هل انهارت منظومة الاتصالات لدى “الحزب”: هل أصبحت خارج الخدمة؟

أكثر من 3000 جريح سقطوا في اللحظة نفسها وتحديداً عند تمام الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم الثلاثاء، بالاضافة إلى 12 قتيلاً، بينهم طفلان. وبحسب ما أعلنت وزارة الصحة، أجريت 460 عملية جراحية، في الوجه، اليدين والعيون، نتيجة إنفجار أجهزة “البايجر” التي يستخدمها عناصر “حزب الله” للتواصل في ما بينهم.

كثرت الفرضيات، إلاّ أنه لا يمكن الجزم حتى اللحظة، بالسبب الرئيسي الذي أدى إلى المجزرة غير المسبوقة، ولكن ما يمكن تأكيده هو أن هناك عملية خرق موصوفة حصلت في مكان معين.

وبحسب مصادر مقربة من الحزب لموقع “لبنان الكبير”، فان بعض العناصر بدّل قبل أربعة أشهر أجهزته، بأخرى جديدة.

إلاّ أن ما حصل لم يكن ليتوقعه أحد، من حيث تعرض “حزب الله” لأكبر عملية خرق أمني في شبكة اتصالاته، التي تتطلب عملاً استخباراتياً مكثفاً لاستهداف الأجهزة الصحيحة، لذا يمكن القول ان حجم الاختراق الاستخباراتي للحزب وصل إلى مستويات غير مسبوقة، خصوصاً أنه ليس الأول من نوعه، فالاغتيالات التي ينفذها الجيش الاسرائيلي بحق عناصر الحزب وقيادييه تدل على التفوّق التكنولوجي الذي يتمتع به.

ويعود تأسيس شبكة الاتصالات الخاصة بـ”حزب الله”، وفق المصدر، إلى أوائل تسعينيات القرن الماضي، حين شرعت قيادته بإنشاء شبكة منفردة في عدد من المناطق اللبنانية، بموازاة شبكة الاتصالات التابعة للدولة في البلاد. وشكلت هذه الشبكة جسماً أصيلاً من المنظومة الأمنية للحزب، كسلاح يعزز التواصل بين قادة الجبهات العسكرية والمسؤولين في الحزب بصورة مستقلة، بقصد حمايتهم في حال تعرضهم لهجوم، وتحديداً من الجانب الاسرائيلي.

وفي العام 2006، وبحسب تصريحات لمسؤولين لبنانيين، شرع الحزب في إعادة ترميم أجزاء كبيرة من شبكة اتصالاته بعد حرب تموز، عقب تعرُّض جزء كبير منها لأضرار بالغة جراء القصف الاسرائيلي.

وعبر هذه الشبكة يتواصل معظم المسؤولين العسكريين والسياسيين، وحتى العناصر والأفراد من الحزب، بدءاً من القيادة العليا.

وأكدت قيادة الحزب أكثر من مرة، أن تلك الشبكة جزء من منظومة حمايته وملتصقة بسلاحه، وتعمل على التشويش على الأجهزة الاسرائيلية.

ويشير العميد المتقاعد خالد حمادة في حديث لموقع “لبنان الكبير”، الى أن شبكة الاتصالات لدى “حزب الله” معرضة للخرق، والدليل على ذلك هو ما يحصل في الميدان.

فالحزب اليوم يواجه واقعاً صعباً، أولاً، منظومة اتصالاته أصبحت خارج الخدمة، فكيف سيتواصل مع عناصره، خصوصاً أنه لا يمكنه استعمال الهواتف الذكية؟ ثانياً، الأثر على أرض المعركة، لا وسيلة للتواصل يعني سقوط العمليات العسكرية، الأمنية، وحتى المعنوية. ثالثاً، هل الحزب قادر على تأمين بديل للتواصل؟

وبحسب حمادة، أكثر من 3000 عنصر أصبحوا اليوم خارج أرض المعركة، ومنهم من أصبح معوّقاً، وحتماً خسره الحزب كعنصر. ويعتبر أن “الحزب يمرّ اليوم بفترة صعبة، والوقت ليس لصالحه، فهذه المنظومة تعرضت لصدمة عميقة، ليس من السهل تخطيها”.

يذكر أن استهداف شبكة اتصالات “حزب الله” يُعتبر أكبر تصعيد جديد في السياق الاقليمي للحرب، منذ استهداف إسماعيل هنية وفؤاد شكر.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة