هكذا يحرس “الحزب” الثورة الايرانية: أسماء ومواقع وأرقام تنشر للمرة الأولى
تحت عنوان “دور قوات الحرس الايراني في لبنان واستخدام حزب الله لتوسيع الحرب والإرهاب”، حصلت المعارضة الايرانية على تقرير ينفرد “لبنان الكبير” بنشره، يتضمن معلومات منها ما هو متعارف عليها ويؤكد أخرى، ومنها أسماء ومواقع وأرقام تنشر للمرة الأولى تتعلق بأدوار للحرس الثوري الايراني بالشراكة مع “حزب الله” بهدف الحصول على مواقع استراتيجية تخدم الثورة في إيران.
وتشرح المصادر الايرانية المعارضة عبر “لبنان الكبير” كيفية تمكُّن فئات تعارض النظام الايراني من اختراق مواقعه الالكترونية للحصول على المعلومات التي تُحجب عن النشر رفقة تقارير إعلام محور الممانعة.
يستهل التقرير بعرض الأهمية الاستراتيجية للبنان وأسباب اختياره ليكون حاضناً لمنظمة عسكرية كـ “حزب الله”: “لبنان هو أحد البلدان التي، بسبب أقليتها الشيعية، كانت دائماً إحدی أهداف تصدير تطرف نظام الملالي وإرهابه. لقد تدخل نظام الملالي على نطاق واسع في لبنان من خلال قوات الحرس للنظام الايراني لما يقرب من أربعة عقود بحيث استهل ذلك بإنشاء حزب الله اللبناني في البلاد.
كان لتشكيل حزب الله اللبناني، كذراع عسكرية تابعة للنظام وقوات الحرس، أهمية استراتيجية كبيرة من حيث تقدمه على الخط الاستراتيجي للنظام لخلق مناطق نفوذ في المنطقة تحت شعار تصدير الثورة، وهذا يعني وجود ما يسمى بقوة شيعية تتبع المرشد الأعلى قائمة على الحدود مع إسرائيل. ومن خلال هذه القوة، يمكن أن يكون للنظام ما يسمى بالجبهة الخاصة به مع إسرائيل لأغراضه الدعائية والسياسية، حتى بصورة مستقلة عن الفلسطينيين”.
يضيف التقرير: “كان وجود القوات السورية على الأراضي اللبنانية حتى عام 2005 عاملاً مهماً في تقوية حزب الله من نظام الملالي. من ناحية أخرى، وبسبب وجود حزب الله وتوسعه، سواء بشكل مباشر أو في إطار الدولة اللبنانية وفي الدول العربية وخصوصاً في الخليج وكذلك في بعض الدول الأوروبية التي كانت لها علاقات تقليدية مع لبنان (مثل فرنسا)، سمحت لشبكات إرهابية ومتطرفة للنظام باستخدام إمكاناتها كجمعية الغدير في فرنسا وحالات مماثلة في بلجيكا ودول أوروبية أخرى التي يبدو أنها لا تحمل اسم إيران والنظام الإيراني، لكنها في خدمة ما يريد النظام القيام به في هذه البلدان من أجل خططه الخاصة.
من ناحية أخرى، استفاد النظام لاحقاً من حزب الله في الحرب العسكرية في سوريا للحفاظ على نظام بشار الأسد وأيضاً في اليمن لتدريب الحوثيين ودعمهم عسكرياً، وفي الواقع، لولا حزب الله لما لعب النظام الإيراني دوراً فاعلاً في هذه المناطق بصورة مباشرة، إذ أدركت ولاية الفقيه أنها من دونه، كانت هذه الاستراتيجية ستتعرض لضربة كبيرة في الممارسة العملية والتي ترتبط مباشرة باستمرار بقاء نظام الولي الفقيه في طهران”.
في هذا التقرير الذي حصل عليه “لبنان الكبير” تُناقش بإيجاز بعض تدخلات قوات الحرس في النظام الايراني في لبنان واستخدام “حزب الله” لتحقيق أهدافه، وقد تمَّ الحصول عليها من خلال مصادر إيرانية معارضة وفقاً للشكل الآتي:
قيادة قوات الحرس الايراني في لبنان:
بدأت تدخلات قوات الحرس المباشرة في لبنان بتفعيل إدارة الاستخبارات في قوات الحرس الايراني عام 1981. ولكن بعد تشكيل فيلق القدس عام 1990، تمَّ تعيين الفيلق السابع من فيلق القدس، المعروف باسم 7000 في لبنان وسوريا. وخلال السنوات التالية، لعبت قيادة قوات الحرس في هذين البلدين دور الداعم لقوات حرس النظام الايراني في بلدان أخرى، على سبيل المثال، خلال حرب عام 2006 في لبنان، دعمت قوات الحرس الحرب اللبنانية عبر سوريا. وخلال الحرب الأخيرة التي استمرت 7 سنوات في سوريا، دعمت قوات الحرس الحرب في سوريا عبر لبنان. ولهذا السبب، فإنَّ هناك علاقة وثيقة بين قيادة قوات الحرس في سوريا ولبنان.
ونظراً الى أهمية لبنان في تصدير التطرف والإرهاب، كلف نظام الملالي أعلى مستوى من قادة قوات الحرس قيادة هذا الفيلق. ويشارك هؤلاء القادة في اجتماعات المجلس المركزي لـ “حزب الله” اللبناني وينقلون خطة قوات الحرس إليهم. ومن أجل توضيح دور هؤلاء القادة في إدارة “حزب الله” اللبناني، نقدم بعضهم وفقاً للشكل الآتي:
العميد علي (محمد رضا) زاهدي: من عام 2008 إلى أوائل عام 2017، كان قائد فيلق قوات الحرس اللبناني (IRGC) تحت أسماء مستعارة هي: أبو مهدي وذاكري. خلال الحرب التي استمرت ست سنوات في سوريا، كان لديه اتصالات نشطة مع حسن نصر الله، زعيم “حزب الله” اللبناني، وكذلك قائد قوات الحرس الايراني في سوريا، مثل العميد حسين همداني.
وكان علي زاهدي قائداً للقوات البرية لقوات الحرس في عامي 2005 و2008 قبل أن يذهب إلى لبنان. وفي المنصب نفسه، كان أيضاً قائد قاعدة “مقر ثأر الله” (مركز قيادة القمع في طهران). وكان أيضاً قائداً لقوات الحرس للنظام الايراني في لبنان قبل العام 2002. منذ أوائل عام 2017، عاد علي زاهدي إلى إيران وهو نائب رئيس عمليات قوات الحرس.
العميد مصطفى ربيعي: في 2006، خلال حرب “حزب الله” مع إسرائيل، كان العميد مصطفى ربيعي مسؤولاً عن قوات الحرس اللبناني وخليفة قاسم سليماني في ذلك الوقت الذي قاد الحرب في لبنان. كان الحرسي أبطحي مسؤولاً أيضاً عن الشؤون الثقافية لفيلق القدس الذي كان في لبنان. وكان مصطفى ربيعي أحد أهم القادة المخضرمين في فيلق القدس تحت اسم مستعار “خاني”. بالاضافة إلى ذلك، كان عدد من كبار قادة قوات الحرس في لبنان في ذلك الوقت. مصطفى ربيعي حالياً هو قائد التفتيش في قوات الحرس للنظام الإيراني.
العميد محمد جعفر أسدي: كان قائد قوات الحرس اللبناني من عام 2003 حتى بضع سنوات لاحقة، تحت اسم مستعار “أحمد مدني”. بعد عودته من لبنان في 14 تموز 2008، تم تعيين جعفر أسدي قائداً للقوات البرية للحرس الثوري الإيراني.
توضح الأمثلة المذكورة أعلاه بوضوح أهمية وموقف التدخل في لبنان بالنسبة الى الحرس الثوري الايراني في ما يتعلق بالسبب وراء تعيين كبار قادة قوات الحرس في هذا المنصب. من ناحية أخرى، من الواضح أن فيلق القدس وقوات الحرس مجموعة واحدة، يتم نقل قادة قوات الحرس بينهما وفقاً لمهمتهم.
ويتابع التقرير في تحديد المراكز الاستراتيجية التي يستخدمها الحرس الثوري الايراني في لبنان وأبرزها:
1- سفارة النظام: وفقاً للمعلومات المتاحة، يقع المقر الرئيس لقوات الحرس للنظام في السفارة نفسها. خلال حرب تموز 2006، تم إنشاء مقر حرب قوات الحرس في السفارة. وخلال الحرب السورية تمركز 15 من قادة قوات الحرس داخل السفارة. أما الشخص المسؤول عن دعم فيلق القدس في لبنان فهو جلال حاتمي وهو مسؤول أيضاً في دمشق عن لوجيستيات الحرب السورية. يتم توفير دعم قوات الحرس في لبنان من مقر دعم قوات الحرس الايراني في سوريا من خلال العميد مسعود أمان اللهي.
2- مقر “حزب الله” في منطقة ضاحية بيروت: قوات الحرس للنظام الايراني موجودة في مقر “حزب الله” في منطقة الضاحية جنوب بيروت. وتقع سفارة النظام أيضاً في المنطقة نفسها.
3- مقر قوات الحرس في محافظة البقاع ومدينة بعلبك: محافظة البقاع، الواقعة في شرق لبنان والمتاخمة للحدود السورية، ذات أغلبية شيعية. المنطقة الأولى التي سيطرت عليها قوات الحرس في عام 1982. كانت مركزاً عسكرياً في تلك المنطقة لكنها أعطته لـ “حزب الله”. وكانت قوات الحرس قد أقامت ثكنة في منطقة الزبداني في سوريا، بالقرب من الحدود اللبنانية بحيث أرسلت قوات إلى لبنان. ومن المراكز التي يستخدمها النظام كمراكز داخل مدينة بعلبك هي مستشفى دار الحكمة الخاضع لسيطرة فيلق القدس التابع لقوات الحرس للنظام الايراني.
4- مراكز أخرى تابعة لقوات الحرس للنظام الايراني: لقوات الحرس مراكز أخرى في محافظات ومدن أخرى في جنوب لبنان، مثل مدينة النبطية وغيرها. المستشفى الايراني أو مستشفى راغب في النبطية وهو مركز جمعية الهلال الأحمر للنظام في لبنان. هذا المستشفى هو أيضاً تحت سيطرة فيلق القدس. وينقل قوات الحرس بعض شحناته تحت ستار الهلال الأحمر.
ويختم التقرير بالإضاءة على الأدوار التي يقوم بها “حزب الله” في بعض الدول العربية تنفيذاً لأوامر الحرس الثوري الايراني، نوجزها بالآتي:
يستخدم قوات الحرس “حزب الله” اللبناني لإدارة ميليشيات مرتزقة أخرى تابعة لقوات الحرس، فضلاً عن توفير التدريب العسكري والإرهابي. كما ذكر تقرير داخلي للنظام أن لبنان هو مركز توزيع الأسلحة المهربة في الشرق الأوسط. وقد أحال خامنئي جزءاً من خططه في الدول العربية على حسن نصر الله، وكلفه بمهمة التدخل في سوريا واليمن والبحرين.
كما نقل فيلق القدس جزءاً من قيادته للتدخل في اليمن إلى لبنان. وعلى غرار “حزب الله”، تم تشكيل مجموعات مماثلة في العديد من بلدان المنطقة، حتى تحت اسم “حزب الله”، مثل “حزب الله الأفغاني” و”حزب الله التركي”…
ويشير تقرير داخلي لقوات الحرس إلى أن حسن نصر الله يقف وراء اليمن بالكامل وأن جزءاً كبيراً من عمل الحوثيين يتم من لبنان، وأن حسن نصر الله يلتقي قادة ومسؤولين حوثيين في لبنان. علاقة حسن نصر الله بالحوثيين كانت تحت إشراف قاسم سليماني. ويذكر التقرير أن الحوثيين بايعوا خامنئي من خلال حسن نصر الله. وذهب أكثر من 100 مسؤول وقيادي حوثي إلى حسن نصر الله وتعهدوا بالولاء.
وقال حسن نصر الله: “بايعت خامنئي ومن خلالي بايع كل الحوثيين خامنئي”. في السنوات التي تلت ذلك، جاء مسؤولون حوثيون إلى خامنئي وتعهدوا بالولاء له، ويذكر التقرير نفسه أن صواريخ الحوثيين تطلق على المملكة العربية السعودية بناء على أوامر من إيران ويلعب “حزب الله” دور الوسيط.
ووفقاً لتقرير آخر صادر عن قوات الحرس، ذهب الحاج عبد الأمير عصر آوائي (آفائي)، الذي كان سابقاً قائداً لفيلق القدس في لبنان إلى اليمن في مهمة. كان نشطاً في اليمن لفترة من الوقت وطردته وزارة الاستخبارات اليمنية (قبل بدء الحرب في اليمن) بسبب أنشطته. ويعيش الحاج عبد الأمير عصر آوائي حالياً في قم.
“حزب الله” اللبناني بين سوريا والعراق
1- يتمركز عدد من قادة “حزب الله” اللبناني في مدينة نبل الشيعية، شمال غرب حلب. وباسم قوات الحرس، يتولون مسؤولية قوات الميليشيات السورية التابعة لقوات الحرس في مدينتي نبل والزهراء. قائد هذه المجموعة يدعى الحاج حمزة اللبناني. أسماء بعض قادة “حزب الله” الآخرين هي: أبو حيدر وعباس وأبو جعفر. وقد وظفت قوات الحرس بعض سكان هاتين المدينتين كقوات شبه عسكرية. وأرسلت قوات هاتين المدينتين إلى العمليات في دير الزور والبوكمال وحلب. رواتب هذه الميليشيات تدفعها قوات الحرس. (قبل استيلاء قوات الحرس على هاتين المدينتين، كان عدد الميليشيات التي تدفع لها قوات الحرس في هاتين المدينتين 3200 وحصل عليها النظام الايراني بمبلغ 400 ألف دولار من خلال “حزب الله” اللبناني).
2- وقد عهد لقوات الحرس بحماية دمشق ومقام السيدة زينب والطريق من دمشق إلى بيروت إلى “حزب الله” اللبناني.
3- وشاركت عدة وحدات من قوات “حزب الله” اللبناني في عملية البوكمال. كما شاركت قوات “حزب الله” في العملية في الغوطة الشرقية.
4- ضباط “حزب الله” اللبناني موجودون في مختلف مديريات قوات الحشد الشعبي العراقية، مثل مديرية التدريب ومديرية العمليات. ويزودهم مدربو “حزب الله” في ثكنات “وحدات الحشد الشعبي” بالتدريب العسكري. ومن بين التدريبات التي يقدمها هؤلاء المدربون التدريب الاستخباراتي والاستطلاعي. في الواقع، يعمل “حزب الله” كجزء من قوات الحرس، ولأن هؤلاء الناس يتحدثون العربية فإنه يجذب اهتماماً أقل. ولهذا السبب، يستخدمهم النظام بشكل متزايد كضباط في “قوات الحرس”.
5- وخضع بعض قوات لواء عاشوراء العراقي، بناء على أوامر من “عمار الحكيم” (قائد هذه المجموعة)، لدورة تدريبية لمدة ثلاثة أشهر مع “حزب الله” اللبناني قبل نحو ثلاث سنوات. كانت منطقة تدريبهم في جبال جنوب لبنان، التي احتلتها إسرائيل لفترة طويلة. وقام أبو منتظر الحسيني (عراقي محسوب على قوات الحرس) بتنسيق البرنامج مع “حزب الله” اللبناني. أبو منتظر الحسيني مقرب من أبي مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي.
6- في الأيام الأولى من تشكيلها، أرسلت كتائب حزب الله العراقية جزءاً من قواتها إلى “حزب الله” للخضوع لتدريب عسكري في لبنان. يلعب “حزب الله” دورا رئيساً بالنسبة الى قوات الحرس الثوري الإيراني بحيث يعمل كغطاء في كثير من الحالات.
7- وكان عدد من قادة لواء عاشوراء العراق، بينهم قائد الجماعة أبو أحمد وكاظم الجابري، قد توجهوا إلى لبنان في تشرين الثاني 2017 لتنسيق دورة تدريبية لقوات التنظيم، لكن تم تأجيل هذه الدورة بسبب بدء عملية البوكمال. وكان من المفترض أن تنقسم قوات الحزب إلى ثلاثة أجزاء وأن تتلقى دورة تدريبية عسكرية كاملة في لبنان.
في ختام التقرير الذي ينفرد “لبنان الكبير” بنشره كما حصل عليه من المصادر الايرانية المعارضة، تجدر الاشارة إلى أن ترجمته تمت بواسطة شخصية إيرانية تجيد اللغة العربية.
عاصم عبد الرحمن- لبنان الكبير