لأول مرة في لبنان في خطوة خارجة عن المألوف: “نايت كلوب” للمراهقين تحت سن ١٨

لأول مرة في لبنان، وفي خطوة خارجة عن المألوف، وعلى بعد كيلومترات من العاصمة بيروت، أقدمت رولا أبو عبيد على افتتاح نادٍ ترفيهي في منطقة الكسليك، مخصص للقاصرين يُعد فريداً من نوعه ويهدف إلى تقديم تجربة ترفيهية للذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، لكن من دون تقديم الكحول أو أي نوع من أنواع التدخين.

هذا المشروع أثار جدلاً وانتقادات كثيرة بين الناس الذين عبّروا عن رأيهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض للفكرة، أما صاحبة النادي رولا أبو عبيد التي تحدثت لـ “لبنان الكبير” فأكدت أن “هذا المشروع ليس night club بالمعنى الحقيقي بل هو أقرب إلى restaurant pub نقيم فيه حفلات للمراهقين فقط مثل أعياد الميلاد، حفلات مدرسية، وأي نوع خاص من الحفلات الأخرى التي يمكن لهم الاحتفال بها ضمن أجواء آمنة وصحية بعيدة عن الكحول والتدخين”.

وعن المشروبات التي تقدم في”hot spot” ، قالت أبو عبيد: “العصائر من الفواكه الطازجة، وجميعها لا تدخل في مكوناتها الكحول بصورة نهائية، ويستطيع المراهقون البقاء في المكان حتى الساعة 12 ليلاً، ويأتي الأهالي لاصطحابهم أو يمكنهم الانتظار في الـ Boulevard الخارجي للمكان”.

الخبيرة التربوية أمل حيدر أشارت عبر “لبنان الكبير” الى أن “افتتاح نايت كلوب مخصص للمراهقين تحت سن 18 سنة حتى في غياب الكحول، قد يُنظر اليه على أنه يشجع نمط حياة غير ملائم، ما قد يعزز تصورات سلبية حول الأنشطة الترفيهية المناسبة في هذه المرحلة العمرية. هذا التركيز على الترفيه يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة النفسية للأطفال، بحيث قد يؤدي وجودهم في بيئة تشجع على البقاء الى أوقات متأخرة إلى اضطرابات في نمط النوم ومشكلات نفسية مثل القلق والتوتر”.

وأوضحت أن “هناك احتمالاً كبيراً لوقوع الأطفال في مواقف غير مناسبة أو تجارب قد تكون غير ملائمة لأعمارهم، مثل التعرض للضغط أو للانخراط في سلوكيات غير مرغوب فيها، وهذا قد يؤثر على تحصيلهم الأكاديمي وأدائهم في المدرسة، بحيث قد ينشغلون بالأنشطة الترفيهية في أوقات غير مناسبة، ما يضر بمستوى تعليمهم”.

وقالت حيدر: “قد تكون هناك تحديات في الحفاظ على التنظيم والانضباط داخل هذه الأماكن، ما يمكن أن يؤدي إلى مشكلات سلوكية وسوء تنظيم، ولو مع وجود رقابة. قد يكون من الصعب ضمان عدم حدوث مشكلات سلوكية أو أنشطة غير مرغوب فيها بين الأطفال، لأنهم أطفال وليسوا مراهقين في هذا العمر. كما أن هناك مخاوف تتعلق بالأمان الشخصي للأطفال، مثل التصادمات أو الخلافات التي قد تحدث بين الحضور”.

ونبّهت على أن “هذا النوع من الأماكن قد يتسبب في تعارض مع القيم الأسرية التي يلقنها الآباء لأطفالهم، ما قد يؤدي إلى صراعات بينهم وبين عائلاتهم. وقد تؤدي هذه الأماكن إلى تشكيل دوائر اجتماعية محددة ربما توصل إلى استبعاد الأطفال الذين لا يشاركون في هذه الأنشطة أو تهميشهم”.

تجدر الاشارة إلى أننا قمنا بعملية استفتاء شملت 50 عائلة من مختلف المناطق اللبنانية حول هذا المشروع، وجاءت النتيجة أن 45 عائلة من أصل 50 رفضت بصورة كاملة الفكرة واعتبرتها تشجيعاً على سلوك الطريق الخاطئ منذ الصغر، وأن الولد أو البنت بعمر 12 إلى 15 سنة لا يزالان في سن الطفولة ويمكن للأهل ضبطهما من دون الذهاب إلى مثل هذه الأماكن المشبوهة.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة