“الضاحية الجنوبية مقابل حيفا”: تطورات دراماتيكية سيشهدها لبنان هذه الفترة
حزب الله أوقع بأحد العملاء وألقى القبض عليه... فأنقذ القيادي علي كركي من الإغتيال
منذ أكثر من اسبوع والمشهد العسكري الميداني في الجنوب على حاله، وكأنه جبهة حمراء حتى أمد بعيد، فلا عودة الى الوراء، بل الوضع مفتوح على شتى الاحتمالات، على غرار ما شهدناه منذ يوم الاحد والمستمر على ما يبدو، من مواجهات طاحنة وغارات “اسرائيلية” يومية على الجنوب والبقاع وضاحية بيروت، وآخرها إلقاء صواريخ بعد ظهر امس على مبنى في الغبيري، لإستهداف القيادي ومسوؤل العمليات في الحزب ابراهيم قبيسي الذي سقط شهيداً، كما سقط معه 21 شهيداً وعدد كبير من الجرحى المدنيين.
وسبق ذلك بيوم غارة بالصواريخ شنّت على حي ماضي في الضاحية، لإستهداف القيادي رقم 3 في حزب الله علي كركي لكنه نجا، كما سجّل اعتداء “اسرائيلي” على المنطقة المذكورة بعد ظهر السبت الماضي، حيث شنّت غارة لإغتيال عدد من القياديين، من ضمنهم ابراهيم عقيل قائد قوة الرضوان وقائد خطة حزب الله لإقتحام الجليل.
فأتى الرد بعد دقائق على شن هذه الغارات عبر مئات الصواريخ من جنوب لبنان، وإستهداف قاعدة ومطار “رامات دافيد” العسكري، ومجمّع للصناعات العسكرية في مدينة حيفا وعلى بُعد 50 كيلومتراً من الحدود اللبنانية، كما طالت الصواريخ الجليل الأعلى، لتصبح المعادلة يوم أمس وفق التهديدات الاسرائيلية “الضاحية الجنوبية مقابل حيفا”، مما يعني انّ الحرب الواسعة باتت حقيقة، والضوء الاخضر الاميركي اُعطي “لإسرائيل” لتحقيق هذه المعادلة، بحسب معلومات نقلها مصدر سياسي مطلّع عن ديبلوماسي غربي قائلاً: “المرحلة اليوم صعبة جداً، وهنالك مخاوف من تحويل لبنان الى غزة ثانية، وهذا ما ألمح اليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، لانّ القرار “الاسرائيلي” إتخذ من ناحية إنهاء الوضع المتعثر، وإفراغ قرى الحدود من مقاتلي حزب الله، لإعادة نازحي الشمال الى منازلهم أو الحرب الكبرى، ولا رجوع عن هذا الشرط مهما كانت النتائج، فيما يؤكد حزب الله انّ هذا الشرط سيبقى حلماً “إسرائيلياً” مستحيلاً”.
الى ذلك، يتواصل إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، رداً على العدوان الاسرائيلي على مختلف المناطق اللبنانية، وسقوط الضحايا خصوصاً الاطفال إضافة الى الدمار الهائل، فيما تدوي صافرات الانذار بصورة متواصلة في مناطق الشمال “الاسرائيلي”، حتى انّ جيش الاحتلال فرض قيوداً منذ يوم السبت الماضي على التجمّعات قي مدينة حيفا حتى الحدود مع لبنان، تخوفاً من رد حزب الله الذي وُصف بالمزلزل، بحيث أسقط العديد من القتلى “الاسرائيليين”، وحقق دماراً هائلاً في جنوب وشرق حيفا، بعد قصف منشآت استراتيجية مهمة ومواقع تصنيع الأسلحة، ما اعتبره الخبراء تطوراً مهماً في الصراع بين حزب الله و”إسرائيل”، بالتزامن مع رشقات صاروخية طالت مناطق عدة في الجليل الأعلى والأسفل، بالإضافة الى مدينة عكا، ما وضع المسؤولين “الاسرائيليين” في وضع حرج بعد الرد العنيف، وجعلهم يهدّدون بالمعادلة المذكورة.
وافيد نقلاً عن مراقبين ومحللين عسكريين بأنّ دك مقاتلي الحزب لحيفا سرّع في القصف “الاسرائيلي” الجنوني للجنوب والبقاع، وبأنّ الضاحية ستشهد المزيد من الاعتداءات اليومية، لانها لطالما شكلّت قوة عسكرية ومعنوية للحزب، وأقلقت “اسرائيل” من مختلف النواحي.
في السياق، وأشار المصدر السياسي المطلع الى تطورات دراماتيكية سيشهدها لبنان هذه الفترة، لانّ الضغوطات ستكون عالية السقف خصوصاً من ناحية “إسرائيل”، من دون ان يستبعد الخروج عن السيطرة والوصول الى حرب شاملة، واصفاً ما يجري ببداية الحرب المفتوحة، التي لا يعرف احد كيف ستكون نهايتها، إلا في حال جاء القرار الدولي لينهيها من خلال تسوية في المنطقة، لكن لغاية اليوم لم تظهر هذه الصورة بعد.
في سياق متصل، وحول ما يحكى عن دخول عملاء على الخط، لكشف أماكن القياديين في الحزب وتوقيت اجتماعاتهم، يشير المصدر عينه الى انّ حزب الله القى القبض على احد العملاء الكبار وأوقع به، من خلال تسريبات كاذبة عن القيادي في حزب الله علي كركي، ادت الى كشف العميل وإنقاذ كركي من الاغتيال قبل يومين.
صونيا رزق- الديار