حزب الله رفض العروض الدولية “خذوا البلد واوقفوا الاسناد”
نتنياهو يتخبط في مأزقه، وكل مجازره في غزة والضفة وصولا الى الجنوب والضاحية وتفجير البايجر واللاسلكي واغتيال القادة الشهداء وقتل مئات المدنيين لن تعيد الاسرى المعتقلين لدى حماس، والمستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة، ولن تحقق الامن للاسرائيليين الذين باتوا ليلتهم في الملاجئ جراء القصف الصاروخي للمقاومة بعمق ٦٠ كيلومترا وصولا الى حيفا وصفد ومناطق جديدة، وما شهدته منطقة شمال فلسطين المحتلة في ال ٢٤ ساعة الماضية من توسيع لعمليات التهجير من حيفا وصفد ومحيط تل ابيب الى تجمعات جديدة اكبر دليل على فشل كل ما قام به نتنياهو خلال الأيام الماضية .
رسائل المقاومة وصلت الى اسرائيل واميركا حسب مصادر متابعة لما يجري، وفحواها ان الحل الوحيد لوقف حرب الاسناد، اعلان وقف النار في غزة وموافقة المقاومة عليه ودون ذلك “روحوا خيطوا بغير هالمسلة” مهما وصل حجم الهجمات، وربما استهداف قيادات جديدة، فان ذلك لن يغير شيئا من المعادلة، فالمقاومة ما زالت بالف خير، وقدراتها الحقيقية لم تمس، ونظام القيادة والسيطرة متماسك رغم الضربات الموجعة الاسبوع الماضي وتحصل مع اهم الدول المتقدمة عسكريا، والمشهد في تشييع نجل النائب علي عمار يؤكد ان هذه المقاومة لن تهزم مهما وصل حجم المجازر الاسرائيلية، ومع انفجار جهاز اللاسلكي في محيط التشييع باحد المقاومين، جاء الرد بصوت واحد “الله اكبر الله اكبر، لبيك نصرالله لبيك نصرالله” وزادت الحشود ورفضوا المغادرة رغم نداءات المنظمين باخذ الحيطة والحذر ” فشرف للمقاومة انها تحارب الجيوش الاميركية والاطلسية والعربية وما يملكون من تكنولوجيا وخبرات بسلاح الإيمان وهذا لايمكن ان يهزم، وكل هذه التقنيات والاستنفارات لم تتمكن من حماية اكبر قواعد الصناعات العسكرية والتكنولوجيا الاسرائيلية “رامات دايفيد” “ورافائيل” المتخصصتين في الوسائل والتجهيزات الإلكترونية الواقعتين في منطقة “زوفو لون” شمال مدينة حيفا بعد ان احرقتهما صواريخ فادي واحد وفادي اثنين، اللذين دخلا ارض المعركة، وهذا ما نقلته الوسائل الاعلامية، واصابة القاعدتين يؤكد ان المقاومة تملك كل المعلومات الامنية عنهما، فخسارة معركة ليست نهاية الحرب، وشرف للمقاومة ايضا ان تقدم قاداتها شهداء بعد ان حققوا أعظم المنجزات على مدى ٤٠ سنة واسسوا البدايات لزوال اسرائيل، كي نكون خير أمة أنجبت للناس، وشرف للمقاومة ان قاداتها يقاتلون جنببا الى جنب مع المقاتلين، يتقدمون الصفوف وليسوا في قصورهم يعطون التوجيهات ويديرون المعارك، وشرف لهؤلاء القادة انهم علموا اجيالا في القيادة، صف تاني وثالت لكي يكملوا المسيرة، وها هم يديرون المعارك بكفاءة عالية، واكبر دليل عدم تاثر الخطوط الامامية في الجهوزية وممارسة العمليات القتالية ذات “التكتيكات” الدقيقة، واكبر دليل ايضا ما حصل خلال الساعات الماضية من قصف صاروخي استهدف المنشات العسكرية، وشرف للمقاومة انها قدمت نموذجا اخلاقيا في العمل العسكري باعتراف كل المحللين عبر تمسكها بتحييد المدنيين عن العمليات العسكرية، وما زالت ملتزمة في هذا النهج الاخلاقي رغم مجازر الجيش الاسرائيلي في الايام الماضية وسقوطه اخلاقيا عبر عملياته الدنيئة بحق الأطفال والعجز في الضاحية الجنوبية وغزة .
وحسب المصادر نفسها، لو لم تكن المقاومة قوية وجسمها متينا ومتماسكا لما استطاعت تجاوز ضربات الأيام الماضية بهذه السرعة والكفاءة، وهذا اكبر دليل على ما زرعه القادة الشهداء في صفوف المقاومين، ويبقى الالتزام الأخلاقي الاكبر يتمثل برفض المقاومة كل العروض التي قدمت لها خلال الأيام الماضية عبر اتصالات ماكرون وغيره وعنوانها “أوقفوا حرب الاسناد وخذوا ما يدهش العالم” ومعها الرئاسة وكل مؤسسات الدولة “بعجرها وبجرها” ورفضت المقاومة مجرد البحث بالأمر والتمسك بدعم الشعب الفلسطيني ،وبان حرب الاسناد ليس لها علاقة بالرئاسة والأمور الداخلية .
وفي الوقت نفسه، المطلوب حسب المصادر المتابعة لما يجري، وقف التشكيك واسداء النصائح على وسائل التواصل الاجتماعي واعطاء الدروس وتحديدا من قبل بعض الدائرين في فلك ٨ آذار، والمساهمة في زيادة الاحباط للناس. فالمقاومة تعرف ما تريد، يديرها قائد استثنائي سيوصلها الى بر الأمان عبر افشال ما يريده نتنياهو، ولديها حلفاء يدفعون ضريبة المواجهة ايضا من اليمن الى ايران والعراق وسوريا، لم يقدموا اي تنازلات في التكتيك والجوهر ؟ متمسكون بوقف النار وانسحاب اسرائيل من غزة، مدركون لحجم المواجهة الطويلة، فالمقاومة همها ألبلد والحفاظ عليه وعلى كرامته ومنع تدميره والسقوط في مخططات العدو، فاسرائيل اجتاحت بيروت وانسحبت وهزمت، اسرائيل خطفت قادة من البقاع والجنوب وعادت وافرجت عنهم بعد عمليات نوعية، اسرائيل اغتالت القادة عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وسمير القنطار وفؤاد شكر وابراهيم عقيل وعشرات القادة، واستمرت المقاومة والانجازات، فاسرائيل اليوم هي غير اسرائيل بعد حرب ١٩٦٧ القوية، وغير اسرائيل بعد كمب دايفيد وتفوقها في كل الميادين، لم تعد اليوم الحاكم الفعلي للمنطقة وهي تنتقل من هزيمة الى اخرى، ووجودها على المحك، كل ذلك بفضل المقاومة وتضحياتها و نفسها الطويل في الميدان، فالمقاومة تعرف كيف تحدد خطواتها واهدافها وهي تقرر شكل المواجهة.
رضوان الذيب- الديار