مصير واحد للسنوار ونصرلله: الإغتيال
بدأ الأمر في الأمس وقبل أن تسكت المدافع، وبدأ المعلقون، وخصوصاً العسكريون منهم، يتنبأون بشـأن وقف إطلاق النار، ولم يخفوا تأييدهم لتطور كهذا. وأتساءل؛ ماذا يعرفون؟ ومَن الجهة التي استقوا منها معلوماتهم؟ فقط في الأمس نشرت عشر دول بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا خطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب لله، والأصح القول إيران.
في السنة الأخيرة، كان حزب لله يدكّ شمال إسرائيل، و»أصدقاء إسرائيل» كانوا يتابعون وأحياناً يتنهدون، لكنهم لم يتخذوا أي خطوة حقيقية لوقف حزب لله وإعادة السكان الذين نزحوا في إسرائيل إلى منازلهم. لكن العجيب أنه منذ اللحظة التي بدأت فيها إسرائيل بفتح نيران فاعلة وحاسمة على نصر لله، حتى لو لم يكن حزبه عرضة لخطر الانهيار، خرجت فجأة مبادرة وقف إطلاق النار؛ أي إنقاذ نصر لله. والمقصود هنا إنقاذ إيران من الورطة التي انجرت إليها، أو بادرت إليها. ومن المثير للاستغراب الطريقة التي يعمل بها «العالم المستنير»، بزعامة جو بايدن وإيمانويل ماكرون، من أجل «استئصال الشر» من منطقتنا، والدفاع عن «المعتدي».
إن وقف إطلاق النار، سواء أدخل حيز التنفيذ في «الساعات المقبلة» أو في الأيام المقبلة، أم لم يحدث أبداً، يعني أمراً واضحاً؛ وهو أنه لم يأت من العدم. ويبدو أنه في ساعات الذروة للمعركة، وعندما وجد العدو نفسه في بداية عملية انهيار، هرعت قوى كبيرة عالمية، ولا يمكن ألاّ يكون هذا من دون عِلم نتنياهو، كي تمد إليه حبل الإنقاذ.
وحتى إذا لم تتوقف الهجمة الإسرائيلية لتحقيق أهدافها المتواضعة جداً؛ «إعادة سكان الشمال إلى منازلهم»، ماذا بشأن نزع سلاح حزب لله، وتعهدات إيران بوقف تزويده بالسلاح؟ هل هذان الشرطان تحتوي عليهما مبادرة بايدن – ماكرون من أجل إنهاء الحرب؟ لطالما قال الاثنان وكررا أنهما مع وجود دولة يهودية قوية وديمقراطية في الشرق الأوسط.
حضرة الرئيسَين المحترمَين؛ كيف يمكن أن تكون إسرائيل دولة قوية إذا لم يُنزع سلاح حزب لله، ولم يطبَق قرار الأمم المتحدة رقم 1701، على الرغم من مرور 18 عاماً؟ هكذا تماماً تصرف مَن سبقكما في المنصب؛ إذ فرضوا علينا وقفاً لإطلاق النار، ففتحوا بذلك الباب أمام تزوُد حزب لله بالسلاح وآلاف الصواريخ التي نعيش الآن تحت تهديدها، والتي شهدنا جزءاً صغيراً منها في الأشهر الأخيرة.
ممنوع السماح لحزب لله، الذي ما زال يملك عشرات الآلاف من القذائف والصواريخ، بينها الصواريخ الدقيقة القادرة على ضرب كل الأهداف والبنى التحتية الاستراتيجية في إسرائيل، بأن يحظى بدقيقة واحدة من وقف إطلاق النار، إلى أن يوافق على التخلص من صواريخه، والانسحاب إلى ما وراء الليطاني، وتفكيك قواته البرية. ولدينا القوة والعزيمة لإجباره على الموافقة على ذلك.
يجب ألاّ نسمح لنصر لله بالتعافي من الضربات التي تعرض له هذا الأسبوع، ومصيره كمصير السنوار واحد؛ الاغتيال. فقط بعد ذلك، سيقبل سكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، وهكذا، يمكن قيام ستاتيكو جديد من دون تهديدات، حتى لو لم يكن هناك سلام في شمال البلد، وفي تل أبيب أيضاً كما شهدنا يوم الأربعاء.
المصدر: هآرتس
اعداد: مؤسسة الدراسات الفلسطينية