إسرائيل تمنع “إنقاذ صفي الدين”.. الاتصال مقطوع

من غير المعلوم حتى الآن من الذي كان برفقته

الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان مستمرّة، برّاً وبحراً وجواً. ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب بمنع فرق الانقاذ والدفاع المدني والطواقم الصحية من العمل. إذ تستهدف بشكل متعمد هذه الفرق والأطقم وتمنع عمليات الانقاذ. منذ ليل الخميس الفائت تمنع طائرات العدو الإسرائيلي فرق الإنقاذ من الوصول إلى موقع استهداف رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين. تستهدف المسيّرات الإسرائيلية كل فرق الإنقاذ، وما سرى في المريجة يجري في الجنوب أيضاً، إذ أن محاولات الصليب الأحمر مع قوات اليونيفيل تحول دون الحصول على إذن من الإسرائيليين لنقل الإصابات والجرحى. إعاقة وصول فرق الإنقاذ لم تسمح في توفّر أي معلومات دقيقة حول مصير صفي الدين، مع الإشارة إلى أن الاتصال مقطوع معه منذ لحظة حصول العملية، وسط معلومات تؤكد بأن صفي الدين كان موجوداً في المقرّ، وسط تضارب في المعلومات حول من كان معه. بعض المعطيات تشير إلى أن الاجتماع كان مخصصاً للبحث في شؤون أمنية وعسكرية، ومن كان معه هم من فريقه العسكري. في مقابل معلومات أخرى تشير إلى اجتماع لمجلس الشورى لانتخاب أمين عام جديد.

كان موجوداً
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر أمنية لبنانية، اليوم، أن الضربات الإسرائيلية المكثفة على الضاحية الجنوبية لبيروت منذ يوم الجمعة، تمنع رجال الإنقاذ من تمشيط موقع الضربة التي يُشتبه في أنها أدت إلى استشهاد صفي الدين. وقال أحد المصادر الأمنية إن الاتصال فقد مع صفي الدين منذ ضربة يوم الجمعة. وقال مصدر مقرب من حزب الله إن صفي الدين كان موجوداً في مقر تحت الأرض عندما استهدفته غارة جوية إسرائيلية في منطقة المريجة في الساعات الأولى من صباح يوم أمس، الجمعة.

وأضاف أن المسيرات الإسرائيلية تواصل قصف فرق الإنقاذ لمنعها من الوصول إلى المنطقة المستهدفة. وأكد أن إسرائيل أبلغت الجهات الدولية برفضها السماح لفرق الإنقاذ بالدخول إلى موقع الغارة في منطقة المريجة، لافتاً إلى أن الاتصالات الدولية جارية للسماح لفرق الإنقاذ بالوصول إلى الموقع.

هيئة البث العام الإسرائيلية (“كان 11”)، أشارت إلى أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن صفي الدين أصيب بالهجوم، وأن من كان في الموقع المستهدف “لم يكن ليخرج منه حيًا”. كما تشير التقديرات الإسرائيلية التي أوردتها “كان 11” إلى أن كبار مسؤولي جهاز المخابرات التابع لحزب الله كانوا برفقة صفي الدين، ومن المحتمل أنهم قُتلوا كذلك في الهجوم.

الحزب ينفي
وصـدر عـن الـعـلاقـات الإعـلامـيـة فـي حـزب الله، اليوم السبت، بيان جاء فيه: “تنشر بعض وسائل الاعلام أخباراً تنسبها إلى مصادر في حزب الله تتعلق بمصير مسؤولي حزب الله عقب الغارات الوحشية على الضاحية الجنوبية”. وأضاف البيان، “وآخر تلك الوسائل وكالة الصحافة الفرنسية والتي نسبت أخبارها إلى مصادر رفيعة في حزب الله”. وتابع، “يهمنا أن نؤكد مجدداً أنه لا يوجد لدينا مصادر في حزب الله، وموقفنا يصدر في بيان رسمي صادر عن العلاقات الإعلامية في حزب الله”.

“عام أفضل”
في المقابل تتواصل العمليات العسكرية الإسرائيلية في الجنوب، مع ارتفاع منسوب التهديدات بتوسيع العملية العسكرية البرية، لا سيما أن الجيش الإسرائيلي استقدم لواءين جديدين للمشاركة في القتال في لبنان. بينما حزب الله لا يزال يشير إلى الارتياح الميداني لمسار العمليات البرية مشيراً إلى قدراته في إفشال المخطط الإسرائيلي وتكبيد تل أبيب خسائر كبيرة. وقد واصل حزب الله عملياته بوقة مستهدفاً مدن ومستوطنات متعددة. وقد أعلن حزب الله عن استهدافه لشركة “التا” للصناعات الجوية والفضائية الإسرائيلية، وتعتبر انها إحدى الشركات الرائدة في العالم في مجال الأنظمة الإلكترونية العسكرية والرادارات. وتقوم “التا” بتطوير وتصنيع وإنتاج في عدة مجالات الطيران والبر والبحر، وأنظمة الفضاء والأنظمة الدفاعية والعسكرية والمنتجات السيبرانية والإلكترونية. وهي أكبر شركة في إسرائيل في مجال صناعة الطائرات والفضاء.

من جانبه قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هليفي، في جلسة لتقييم الوضع في مقر القيادة العامة: “يجب مواصلة ممارسة الضغط على حزب الله وتسديد ضربات إضافية ومتواصلة للعدو دون تسهيلات ودون السماح له بفترة للتنفس”. عقد قائد الجبهة الشمالية التابعة للجيش الإسرائيلي، أوري غوردين، أمس الجمعة، تقييمًا للوضع مع قائد لواء غولاني وجنود اللواء أثناء عملياتهم البرية في جنوب لبنان، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي، اليوم السبت. ونقل البيان عن غوردين قوله: “من المكان الذي نقف فيه يمكننا مشاهدة البلدات القريبة من خط التماس. عمليتنا البرية هنا تُعد خطوة مهمة نحو إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، والاستعداد لعام أفضل من سابقه”.

المدن

مقالات ذات صلة