الاثنين الأسود: 492 قتيلاً و1645 جريحاً
اجتياح ثانٍ بكل معنى الكلمة، لكن من الجو، حيث شنت عشرات الطائرات الحربية الاسرائيلية مئات الغارات مستهدفة القرى في الجنوب والبقاع، ووصلت إلى جبيل، من دون أن تنسى الضاحية الجنوبية من موجات غاراتها، محاولة استهداف أحد قياديي “حزب الله” علي كركي، الذي قد يكون من آخر الباقين من المجلس الجهادي، ويبدو أنه نجا من الضربة، بحسب ما أعلن الحزب.
492 قتيلاً و1645 جريحاً في الغارات المرعبة التي دفعت المواطنين إلى النزوح من قراهم من دون أن يعرفوا إلى أين يتوجهون، فالمهم هو سلامة العائلات والأطفال، في مشهد يبدو مشابهاً لما حصل في غزة. وكان للبقاع دور أكبر أمس بحيث هزته الغارات من كل حدب وصوب، وسقط العديد من القتلى والجرحى، فيما أكدت اسرائيل استمرار الهجمات لتغيير الواقع على حدودها الشمالية، بإبعاد “حزب الله” عن الليطاني.
وأعلن الجيش الاسرائيلي مساء أمس أنه قصف “أكثر من 1100 هدف” لـ”حزب الله” في 24 ساعة في لبنان، موضحاً أنها شملت “مباني ومركبات وبنى تحتية تشكل فيها الصواريخ وقاذفات الاطلاق والمسيرات تهديداً” لاسرائيل.
في المقابل، أعلن “حزب الله”، قصف قاعدة إسرائيلية غرب طبريا ومقر عسكري “بعشرات الصواريخ”.
وأشار في بيانين الى أنه قصف “المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا” و”مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف بعشرات الصواريخ، رداً على اعتداءات العدو الاسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع”.
وكان الحزب أعلن عن استهداف قاعدة رامات دافيد ومجمع الصناعات العسكرية رافاييل مجدداً. وقصف أيضاً قاعدة عين زيتيم.
وكشف الحزب في بيان عن مصير القيادي علي كركي، مؤكداً أنه “بخير وهو بحول الله تعالى في كامل صحته وعافيته وقد انتقل إلى مكان آمن”.
نتنياهو
ويبدو أن الهجمات ستستمر بحيث أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليقاً على الغارات المكثفة التي شنها الجيش الاسرائيلي في لبنان البدء بـ”تغيير ميزان القوى” في الجبهة الشمالية، قائلاً: “وعدت بأننا سنغير توازن القوى في الشمال، وهذا بالضبط ما نفعله”.
نزوح كثيف
وسط هذا القصف والدمار نزحت مئات العائلات من محيط مناطق تعرضت لغارات إسرائيلية كثيفة في جنوب لبنان. كما شهدت الضاحية الجنوبية حركة نزوح، وأخرج العديد من المواطنين أولادهم من المدارس وأخلوا منازلهم متجهين نحو مناطق الجبل والشمال، تحسباً لأي تصعيد.
ويأتي ذلك وسط شن اسرائيل حرباً نفسية على اللبنانيين، بحيث استيقظ سكان الجنوب على مئات الرسائل النصية والاتصالات مجهولة الهوية، التي تدعوهم إلى الابتعاد عن مواقع تدّعي الرسائل أنها أماكن يخزن فيها “حزب الله” أسلحته.
كذلك، اخترقت إسرائيل موجات بث إذاعات لبنانية لتذيع عبرها تحذيرات بإخلاء بعض المناطق خلال ساعتين، قائلة؛ في رسالة سجلها أحد الأشخاص الذين يتحدثون العربية، إن “الجيش لا يريد المس” بهم، منبهة على أن “كل من يتواجد إلى جانب عناصر حزب الله يعرّض حياته للخطر”.
ووجه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، ما قال إنه “نداء هام وعاجل إلى اللبنانيين»، جاء فيه: “تعرفون البيوت الكثيرة في القرى اللبنانية مع غرفة مغلقة ومجهولة… بعضها مخزن للأسلحة، أخفاها عناصر حزب الله الذي يستخدمكم دروعاً بشرية. انتبهوا واحذروا! فعلى كل من يمتلك سلاحاً في منزله، أو يتواجد قرب مواقع أو منازل أخفى فيها حزب الله أسلحته… ترك المكان فوراً”. وأرفق أدرعي رسالته بفيديو رسوم متحركة.
تهديد وزراء
ولم تنحصر الاتصالات والتهديدات بالمواطنين العاديين، بل شملت عدداً من الوزراء والوزارات.
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن مكتب وزير الثّقافة في حكومة تصريف الأعمال، محمد وسام المرتضى، تلقى اتصالاً “من شخص يتكلّم العربيّة الفصحى بلكنة غريبة”، دعاه فيه إلى مغادرة المكتب فوراً لأنّه مستهدَف.
كذلك أعلن وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال، زياد المكاري، أنه “في إطار الحرب النفسية التهويلية التي يعتمدها العدو الاسرائيلي، تلقى عدد كبير من المواطنين في بيروت والمناطق رسائل هاتفية عشوائية موحدة عبر الشبكة الأرضية، تدعو المجيب إلى إخلاء مكان وجوده”، لافتاً إلى أن “مكتب وزير الإعلام كان أحد الذين تلقوا الرسالة”.
وكشف وزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم، تلقي 80 ألف اتصال هاتفي من جهات تعمل لمصلحة إسرائيل، مؤكداً أن “ما يجري تداوله حول اختراق شبكة الاتصالات الأرضية في جنوب لبنان أمر غير صحيح”.
إقفال المدارس
وعلى خلفية التدهور الامني والعسكري، أصدر وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي قراراً باقفال المدارس ومؤسسات التعليم العالي والمعاهد الفنية والتقنية اليوم. كما صدر عن منسق اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الأب يوسف نصر بيان أعلن فيه الالتزام بقرار الوزير على أن يصار إلى مزيد من المشاورات لاتخاذ القرار المناسب في ضوء المستجدات الأمنية. كما أعلن وزير الصحة فراس الأبيض اقفال الحضانات اليوم على الأراضي اللبنانية كافة.
لبنان الكبير