو أن كل هذه الحركة والاتصالات ستؤدي إلى اقتراب يوم الانتخاب. ويرد بري هنا على جملة من الأسئلة التي يتلقاها من نواب وسفراء أنه عندما يلمس توصّل العدد الأكبر من النواب إلى اسم “توافقي” لن يتأخر في الدعوة إلى تلك الجلسة شرط أن تتوفر لها الظروف المؤاتية. ويرد على المشككين في دعوته الأخيرة “ما عليهم إلا أن يجربونا”. ويقول المؤيدون لطرحه إن الجميع خسر فرصة التئام طاولة الحوار التي كانت محصورة بأقل من أسبوع وسيلمس المعارضون للتلاقي أو التشاور النيابي الآثار السلبية لتفويت اقتراح رئيس المجلس وستستمر الكتل في هذه الدوامة من المراوحة حيث سيطول الطريق أكثر نحو قصر بعبدا.

رضوان عقيل- النهار

مقالات ذات صلة