عن “أوزمبيك” وارتداداته… نهم وجوع

الإقبال على أدوية تنحيف مثل “أوزمبيك” يشهد إقبالاً كبيراً ولكن الأسئلة كثيرة حول ما يخلفه الدواء من اثر بعد التوقف عنه (غيتي)

لسان حال سوزي كوكس “يصبح القلق رفيقك الدائم”. تستخدم السيدة “ويغوفي” منذ ستة أشهر تقريباً وصباح الجمعة وقفت على الميزان ورأت رقماً يبدأ بالستين للمرة الأولى منذ خمس سنوات.

وتابعت بقولها “إنه أمر مشوق، لكنني سأتكلم بصراحة – عادة عندما أخسر وزناً وتصبح ثيابي واسعة عليَّ، أحملها بكل فخر واعتزاز كي أتبرع بها للجمعية الخيرية. لكن هذه المرة، وضبت كل شيء تحت السرير. لأنني أخشى أن أعود إلى قياس 16 أو 18 أو 20 فور توقفي عن تناول الدواء”.

كوكس من الأشخاص الذين تحسنت حياتهم بفضل “أوزمبيك” وغيره من عقاقير خسارة الوزن التي تقوم على “سيماغلوتيد” و”تيرزيباتيد” – وقد كتبت مقالة عن الموضوع نشرتها “اندبندنت” في يونيو (حزيران). لكن، مثل كثيرين ممن يتناولون هذا الدواء، تواجه كوكس الآن احتمالاً مقلقاً جداً، فيما تعد هذه الأدوية فعالة جداً عند تناولها بانتظام، يقول بعض المستخدمين إنه بعد تخفيف الجرعة تدريجاً أو إيقاف الدواء كلياً، يعود إليهم شعور الجوع “المفرط”، وقد اكتسبت أعداد كبيرة منهم شطراً راجحاً من الوزن الذي فقدته.

ويلجأ مستخدمو “أوزمبيك” حالياً إلى “تيك توك” و”ريديت” بحثاً عن الدعم بعد التوقف عن تناول الدواء للتعامل مع ما يمرون به من انعدام الشعور بالشبع. وكتبت المؤثرة والكوميدية كلوديا أوشري في منشور جديد لها “ماذا نأكل لكي نشبع؟ لا أستطيع الشعور بالشبع. تناولت للتو ستيك وزنه 340 غراماً وأشعر بجوع شديد، لذلك آكل الفشار. ما الذي يشعركم بالشبع؟”.

وكتب أحدهم في التعليقات الكثيرة المؤيدة لكلامها على المنشور “هذا ما حدث معي بالضبط بعد تناول عقار ‘مونجارو’. كنت أشعر بنهم لا يخبو! لا يمكن أن أجيبك، بل أن أدعو لك فقط”.

منذ الموافقة على استخدام “أوزمبيك” لغرض خسارة الوزن في هيئة الخدمات الصحية البريطانية في سبتمبر (أيلول) 2023، ظل الطلب عليه عالياً ولا يزال في ارتفاع. وفيما يستخدم في الأساس لعلاج السكري من النوع الثاني – وهو مرض أيضي مزمن يحدث عندما لا يستطيع الجسم أن يستخدم الإنسولين بصورة مناسبة – فإن فوائده من حيث خسارة الوزن هي التي رسخت شعبيته.

وانتشر استخدام هذا العقار الذي بات متاحاً للشراء من الصيدليات الرئيسة بسعر يراوح ما بين 149 و297 جنيهاً استرلينياً شهرياً حسب الجرعة، بصورة كبيرة جداً لدرجة أن البعض بات يستخدمه لأسباب تتعلق بالحياة اليومية، لكي “ينقص مقاس الثياب” مقاساً واحداً قبل حدث كبير أو عطلة.

أسرت إليَّ إحدى معارفي إنه خلال حفلة عيد ميلاد صديقتها الـ50، كان عدد كبير من الحضور من مستخدمي العقار وقد اضطروا بالتالي إلى التخلص من الكمية الأكبر من الطعام. كما أصبحت محاولة تكهن أي من المشاهير والمؤثرين لديه وجه يشبه وجه مستخدمي “أوزمبيك” تسلية شعبية نوعاً ما.

خلال أول 10 أشهر تقريباً من تناول “أوزمبيك”، يمكن للمستخدمين أن يخسروا ما معدله بين 13 و15 باونداً (أي بين 6 و7 كيلو تقريباً) وفقاً للدراسات السريرية. وفيما يعتمد هذا الرقم على الوزن عند بداية العلاج وعوامل أخرى متعلقة بأسلوب الحياة والجرعات، قد يؤدي العقار عادة إلى خسارة ما بين 10 و15 في المئة من وزن الجسم خلال العام الأول من استخدام “أوزمبيك”.

اندبندنت

مقالات ذات صلة