حرب طويلة من دون أفق زمني: “الهدهد الجديد” على خريطة النازحين و”المبادرة الثلاثية”

“لم يترك المجتمع الدولي خياراً أمام لبنان الرسمي سوى المقاومة”… هكذا وصّف مسؤول قيادي لموقع “لبنان الكبير” الواقع الديبلوماسي الحالي، إذ لا حراك جدياً ولا مبادرات ديبلوماسية، ما وضع لبنان على مفترق طريقين: إما الاستسلام والخضوع للشروط الاسرائيلية؛ أو الاستمرار في خوض الحرب والتعويل على تكبيد العدو مزيداً من الخسائر التي تدفع بالمجتمع الدولي الى التدخل جدياً وإيقاف الحرب.

يخوض رئيس مجلس النواب نبيه بري حربه الديبلوماسية بالتنسيق مع “حزب الله” الذي يخوض الحرب العسكرية. وتقول مصادر الثنائي لموقع “لبنان الكبير”: إن التنسيق قائم والتواصل مستمر والقنوات مفتوحة، وأي حل ديبلوماسي يُضعف أي مكون لبناني لن يسير به رئيس المجلس. لذلك انطلقت المبادرة الثلاثية (نبيه بري ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط) من وقف إطلاق النار لينطلق بعده الالتزام بالقرار ١٧٠١ بكامل مندرجاته وتعزيز الجيش اللبناني في الجنوب وانتخاب رئيس توافقي. وهذا الكلام تلاقى مع موقف “حزب الله” على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم الذي وضع أولوية وقف إطلاق النار ومن بعدها تُناقش كل التفاصيل الداخلية، وحدودياً ورئاسياً.

هاجس الرئيس بري المركزي هو تخفيف المعاناة عن نازحي أبناء طائفته، من جنوبه وبقاعه وضاحية عاصمته، ويستعجل الحل على أساس الموازاة بين حفظ كرامة النازحين وكرامة الوطن وسيادته، وهو لن يسير في تسوية قائمة على الاستسلام والفرض وكسر فريق واقتلاع طائفة من المعادلات السياسية. وحتى اللحظة، لا مبادرات خارجية جدية، ولا نية دولية بوضع الحد لبنيامين نتنياهو ووقف مجازره بحق المدنيين، لا بل يعطونه الضوء الأخضر والوقت الوفير للقضاء على “حزب الله”، وهذا ما لن يتحقق وفق مصدر من الثنائي الشيعي. الا أن الواقع الحالي يشير الى حرب طويلة من دون أفق زمني، والخطر حقيقي في ظل غياب المفاوضات السياسية والديبلوماسية، ليبقى الأمل الوحيد في قوة المقاومة وارتفاع وتيرة عملياتها وزيادة أهدافها التي نشرتها تحت عنوان “جديد الهدهد” وإيلام الكيان الاسرائيلي من خلال صليات الصواريخ التي تنطلق من جنوب لبنان وتكبيده الخسائر ليتحرك بعدها المجتمع الدولي باتجاه حل ديبلوماسي حقيقي.

وإلى حينه، لا استحقاقات داخلية، والضغط الدولي باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية وترجيح أسماء على أخرى والحراك النيابي المترافق لن ينتج رئيساً، إذ ليس من إسم توافقي حتى اللحظة.

رواند بو ضرغم- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة