الضاحية.. ليلة الغارات: فصل الحزب عن بيئته الحاضنة … المغادرة او التصفية!
إنها الليلة الأعنف على الضاحية الجنوبية لبيروت. أضيئت سماء المدينة بنار الغارات ولهيبها. لم يترك العدو الإسرائيلي مكاناً في الضاحية لم يستهدفه. على الرغم من التحذيرات التي أصدرها المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي لأحياء في الشويفات، العمروسية، برج البراجنة وحارة حريك، إلا أن الغارات استهدفت أحياء كثيرة لم تشملها التحذيرات، ولا سيما طريق المطار التي قطعت بفعل الدمار والخراب والحرائق، أو منطقة الغبيري، أو الصفير أو حي الأمركان. زنّر العدو الإسرائيلي الضاحية بالنّار واللّهب. لربما النهار يكشف حجم الأضرار.
غارات استهدفت مواقع، حدثت على إثرها انفجارات متتالية. سُمع الدوي في مناطق بعيدة. وتحدثت بعض المعلومات عن استخدام قنابل محرّمة دولياً من نوع Moab. وتضاربت الأنباء بشأن المواقع التي تم استهدافها، إذ حاولت وسائل إعلام إسرائيلية التسويق لاستهداف مخازن أسلحة وصواريخ لحزب الله والقول إن الحزب يخزّنها بين منازل المدنيين وفي مناطق سكنية، أما الجيش الإسرائيلي فقد أعلن أنه يعمل على استهداف مواقع لحزب الله في بيروت. بينما المعلومات في لبنان أشارت إلى استهداف محطة للمحروقات على طريق المطار، ومستودع للوازم الطبية وهو يحوي أنابيب للأوكسيجين وهو ما أدى إلى الانفجارات المتتالية والمتتابعة. ومع كل ضربة كانت الأبنية ترتج.
على مدى ساعتين تواصلت الغارات، وبعدها أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي سلسلة تحذيرات جديدة، قال فيه: “إنذار آخر إلى سكان الضاحية الجنوبية وتحديدًا المتواجدين في المباني المحددة في برج البراجنة والليلكي وحارة حريك، أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع على مدى الزمني القريب، من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم اخلاء هذه المباني وتلك المجاورة فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر”.
في المقابل، واصل حزب الله عملياته ضد مواقع العدو الإسرائيلي، مستهدفاً تموضعات الجنود في موقع المنارة، وفي قاعدة شمشون بهجوم بالمسيرات، كما أعلن حزب الله في بيانٍ، أن مجاهديه تصدوا صباح يوم الأحد لمحاولة تسلل قوة من جنود العدو الإسرائيلي باتجاه خلة شعيب في بلدة بليدا، جنوب لبنان. وأشار البيان إلى أن مجاهدي الحزب استهدفوا القوة الإسرائيلية بقذائف المدفعية، مما أدى إلى إجبارها على التراجع وإلحاق إصابات مؤكدة في صفوف الجنود. هذا التصدي يأتي في إطار ما وصفه الحزب بالدعم الثابت للمقاومة الفلسطينية في غزة، والدفاع عن سيادة لبنان وشعبه ضد العدوان الإسرائيلي المتواصلة.
إنها محاولة إسرائيلية واضحة، لدبّ الرعب في نفوس اللبنانيين، ولا سيما البيئة الحاضنة لحزب الله. الإجرام الذي يمارسه الإسرائيليون، الدمار الذي يحدثونه هو مشروع يهدف إلى تدمير المدينة وتهجير أهلها، كما هو الحال بالنسبة إلى الوضع في الجنوب والذي تم قصف قراه وبلداته المختلفة على مدى سنة كاملة، وبعدها وّجه العدو دعواته الواضحة للسكان للمغادرة وعدم العودة إلى بيوتهم. هي محاولة لفصل الحزب عن بيئته الحاضنة، وجعل كل من يبقى في منطقته عرضة للاستهداف والتصفية.
المدن