حريق مطمر الجديدة: الحكومة كانت تعلم.. الوزير يعتذر

مع أن الحرائق في لبنان باتت منذ سنوات عنوانا دائما للتبدل المناخي وقصور قدرات الدولة وامكاناتها أمام المواسم المتكررة للحرائق في معظم فصول السنة، الا ان الحريق الذي اندلع في مطمر النفايات في الجديدة مساء كان له وقع الصدمة متسببا بحالة من الهلع، نسبة للمخاطر الهائلة التي هددت حياة سكان المناطق المحيطة به بفعل وجود خزانات غاز ووقود بالقرب منه، شاءت العناية الالهية وجهود رجال الاطفاء والدفاع المدني دون وقوع كارثة.

الا ان اطفاء الحريق لا يعني انتهاء الخطر، فعلى رغم استنفار الجهات المعنية كافة، تبقى انبعاثاته قائمة متسببة بتلوث الهواء والمياه والتربة وتاليا كارثة بيئية وصحية لا سيما على المواطنين المقيمين في المحيط، خصوصا ان بعض من يعانون امراضا صدرية تعرضوا للاختناق ونقلوا الى المستشفيات.

الدولة كلها تابعت واستنفرت وحضر المعنيون من اركان السلطة الى موقع الحريق. هذا اعتذر وذاك اتهم وآخر طالب بالتحقيق، الا ان الحقيقة الثابتة تكمن في علم الدولة ويقينها بخطر المطمر من دون ان تحرك ساكناً لتجنب كارثة قد تتجدد في اي لحظة وانفجار مرفأ بيروت خير دليل.

اجتماع استثنائي: وفيما عمل عناصر الدفاع المدني بعد اطفاء الحريق على تبريد المكان، عقدت لجنة البيئة النيابية اجتماعا استثنائيا وطارئا اليوم لتحديد المسؤوليات ومعرفة الأسباب وكيفية معالجة كارثة النفايات على مساحة لبنان ووقف الحلول الترقيعية. وقال رئيس اللجنة النائب غياث يزبك انه تم الاتّفاق على إجراء تحقيق جنائي لمعرفة أسباب حريق الجديدة ومحاسبة الجهة المسؤولة عن تشغيل المطمر والإسراع بتطبيق الاستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات. ودعا الى الشروع فوراً بإقفال كلّ المطامر التي تشبه مطمر الجديدة وإنشاء لجنة تقصّي حقائق لكشف المسؤولين عن ملفّ النفايات والطلب إلى محافظ جبل لبنان حماية المطمر في الجديدة فوراً وبشكل آني.

ياسين يعتذر: اما وزير البيئة ناصر ياسين فلفت الى ان أوّل ما قمنا به هو منع تمدّد حريق الجديدة والحدّ من الضّرر على أهلنا ويجب إجراء تحقيق قضائي خصوصاً بعد الحديث عن احتمال افتعال الحريق .وقال:”سنبلغ المدعي العام البيئي للكشف عمن افتعل حريق مكب برج حمود ويجب تنفيذ استراتيجية الادارة اللامركزية لقطاع النفايات”.أضاف:”كوزارة بيئة لسنا مسؤولين بشكل يومي عن المطمر إنّما المسؤول هو مجلس الإنماء والإعمار والمتعهد في المطمر ولكن لا يمكن التهرب من مسؤوليتنا لمنع الضرر ونعتذر من اهالي ساحل المتن لان ما حصل بالأمس جريمة وفيه ضرر كبير وما كان يجب ان يحصل لو كانت الادارة سليمة”.

كانت تعلم: بدوره، كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني عبر حسابه على منصة “أكس”: “مرفقاً بمحضر لمجلس الوزراء: “الحكومة كانت على علم بمخاطر الأمن والسلامة لمطمر برج حمود ولم تتخذ اي خطوة لمنع الكارثة. التحقيق الشامل والإجراءات الامنية مطلوبة الآن قبل ان تصبح الكارثة أكبر في منطقة ممزوجة بالغازات القابلة للاحتراق والانفجار ومخازن النفط والغاز المجاورة، مع الحاجة للعمل الفوري على الحلول الدائمة”.

المركزية

مقالات ذات صلة