الرئاسة و“الفرصة الضئيلة”: الأمل معقود… وشبه مفقود!
الأمل معقود ولكنه شبه مفقود، إذ على الرغم من الحراك الخارجي بشقيه السعودي الفرنسي من جهة، واستكماله بلقاءات اللجنة الخماسية مصحوبة بمواكبة داخلية على المستوى النيابي من جهة أخرى، يبقى إتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية مرتبط بانجاز الاتفاق على هدنة في غزة.
تقول مصادر نيابية وسطية لموقع “لبنان الكبير” ذات صلة بالحراك الديبلوماسي الحاصل لتسريع انتخاب رئيس جمهورية لبنان، إن لا متغيرات جذرية على المسار الرئاسي والتوازنات النيابية داخلياً، ولا حتى متغيرات على صعيد المفاوضات الاقليمية بشأن غزة، لذلك فإن فرصة نجاح الحراك الرئاسي ضئيلة جداً، ولكنها بمثابة تحضير أرضية في حال نجحت الولايات المتحدة الاميركية في فرض هدنة، طالما أنها تدفع بهذا الاتجاه وتعمل للوصول الى حل يقرّشه الحزب الديموقراطي في الانتخابات الرئاسية الأميركية. حينها فقط يكون لبنان أمام مشهد انتخابي ومراسم تسلّم مقاليد الرئاسة، بمواكبة من “الخماسية”، لتبدأ بعدها رحلة تسيير المؤسسات الدستورية وانتظام الدولة.
تسعى “الخماسية” جدياً الى تمرير الاستحقاق الرئاسي وانتشال المؤسسات الدستورية من قبضة الشغور، وتعمل على إنجاح الفرصة الأخيرة بجدّ ما قبل الانتخابات الأميركية، الا أن أمل الانتخاب من غير التوصل الى هدنة في غزة معدوم، لارتباط الملف اللبناني بالخريطة الاقليمية التي تُرسم على أنقاض غزة. وترى مصادر قيادية أن مساعي “الخماسية” هي مساعي الساعات الاخيرة، ولكن يُستبعد أن يتم تذييلها بالنجاح واقتناص الرئاسة بسبب تعقيدات المفاوضات الحاصلة حول غزة.
مساعي “الخماسية” تترافق مع ليونة أبداها رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن تقليص مدة التشاور لتكون ممراً الزامياً لجلسة مفتوحة بدروات متتالية، الا أن هذه الليونة اصطدمت بجدار تمسك “القوات” بموقفها الرافض للحوار ما قبل الانتخاب، على الرغم من أصوات نيابية تغييرية ومستقلة بتلقف مبادرة بري والذهاب الى تشاور لإحراجه ووضعه أمام مسؤولياته وانتزاع التزام من فريقه بعدم الانسحاب وضمان عدم تعطيل الجلسة الانتخابية. غير أن هذا التشتت في فريق المعارضة ضيّع الفرصة الأخيرة أمام انتخاب رئيس للجمهورية، وأرجأ الاستحقاق اللبناني الى ما بعد دخول الرئيس الأميركي الجديد الى البيت الأبيض.
مصادر كتلة “الاعتدال” تؤكد لموقع “لبنان الكبير” أن حراكها المرتقب ليس مدفوعاً من السعودية أو أي دولة من أعضاء “الخماسية”، إنما تلقف لإيجابية الرئيس بري ومواكبة للقاءات “الخماسية” وتحديداً السعودي الفرنسي، لذلك ستجري الكتلة سلسلة اتصالات ولقاءات مع القوى السياسية وسفراء “الخماسية” فور عودتهم الى بيروت، وذلك لاستطلاع الآراء والتماس المتغيرات، ليُبنى على الجديد النيابي مقتضاه.
الا أن كتلة “الاعتدال” والرئيس بري لا يأملان كثيراً بالنتائج الايجابية السريعة، الا إذا صفت النوايا الداخلية وسارت المفاوضات الخارجية باتجاه وقف الحرب، حينها فقط يُنتخب رئيس للجمهورية، لذلك فإن الامل “مش مفقود” وفق مصادر مواكبة للحراك الدولي ولكنه يبقى ضمن إطار “الفرصة الضئيلة”.
رواند بو ضرغم- لبنان الكبير