باسيل “ممانعاً” وحيدا لفرنجيّة وجوزاف عون… وهذه هي خلفيّاته!
على الرغم من ان الظروف غير مؤاتية لانتخاب رئيس للجمهورية بعد إلا ان الإشتباك السياسي الجاري بخلفيات رئاسية من ضمن الفريق الواحد أحيانا يظهر الأمور وكأن الإنتخابات حاصلة “غدا”، حيث يحاول كل فريق ان يكون صاحب الكلمة الفصل في الملف الرئاسي وهذا ما ينطبق على وضعية رئيس التيار الوطني الحر الذي يفرض نفسه المعبر الإلزامي لأي مرشح رئاسي كونه الأكثر تمثيلا مسيحيا وما الصراع الدائر بين باسيل وحلفائه إلا الواجهة الحقيقية المخفية للموضوع الرئاسي إضافة الى التباين الذي لم يعد خفيا بين باسيل والمرشحين الأساسيين لرئاسة الجمهورية نتيجة الهجوم المتكرر لباسيل على رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش جوزاف عون.
وحتى الساعة فالقناعة السائدة ان باسيل لن يغير قناعاته ورأيه في موضوع الحسم الرئاسي لمصلحة أحد الإثنين بدليل استمرار المناوشات السياسية والإشارات السلبية من ميرنا الشالوحي باتجاه القيادة العسكرية وقد ظهر الأمر واضحا في الاشتباك السياسي والدستوري في معركة عدم توقيع وزير الدفاع موريس سليم قرارات اليرزة في ملفات تتعلق بملفات تهم العسكر.
فحتى اللحظة يتصدر النائب باسيل قائمة الممانعين لوصول أحد المرشحين الإثنين في اليرزة وزغرتا، لا بل يكاد يكون الممانع الوحيد تقريبا لهذين الترشيحين علما ان جميع اللاعبين المؤثرين في الاستحقاق حددوا خياراتهم الرئاسية فحزب الله إختار مرشحا لا يطعن” ظهر المقاومة ” وهذه المواصفات تنطبق على رئيس تيار المردة ولا تعني الفيتو على قائد الجيش جوزاف عون، فيما يعتبر فرنجية المرشح المفضل لعين التينة ولا يمانع الرئيس نبيه بري وصول قائد الجيش باستثناء ملاحظاته المتعلقة بالتعديل الدستوري فيما رئيس الحزب الإشتراكي قد يذهب أخيرا الى تغليب المصلحة الوطنية رئاسيا في حين ان الخطوط مفتوحة بين معراب وزغرتا ويعتبر قائد الجيش متقدما على الجميع بالنسبة الى القوات.
يتصدر فرنجية وعون لائحة المرشحين على الرغم من مجموعة الأسماء التي تنشط في كواليس الترشيحات وحيث يبدو ان المشكلة الرئاسية لا تزال عند عتبة فريق ٨ آذار بسبب التجاذبات في الملف الرئاسي وحيث ان أحد أسباب التباعد الأخير بين حزب الله وباسيل تتعلق بالتشدد الذي يبديه رئيس التيار لترشيح فرنجية والافتراق في الخيارات الرئاسية، فرئيس التيار لا يزال يستهدف فرنجية ويعلن دون مواربة او تحفظ رفضه وصول قائد الجيش الجنرال جوزاف عون مما دفع حزب الله العالق بين حليفيه المسيحيين في بنشعي وميرنا الشالوحي الى تذكير باسيل بأنه ليس ملزما بإكمال الطريق معه إذا كان هناك عوائق.
بالنسبة الى قوى سياسية، كثيرة فان مخاصمة باسيل لكل من عون وفرنجية مبنية على رهانات بأن الوقت كفيل بتغيير المعادلات لمصلحة باسيل في حين ان الأخير باعتقاد حلفائه يقوم بعملية انتقامية ضد فرنجية وعون، فهو وضع فيتو على فرنجية معاقبة له على مواقفه في مرحلة العهد وعلى اعتبار ان مجيء فرنجية يؤثر على مستقبله السياسي والحزبي، والأمر نفسه ينسحب على العماد جوزاف عون الذي يطرح اسمه في المنتديات الإقليمية كمرشح تسوية مما يجعل من قائد الجيش رقما صعبا في الاستحقاق الرئاسي عدا ان وصول قائد الجيش الى سدة الرئاسة يؤثر على شعبية التيار المسيحية خوفا من انتقالها الى جنرال اليرزة وتكرار الحالة الشعبية للعماد عون.
حسابات متعددة تدفع باسيل الى التمسك برفض معادلة فرنجية وعون وتصعيد الهجوم ضد الترشيحين في اليرزة وزغرتا خصوصا ان حزب الله متحمس لوصول فرنجية من دون ان يسميه بعد وليس متشددا او رافضا لوصول قائد الجيش بدليل اللقاءات التنسيقية المشتركة مما يؤكد ان “لا” فيتوات من الضاحية على الجنرال عون.
أغلب الظن كما تقول المعلومات ان الملف الرئاسي بين حارة حريك وميرنا الشالوحي سيبقى معلقا حتى لو حصل لقاء بين السيد حسن نصرالله وباسيل خصوصا ان الطرفين على قناعتهما الرئاسية، فباسيل لن يتراجع ويجهز مرشحه الثالث فيما حزب الله “يقدم ” فرنجية على غيره لأن رئيس تيار المردة الخيار الأفضل للمرحلة لأنه قادر على الانفتاح والتواصل مع الآخرين وقد أعلن حزب الله صراحة من خلال خطاب أمينه العام انه “لن يجبر أحدا على التحالف او التفاهم او الصداقة” في إشارة محرجة الى رئيس التيار لا تخلو من التلميحات الرئاسية.
ايتسام شديد