ضربة قاسية وتحدٍّ كبير: خيارات حزب الله للتعامل مع التصعيد “الإسرائيلي”
لن يكون من السهل على حزب الله ان يتجاوز سريعا الضربة القاسية، التي تعرض لها عبر الهجمات السيبرانية التي استهدفت اجهزة إتصالاته. فالضربة كانت مزدوجة باعتبارها طالت عددا كبيرا من عناصره الذين سقطوا شهداء وجرحى.
لكن الحزب يتعاطى مع الوضع الحالي على انه تحدٍّ كبير ، يستطيع ان يتعامل معه ويخرج منه سليما. فقد كان واضحا من خطاب امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان لا قرار بالتراجع او الانكفاء، ولا مكان للرضوخ او الاستسلام. ولعل مسارعة الحزب لتفعيل عمله على جبهة الجنوب واسقاطه عددا من القتلى والجرحى “الاسرائيليين” في المستوطنات المتاخمة للحدود، اكبر دليل على ان ما كان يسعى له العدو، لجهة تضعضع الحزب وتوقف عملياته اقله لفترة لم يتحقق، والارجح ستكون هناك ردة فعل قوية على ما حصل حرصا على عدم تكراره.
وتقول مصادر مطلعة على جو حزب الله انه “وبعكس ما يعتقد كثيرون، فحزب الله ليس محرجا او بخيارات محدودة، انما تحرر من الكثير من القيود، وسيواجه الارهاب الاسرائيلي بما يتناسب معه، كي يفكر الف مرة قبل الاقدام على اعمال مماثلة”، لافتة في تصريح لـ”الديار” الى ان الرد سيكون على مستويين: مستوى العمل اليومي على الجبهة الجنوبية الذي سيتخذ ابعادا مختلفة ويلحظ تصعيدا، اضافة للرد الكبير المرتقب على مجزرتي الثلاثاء والاربعاء، والذي يتم الاعداد له بتأن ليكون موجعا جدا للعدو”.
ويعتبر العميد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى “اليونيفيل” ان “ما قامت به “اسرائيل” عمل ارهابي غير مسبوق، يحصل لاول مرة على مستوى البشرية، بحيث انه لم نشهد من قبل ان يستهدف طرف ما آلاف من المقاتلين بواسطة اجهزة اتصال”، لافتا الى ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “اعترف بأن الضربة كانت مؤلمة، وبالتالي الرد سيكون بحجم ما حصل ، وبما يتناسب مع هذه الضربة”.
ويضيف شحادة لـ”الديار”: “منذ الثامن من تشرين الاول الماضي حتى اليوم، كانت المقاومة ترد على اي عمل تقوم به “اسرائيل” خارق للخطوط الحمراء، تدرس اهدافها وردها بشكل لا تعطي عذرا “لإسرائيل” كي تجعل من الرد حجة لتوسعة القتال، لكن بعد ما حصل هذا الاسبوع وخرق كل الخطوط الحمراء والسقوف، فالمقاومة تحررت من كل الضوابط، وسوف تقوم بالرد بما يتناسب مع حجم هذه الجريمة الارهابية، حتى ولو ادى ذلك لتتخذه “اسرائيل” حجة لتنفيذ عمل عسكري موسع تجاه الجنوب”.
ويشير الى “تصعيد ملفت بالعمل العسكري من قبل المقاومة في اليومين الماضيين، وهو رسالة “لاسرائيل” مفادها انه رغم انها تمكنت من اخراج الفي مقاتل من ساحة المعركة، لكن البنية العسكرية لا زالت جاهزة ومتماسكة، ولا تزال قادرة على استكمال عملية اسناد غزة، وبالتالي مواصلة استنزاف العدو الاسرائيلي.. كما انها تؤكد رفض فصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة”، معتبرا ان “اطلاق صواريخ فلق وبركان على مستعمرة المطلة ادى لدمار كبير، وقد ارادت المقاومة من ذلك ان تقول “لاسرائيل” انها احدى المستوطنات الـ43 التي نستطيع تسويتها بالارض… واذا كان هدفك اعادة سكان المستوطنات الى المنطقة الشمالية، فعليك ان تتوقعي ان الـ100 الف مهجر سيصبحون مئات الآلاف”.
ويرى شحادة ان “اسرائيل غير جاهزة لتنفيذ عمل عسكري بري على لبنان، لكن التصعيد عبر سلاح الجو سيستمر على الارجح، بانتظار رد المقاومة الذي لن يطول وكيف ستتعامل معه اسرائيل”.
الديار