الميليشيات الإيرانية تستنفر في ديرالزور.. التحشيد الديني والتعبئة على أشدهما

تبدو الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، المعنية الأولى بالتطورات في لبنان، حيث تعيش في المناطق التي تتواجد فيها حالة من الاستنفار، تحسباً لتوسيع الاحتلال الإسرائيلي رقعة عملياته العسكرية.

هذا ما تعكسه الأنباء الواردة من ريف دير الزور، وتحديداً من مدينتي البوكمال والميادين، شرق المحافظة، إذ تشير معلومات إلى أن الميليشيات بدأت حملات تعبئة وحشد لعناصرها.

وقالت مصادر محلية لـ”المدن”، إن الميليشيات كثّفت دروس التوجيه السياسي والمعنوي للعناصر، تحضيراً للخيارات القادمة.
في الاتجاه ذاته، كشفت شبكة “الخابور” المحلية، الجمعة، عن وصول رجال دين إلى مقرات الميليشيات في البوكمال والميادين، لإعطاء المحاضرات عن أهمية “الجهاد”، وضرورة مساندة حزب الله اللبناني بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت أن حالة من التململ تسود عناصر الميليشيات السوريين، مبينة أن “غالبية العناصر يفضلون البقاء في مناطقهم، خصوصاً أن البقاء في المنطقة، كان من بين الشروط و”المغريات” التي أعلنت عنها الميليشيات عند فتح باب التطويع”.

تحفيز ديني
وأكد مدير منظمة “العدالة من أجل الحياة” جلال الحمد، من دير الزور، وجود حالة من القلق في صفوف عناصر الميليشيات الإيرانية بعد الحرب في لبنان، مشيراً إلى أن “قادة الميليشيات يتعاملون مع ذلك بالتحفيز، والتحشيد الديني”.
وقال الحمد لـ”المدن”، إن المعلومات التي رصدناها خلال الأيام القليلة الماضية، تكشف عن تنامي المخاوف بين العناصر المحليين، خصوصاً بعد انتشار روايات تفيد بأن الميليشيات بصدد مؤازرة حزب الله، في لبنان، أو في الجنوب السوري.
وأضاف أن العناصر المحليين بالأساس انتسبوا إلى الميليشيات تحت دوافع الفقر والحماية، ولذلك من غير الوارد أن تعتمد عليهم الميليشيات في المعارك الكبرى، خلافاً لبقية العناصر الأجانب.

ويدفع الفقر وانعدام فرص العمل والهرب من الخدمة الإلزامية في جيش النظام، بالشباب إلى الانتساب للميليشيات. ومؤخراً، أعادت الميليشيات فتح باب الانتساب أمام العناصر المحليين في دير الزور وريفها.

إعادة انتشار
بموازاة ذلك، أفاد مصدر ميداني من دير الزور “المدن”، بوصول شحنات أسلحة من العراق إلى دير الزور عبر معبر القائم، لافتاً إلى “حالة استنفار عسكري تعيشها الميليشيات في مختلف مناطق دير الزور”.

وبيّن المصدر أن الميليشيات تجري دورياً عمليات إعادة انتشار، وتنقل مخازن الأسلحة إلى مواقع جديدة وغير مكشوفة، خشية استهدافها من قبل طائرات “التحالف الدولي” والاحتلال الإسرائيلي.

وتتحسب الميليشيات لضربات جوية محتملة في إطار الرد على الصواريخ الإيرانية، بعد أن تركزت الضربات الإسرائيلية في سوريا على مستودعات الأسلحة، لمنع إمداد حزب الله في الجنوب اللبناني.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد زاد من ضرباته ضد أهداف عسكرية في سوريا، موقعاً عشرات القتلى وفق ما أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، الذي وثّق مقتل 59 عنصراً من الميليشيات، في أيلول/سبتمبر 2024، بضربات جوية وبرية.

المدن

مقالات ذات صلة