ترحيل الرئاسة “اشهراً اضافية” يداهم حراك السفراء

يبدو ان الملف الرئاسي في ظل ما أُعلن عن تحرّك جديد مجهول المعالم حتى الآن. في انتظار ما سيقرّره سفراء دول الخماسية في اجتماعهم المقرّر السبت المقبل، ربما في دارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري. الذي لم تستبعد مصادر واسعة الاطلاع احتمال قيامه بزيارة وشيكة الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. الّا إذا تقّرر في اجتماع السفراء المفترض السبت المقبل أن يستهلوا حراكهم الجديد بزيارة الرئيس بري.

ما بعد أميركا

في هذه الأجواء، قال مسؤول كبير لـ”الجمهورية”: “لست اشارك المتشائمين بانسداد الأفق الرئاسي، بل ما زلت ارى نافذة لإنجاز الملف الرئاسي وانتخاب رئيس قبل نهاية السنة الحالية، وحراك السفراء الى جانب مبادرة بري يشكّلان مفتاح الحل الرئاسي. وهذه الفرصة متاحة بقوة الآن، واخشى من أن يؤدي تفويتها الى الدفع بالملف الرئاسي الى فراغ اضافي، وترحيل رئاسة الجمهورية اشهراً اضافية، ليس فقط الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، بل الى ما بعد تسلّم الرئيس الاميركي الجديد لمهامه في كانون الثاني المقبل، وربما ابعد من ذلك بكثير”.

وفي سياق متصل، كان لافتاً الاجتماع الديبلوماسي الموسّع الذي عقده رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، وحضره ممثلو البعثات الديبلوماسية للدول الاعضاء في مجلس الامن الدولي. حيث اكّد ميقاتي “وجوب اتخاذ مجلس الأمن إجراءات أكثر فاعلية وحسماً في معالجة الانتهاكات والهجمات الاسرائيلية على المدنيين اللبنانيين”.

مغريات

الى ذلك، كشف سفير عربي بارز لـ”الجمهورية”، انّ الحراك الجديد، ينطلق بتغطية اكيدة من الولايات المتحدة الاميركية، واطراف اللجنة الخماسية منخرطون جميعاً في جهد صادق لمساعدة اللبنانيين على بلورة حل رئاسي.

ولفت السفير عينه إلى أنّ السفراء يقومون بما اوتوا من جهد لتوفير المساعدة المطلوبة، انما القرار في نهاية الأمر هو في يد اللبنانيين، لاختيار رئيس لبلدهم. وقرارنا معلوم أنّ اللجنة لن تتبنّى أي مرشح، ولن تطرح اي اسم، ولن تشارك في الاختيارات، كما انّها ملتزمة بكل اطرافها بعدم وضع اي “فيتو” على اي مرشح رئاسي يتمّ التوافق عليه. ودعوتنا المتكررة للبنانيين هي ان يستفيدوا من التجارب السابقة، ويسارعوا الى طرح مرشحيهم او سلة من الاسماء، والجلوس معاً على الطاولة للاتفاق على واحد من بينهم لا يشكّل تحدّياً لأحد ولا يستفز اي طرف، ولا يدخل في خصومات او عداوات مع هذه الدولة او تلك، بل يقف على علاقة صداقة مع الجميع من دون استثناء، وهذا هو المطلوب للبنان، ليس في هذه المرحلة فحسب، بل في كل المراحل.

على أن أهم ما قاله السفير عينه هو أنّ انتخاب رئيس للجمهورية، يشكّل المدخل لإعادة انتظام الدولة في لبنان، ولإطلاق خطوات تفتح باب الانتعاش لهذا البلد وتعزيز الاستقرار فيه. وهذا من شأنه أن يعيد فتح باب الانفراج العربي والخليجي تحديداً في اتجاهه، وخصوصاً من قبل المملكة العربية السعودية. ليس عبر دفع الاموال مباشرة، بل عبر مجموعة كبيرة من المشاريع الحيوية والاستثمارية، حيث انّ جزءاً كبيراً منها بات جاهزاً للتنفيذ الفوري في العديد من المناطق اللبنانية. ومنها على سبيل المثال مشروع الفراولة وتحسين انتاج البطاطس في عكار، ومشروع حول التفاح في بشري وكسروان، ومشروع للمنتجات العطرية في الجنوب، ومشروع تطوير صناعات البرمجيات في بيروت الكبرى”.

وخلص السفير عينه الى التأكيد بأنّ التجربة التي شهدناها مع لبنان تؤكّد أنّ أصل المشكلة فيه داخلية، حيث انّ اللبنانيين لا يثقون بدولتهم، ولا يثقون بأحزابهم. والاحزاب السياسية لا تثق ببعضها البعض. هناك انعدام للثقة بكل شيء، وهو امر غير مسبوق في اي دولة في العالم. واعادة ترميم هذه الثقة تتطلّب جهوداً خارقة. ولكن وفق ما نرى الواقع، فإنّ هذا الترميم ضرب من المستحيلات.

 الجمهورية

مقالات ذات صلة