هدف إسرائيل ورد “حزب الله”.. ماذا بعد ضربة “أجهزة الاتصالات”؟

قال محللون إن الهجوم الإسرائيلي على أجهزة اتصالات حزب الله، الثلاثاء، كان “نجاحا تكتيكيا” لكن “لم يكن له تأثير استراتيجي واضح”، وفق نيويورك تايمز.

وقتل 12 شخصا وأصيب قرابة 2800 بجروح، بينهم السفير الإيراني في لبنان، عندما انفجرت أجهزة النداء (بيجر) في لبنان بشكل متزامن، فيما اتهم حزب الله إسرائيل بالوقوف وراء التفجير.

ويوم الأربعاء، أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة في لبنان مقتل 9 أشخاص، وإصابة أكثر من 300 بجروح، من جراء موجة تفجيرات جديدة طالت أجهزة لاسلكية يستخدمها عناصر حزب الله.

وامتنعت إسرائيل حتى الآن عن التعليق على الانفجارات التي وقعت في معاقل عدة لحزب الله.

وجاءت الانفجارات بعد ساعات على إعلان إسرائيل توسيع أهداف الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة، لتشمل حدودها الشمالية مع لبنان.

والهجوم “أحرج” حزب الله، لكنه “لم يغير حتى الآن التوازن العسكري على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث نزح أكثر من 100 ألف مدني على كلا الجانبين” بسبب المناوشات المستمر، وفق الصحيفة الأميركية.

وواصل الجانبان إطلاق الصواريخ وقنابل المدفعية، الأربعاء، بوتيرة تتماشى مع المناوشات اليومية التي خاضها الجانبان منذ أكتوبر الماضي، مع انطلاق حرب غزة.

وقال حزب الله، الأربعاء، إن وحداته “ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها” لإسناد غزة، وفق ما نقلته فرانس برس.

ورغم أن هجوم الثلاثاء “كان عرضا لافتا للبراعة التكنولوجية التي تتمتع بها إسرائيل”، فإن إسرائيل “لم تسع إلى الاستفادة من الارتباك الذي حصل في لبنان، وتوجيه ضربة حاسمة ضد حزب الله وغزو لبنان”، وفق نيويورك تايمز.

ورغم إعجاب العديد من الإسرائيليين بالهجوم، لا تزال المشكلة قائمة بالنسبة لهم، إذ “لا يزال حزب الله متحصنا على الحدود الشمالية لإسرائيل، ويمنع عشرات الآلاف من سكان المنطقة من العودة إلى ديارهم”.

وقالت ميري إيسين، ضابطة الاستخبارات السابقة، المحللة في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب، في إسرائيل: “هذا حدث تكتيكي مذهل.. لكن امتلاك قدرات مذهلة لا يشكل استراتيجية”.

وذكر مصدر مقرب من حزب الله، الثلاثاء، لوكالة فرانس برس أن “أجهزة بيجر التي انفجرت وصلت عبر شحنة استوردها حزب الله مؤخرا تحتوي على ألف جهاز”، يبدو أنه “تم اختراقها من المصدر”.

وأفادت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير آخر، نقلا عن مصدر أميركي لم تسمه ومسؤولين “آخرين”، بأن أجهزة بيجر مصدرها شركة تايوانية تدعى “غولد أبولو” وأن مواد متفجرة زرعت بداخلها قبل وصولها إلى لبنان، وهو إعلان سارعت الشركة التايوانية إلى نفيه.

وقالت “غولد أبولو” أن أجهزة الاتصال التي انفجرت بشكل متزامن بأيدي عناصر من حزب الله، من صنع شريكها المجري، بينما ردت بودابست بأن شركة “باك” BAC المجرية التي قدمت على أنها تنتج تلك الأجهزة هي “وسيط تجاري بلا موقع إنتاج أو عمليات في المجر”.

وأكد المتحدث باسم الحكومة، عبر منصة إكس، أن “الأجهزة المعنية لم توجد يوما على الأراضي المجرية”.

وينقسم الإسرائيليون بشأن ما إذا كان للهجوم أهداف قصيرة أو طويلة الأمد.

ويعتقد البعض أن القادة الإسرائيليين كانوا يخشون أن يكون حزب الله قد اكتشف قدرة إسرائيل على تدمير هذه الأجهزة، فبادرت بتنفيذ هجومها على الفور.

ويقول آخرون إن إسرائيل كان لديها هدف استراتيجي محدد، وهو ربما دفع حزب الله إلى وقف إطلاق النار في الأسابيع المقبلة، إن لم يكن على الفور.

وقال عاموس يادلين، رئيس مديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، إن هدف العملية ربما كان إظهار أن حزب الله “سيدفع ثمنا باهظا للغاية إذا استمر في هجماته على إسرائيل بدلا من التوصل إلى اتفاق”.

ومع وصول المفاوضات بشأن غزة إلى طريق مسدود، ربما ترى القيادة الإسرائيلية أنها يجب أن تتخذ إجراءات ضد حزب الله، لإقناعه بإنهاء ربط مصيره بمصير حماس.

وخلال الأيام الماضية، كثفت القيادة الإسرائيلية تركيزها العام على حزب الله، إذ حذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، من أن “العمل العسكري” هو “السبيل الوحيد” لإنهاء الصراع.

لكن البعض يستبعد أن يغير حزب الله مساره.

وينظر حزب الله إلى نفسه على أنه الحليف الإيراني الأكثر نفوذا في الشرق الأوسط، وسيحاول تجنب أن ينظر إليه على أنه تخلى عن حماس، وفقا لسيما شاين، الضابطة السابقة في الموساد، المحللة في معهد دراسات الأمن القومي، في تل أبيب.

وقالت شاين: “لا أرى أن هذا سيحدث. من المهم للغاية بالنسبة لهم أن يكونوا في مقدمة الوكلاء، والشخص الذي يعطي التوجيهات للآخرين، والشخص الذي يدرب الآخرين من وقت لآخر”.

الحرة

مقالات ذات صلة