بعد لبنان.. هذا ما ستفعله اسرائيل

بغطاء ودعم اميركي واضحيْن، يواصلُ العدون الاسرائيلي تنفيذ مخططه للبنان. هذا المخطط الذي بلغ مراحل متقدمة مع اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة، والذي من غير المستبعد ان يبلغ في مراحل قريبة مقبلة اجتياحا بريا، ليس واضحا ما سيكون حجمه واهدافه المباشرة.

ويعتبر العدو الاسرائيلي انه وبعد الضربات المتتالية التي وجهها لحزب الله، بدءا بتفجير اجهزة “البيجرز” ومن بعدها اللاسلكي، مرورا بالحملة الجوية الواسعة التي أطلقها على مناطق وجود الحزب، وصولا الى اغتيال السيد نصرالله، هو حاليا في موقع متقدم جدا يتيح له المضي قدما بمخططاته. ويقول مصدر لبناني واسع الاطلاع: “يبدو واضحا ان هدف “تل ابيب” من عمليتها على لبنان، ابعد بكثير من دفع حزب الله الى شمالي الليطاني وإرغامه على تطبيق الـ1701، فما تقوم به راهنا عملية تهدف الى تقويض قدرات حزب الله وصولا لمحاولة القضاء عليه، خاصة اذا استشعرت انه بات في حالة يسهل الانقضاض عليه”.

ولفت المصدر الى ان “وضع حزب الله بعد كل الضربات التي تلقاها صعب لا شك، الا انه يستطيع استنهاض نفسه والعودة للمقاومة عمليا على الارض”، مضيفا: “لكنه لا يمتلك ترف الوقت، اذ ان “اسرائيل” كانت واضحة منذ البداية، بحيث تعي ان لا مصلحة لها بحرب طويلة تستنزفها، بالتزامن مع جبهاتها المفتوحة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة… وهي تسعى لتحقيق اهدافها داخل لبنان بسرعة قصوى، وتعمل كي تكون ضرباتها مكثفة لدرجة لا تسمح للحزب بالتقاط أنفاسه، وهذا ما حصل عمليا منذ تفجير “البيجرز” حتى اليوم”.

وبات محسوما ان عملية اغتيال السيد نصرالله لن تكون الاخيرة، بحيث ان هناك بنك اهداف لقياديين اضافيين بالحزب، سيحاول العدو اغتيالهم في اقرب وقت ممكن، اضف انه سيواصل ضرب قدرات الحزب العسكرية وتحييد القسم الاكبر من عناصره، كي تكون في حال قررت الاجتياح البري، ضامنة ان خسائرها البشرية ستكون محدودة.

ويضيف المصدر: “تدرك “تل ابيب” كما الولايات المتحدة الاميركية ان الدخول برا الى لبنان لن يكون نزهة، ولكن نتنياهو يعول على ان العمليات التي ينفذها راهنا، سواء اغتيالات القادة والعناصر او القصف المكثف لكل مناطق وجود الحزب، ستسهل الغزو البري الذي يُرجح انه بات قوسين او ادنى”.

ويُدرك جنود العدو انهم وعند عبور الاراضي اللبنانية سيتكبدون خسائر كبيرة، مقارنة بالتي تكبدوها ويتكبدونها منذ 11 شهرا على جبهة لبنان، الا ان القيادة السياسية في “تل أبيب” تعتبر ان هذه الورقة ستعزز حظوظها في المفاوضات المقبلة، لرسم خارطة المنطقة الجديدة وكيفية توزيع النفوذ.

ويرجح المصدر ان يكون البلد على موعد مع 3 أسابيع صعبة جدا، لافتا الى ان هناك احتمالا كبيرا ان يستعيد حزب الله زمام المبادرة وينسف المراحل المقبلة من المخطط “الاسرائيلي” للبنان، وبخاصة ان قدراته العسكرية سواء من حيث العديد او العتاد لا تزال كبيرة، باعتراف من العدو الاسرائيلي الذي يتوقع الاسوأ في المقبل من الايام ويستعد له.

بولا مراد- الديار

 

مقالات ذات صلة