تفجيرات أجهزة الاتصال: تخطيط جهنمي تم منذ 15 عاما.. واختفاء المالك

تشغل عملية تفجير أجهزة الاتصال العائدة لحزب الله الصحافة العالمية التي تعمل على إعداد تحقيقات وتقارير لتقصّي تفاصيل العملية وما جرى، وبحسب كل القراءات والتقارير يظهر أن العملية تم التخطيط لها بشكل جهنّمي واعتماد آلية معقدة لإخفاء الهوية الحقيقية للجهة المصنّعة والمفخِّخة. صحيفة واشنطن بوست الأميركية قالت في تقرير إنه بعد الهجوم الإلكتروني الذي طال آلاف أجهزة “البيجر” التي يستخدمها عناصر في حزب الله الثلاثاء، أصبحت “سلاسل التوريد” في مرمى الاتهامات، فيما يستحيل تأمين توريد المنتجات الإلكترونية المختلفة. الهجوم الذي وقع في لبنان، أثار قلق الحكومات بما في ذلك الولايات المتحدة حيث أصبحت سلاسل التوريد العالمية “أكثر تعقيدا” للأجهزة الإلكترونية. وقد يضيف ما حصل زخما للجهود الأميركية التي تبذلها واشنطن “لتوطين إنتاج المزيد من التقنيات الاستراتيجية في الداخل، أو من خلال حلفاء موثوقين”.

15 عاماً
ونقلت الصحيفة عن مدير السياسات السابق في لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، مارك مونتغمري قوله إن “هذا يكشف نوعاً من المخاطر التي كنا نواجهها”، حيث يتم تصنيع الأجهزة والبرمجيات “في بلدان مثيرة للقلق”. ولم تتضح بعد الكيفية التي تم بها تنفيذ الهجوم على أجهزة البيجر أو بمساعدة من، وذلك على الرغم من وجود خيوط محتملة حتى الآن في تايوان والمجر وبلغاريا. ولم تتضح بعد كيفية أو توقيت زرع متفجرات في أجهزة الاتصال ليتسنى تفجيرها عن بعد. ويظل السؤال ذاته مطروحا بشأن مئات أجهزة الاتصال المحمولة التي يستخدمها حزب الله والتي انفجرت، الأربعاء، في موجة ثانية من الهجمات. وكشف المصدر أن التخطيط لعمليات “اعتراض سلسلة التوريد” تم التخطيط لها منذ 15 عاما على الأقل، مبينا أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA كانت مترددة منذ فترة طويلة في استخدام هذا التكتيك لأن الخطر على الأبرياء مرتفع للغاية. وأكد المصدر أن التخطيط للهجوم شمل شركات وهمية، مع طبقات متعددة من ضباط المخابرات الإسرائيلية وأصولهم التي تواجه شركة شرعية أنتجت أجهزة الاستدعاء، مع عدم علم بعض أولئك الذين يقومون بالعمل لصالح من يعملون. وذكرت الشبكة أنها تواصلت مع BAC Consulting، الشركة التي يقع مقرها في هنغاريا والتي تعاقدت لإنتاج أجهزة الاستدعاء نيابة عن Gold Apollo التايوانية، ولكن لم تستجب أي من الشركتين للطلب.

بلغاريا وهنغاريا وتايوان
وفيما أكد الأمن البلغاري، أنه “لم يتم استيراد أو تصدير أو تصنيع أي أجهزة بيجر ببلغاريا من تلك التي استخدمت بتفجيرات لبنان”. قال متحدث باسم الحكومة الهنغارية لشبكة ABC News إن أجهزة الاستدعاء لم تكن موجودة في هنغاريا أبداً وكانت الشركة “وسيطاً تجارياً، وليس لها موقع تصنيع أو تشغيل في البلاد”. من جانبه أوضح مكتب المدّعي العام في تايوان: “أنّنا طلبنا من إدارة الأمن القومي التّابعة لمكتب التّحقيق الاستماع إلى شاهدين، وتفتيش أربعة مواقع”، من دون كشف المواقع الّتي تمّ تفتيشها والأشخاص الّذين تمّ استجوابهم. وأشار إلى أنّهم “تعاونوا من خلال تقديم الوثائق والمعلومات ذات الصّلة”.

اختفاء المالك
بدورها قالت صحيفة ديلي ميل إن النرويجي رينسون يوسي، الذي يملك الشركة البلغارية Norta Global Ltd المتورطة بتوريد أجهزة البيجر، اختفى في يوم تفجيرها في لبنان. ووفقاً لمعلومات الصحيفة، غادر يوسي في يوم 17 أيلول، شقته في إحدى ضواحي أوسلو وتوجه في رحلة عمل مخطط لها. ومنذ ذلك الحين، لم تتمكن إدارة المجموعة الإعلامية النرويجية NHST، صاحبة عمله الرئيسية من الاتصال به. في مساء يوم 18 أيلول، اتصل ممثلو NHST بجهاز أمن الشرطة النرويجية. وأعلنت شرطة مقاطعة أوسلو في 19 أيلول أنها بدأت تحقيقا أوليا في موضوع اختفاء يوسي.

من جانبها تزعم الصحيفة، بعدم وجود سبب حتى الآن، للاعتقاد بأن يوسي كان على علم بأي عمليات لزرع متفجرات في أجهزة الاستدعاء. في وقت سابق، أشار موقع Telex الهنغاري، إلى احتمال قيام الشركة البلغارية Norta Global Ltd بشراء أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان، من شركة Gold Apollo التايوانية. وذكر الموقع أن شركة BAC Consulting المسجلة في بودابست، عملت فقط كوسيط وأبرمت اتفاقية مع شركة تايوانية، فيما مارست شركة بلغارية من صوفيا بشكل مباشر عملية شراء أجهزة الاستدعاء المذكورة.

المدن

مقالات ذات صلة