رهانات وخيارات خاطئة سيبدّدها الميدان

منذ أن قررت اسرائيل شن حرب على لبنان وبادرت الى تسييل جهوزيتها الاستخبارية والعسكرية التي راكمتها طوال نحو 20 عاما، منذ ما بعد حرب 2006، حدّد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو تغيير موازين القوى في الشمال هدفاً، وطريقاً أيضاً الى تحقيق أهداف أبعد مدى، مثل تغيير الشرق الاوسط كهدف أعلى، والفصل بين جبهتي لبنان وغزة، وإعادة مستوطني الشمال كنتيجة تترتب على نجاح العدو في تحقيق أهدافه.

يدرك قادة العدو أن شعارات من قبيل القضاء على حزب الله أصبحت من الماضي ولا تملك مقوّمات تحققها. لكن قد يكون مفهوماً «قصورهم» عن عدم استيعاب كيف أن ضربات بحجم تفجيرات البيجر واللاسلكي، مرورا باغتيال هذا العدد من القادة وصولا الى استشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لا تؤدي الى انهياره أو تفككه أو تراجعه خطوات الى الوراء. مع ذلك فإن التحدي الذي سيواجه قيادة العدو ما إذا كانت ستبالغ في تقدير مفاعيل التضحيات التي قدمها حزب الله (رغم أنها كبيرة جداً) ومحاولة ترجمة ذلك عملياً وسياسياً عبر رهانات وخيارات تنطلق من هذا المفهوم. في هذه المحطة سيكون حزب الله معنياً بتبديد هذه التصورات بخطوات مُحدَّدة، وهو أمر متروك للميدان.

وينسحب ذلك، بالتأكيد، على الولايات المتحدة التي أفادت تقارير اسرائيلية أنها ستعمل على استغلال النتائج العسكرية حتى الآن في الساحة الداخلية اللبنانية من بوابة انتخاب رئيس جمهورية وفق مقتضيات المخطط الأميركي، انطلاقا من توهّم تشكّل «فرصة لتقليص نفوذ حزب الله على النظام السياسي اللبناني بشكل كبير وانتخاب رئيس جديد ليس حليفاً له، بحسب مسؤولين أميركيين» (موقع واللا). ومن المؤكد أن هذا التقويم ستتبناه جماعة الولايات المتحدة في لبنان، وسينعكس في خطابها السياسي ومواقفها. وهو تصور ينطوي على مخاطر أن يبالغ أعداء المقاومة في الداخل في رهاناتهم، والمسارعة الى خطوات تتكامل مع العدوان الخارجي، بما يؤدي الى تفاقم الازمة الداخلية في لبنان، في أقل التعابير.

الاخبار

مقالات ذات صلة