قنابل نتنياهو الزلزالية تستهدف نصر الله

غيّرت اسرائيل قواعد اللعبة، وهدّت الضاحية فوق رؤوس سكانها، من أجل استهداف الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، الذي ما زال مصيره مجهولاً، وسط صمت من الحزب، بينما يسود القلق على مستقبل الشرق الأوسط في حال نجحت عملية الاغتيال، بحيث تطلق المخيلة للعديد من السيناريوهات أقلها ضرراً يغيّر وجه المنطقة كلها، إلا أن الأكيد أن الحزب وبغض النظر عن نجاة نصر الله من عدمها لا يمكنه البقاء ضمن لعبة الرسائل التي تفرضها عليه إيران، وإلا قد يسقط من داخل بيئته الحاضنة، هذا في حال لم تحرق طهران كرته على طاولة المفاوضات خلف الكواليس.

الميدان
وبينما كان الميدان على حاله، هجمات اسرائيلية واسعة تقابلها هجمات صاروخية مقننة لـ”حزب الله”، شنّت إسرائيل سلسلة غارات على ضاحية بيروت الجنوبية، أحدثت دوياً هائلاً تردد صداه في بيروت ومحيطها، وأثار حالة من الرعب والهلع لدى السكان، في هجمات هي الأعنف قرب العاصمة اللبنانية منذ الحرب التي خاضها الطرفان صيف 2006.

وقالت وزارة الصحة إن ما لا يقل عن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 91 في الهجوم الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية.

وأحدثت الضربات المتتالية حفراً ضخمة يصل قطرها إلى 5 أمتار في منطقة حارة حريك، وفق ما أفاد مصوّر “وكالة الصحافة الفرنسية”، الذي شاهد سيارات إسعاف تتحرك في كل الاتجاهات، في حين اندلعت نيران في نقاط عدة. وروى سكان في المنطقة سماعهم انفجارات متلاحقة، وأن بيوتهم اهتزت بهم أثناء حصولها.

وقال الجيش الاسرائيلي إنه “نفّذ ضربة دقيقة على المقر المركزي لمنظمة حزب الله الارهابية في الضاحية” الجنوبية لبيروت. وبحسب المتحدث باسمه دانيال هغاري، فإن المقر “موجود تحت مبانٍ سكنية في قلب الضاحية في بيروت”.

وأوردت قنوات تلفزيونية إسرائيلية عدّة أن الأمين العام لـ”حزب الله” كان المستهدف، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي من الحزب حول الغارات أو المستهدف منها.

وقالت “القناة 12”: “هدف الضربة: نصر الله”، موضحة أن الجيش “يتحقق مما إذا كان الأمين العام لحزب الله موجوداً في المبنى”. وأكدت “القناة 11” من جهتها أن “هدف الضربة في الضاحية: نصر الله”.

وذكرت صحيفة “هآرتس” في عنوان رئيسي في نسختها الالكترونية: “إسرائيل تستهدف زعيم حزب الله حسن نصر الله في ضربة ضخمة على بيروت”. لكن الجيش الاسرائيلي قال في اتصال مع “وكالة الصحافة الفرنسية”: “لا تعليق لنا على هذا الموضوع”.
وفي بيروت، قال مصدر مقرب من الحزب للوكالة الفرنسية إن نصر الله “بخير”.

وبعد هذه الضربة الضخمة هناك سيناريوهات عدة متوقعة، فقد تطلق إيران يد فصائلها في المنطقة لتشن هجمات بلا ضوابط على اسرائيل، والسيناريو الأخطر دخولها الحرب مباشرة، ما يعني اشتعال المنطقة بأكملها، ويكون العالم أمام شرق أوسط جديد، وقد يكون مصير نصر الله هو مفتاح هذا التغيير.

وعلى إثر ذلك، أعلن “حزب الله” قصفه مدينة صفد في شمال إسرائيل بـ”صلية صاروخية”، في أول هجوم إثر تعرض معقله في الضاحية الجنوبية لسلسلة غارات. وقال في بيان، إن مقاتليه قصفوا “مدينة صفد المحتلة بصلية صاروخية” وذلك “رداً على الاستباحة الهمجية الاسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين”، في هجوم جاء بعد بضع ساعات من إعلان الجيش الاسرائيلي استهدافه ” المقر المركزي” للحزب في الضاحية الجنوبية.

في المقابل، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه “رصد إصابة مباشرة بصاروخ لحزب الله على منزل في صفد”، فيما قالت هيئة الاسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء) إنها في طريقها إلى مكان القصف.

وبعيد منتصف الليل، شنّ الجيش الاسرائيلي أكثر من 40 غارة متتالية على الضاحية الجنوبية، شملت مناطق الحدث والليلكي والمريجة والكفاءات. وقال في بيان: “هاجمنا العشرات من منصات اطلاق الصواريخ ومستودعات يتم فيها تخزين الاسلحة في الضاحية الجنوبية”. في حين أكد “حزب الله” في بيان أن “لا صحة لادعاءات العدو عن وجود أسلحة أو مخازن في المباني المدنية التي استهدفتها اسرائيل في الضاحية”.

كما أفيد عن أكثر من 50 غارة على قرى في محافظتي الجنوب والنبطية والبقاع الغربي.

بلينكن
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن الولايات المتحدة ما زالت تجمع المعلومات لفهم ما حدث في الضاحية الجنوبية لبيروت، مشدداً على أن الرد الأميركي سيتحدد بناءً على تلك المعلومات.

كما أشار بلينكن إلى أن الطريقة التي تدافع بها إسرائيل عن نفسها تعتبر مهمة، معتبراً أن الخيارات التي ستتخذها جميع الأطراف في الأيام المقبلة ستحدد المسار المستقبلي للمنطقة.

ودعا بلينكن إلى التوصل لوقف إطلاق النار على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، معتبراً أن الديبلوماسية هي السبيل الذي يتيح للاسرائيليين واللبنانيين العودة بأمان إلى ديارهم. وأوضح أن العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 7 أكتوبر في ما يتعلق بالحدود بين البلدين ليست كافية.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة