غياب الأعلام الخضراء عن الطرقات: ذكرى الصدر بلا مهرجان وجولة أفق متلفزة لبري

غابت الأعلام الخضراء المزروعة على جوانب الطرق هذه السنة كما كانت تزينها عادة كل عام في شهر آب، واقتصرت على بعضها داخل الأحياء، كما سيغيب المهرجان السنوي في ذكرى تغييب مؤسس حركة “أمل” الامام السيد موسى الصدر، اليوم في 31 آب، والذي يعتبر أهم مناسبة للحركة التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي العادة يقوم بري، الذي نادراً ما يلقي خطابات أو يجري مقابلات، بجردة حساب عن العام كله، ويضع تصوراً للمرحلة المقبلة، بنقاط يعددها في كل الملفات، من السياسة الى الاقتصاد إلى التطورات الاقليمية. وتطل الذكرى هذه السنة في ظل حرب ضروس تدور في جنوب لبنان “اسناداً” لغزة التي تعيش حرب ابادة.

وبدلاً من الخطاب الجماهيري، سيلقي بري خطاباً متلفزاً، نظراً الى الأوضاع الراهنة، يجري فيه جولة أفق من غزة الى اليمن فالعراق ولبنان، وجنوبه المقاوم، وسيطلق مواقف في هذا الاطار، وتحديداً سيدعو دول العالم الى وقف المذبحة، ويشدد على موقف لبنان الثابت الداعم لغزة والقضية الفلسطينية.

وأشارت مصادر قريبة من عين التينة لموقع “لبنان الكبير” إلى أن مجمل خطاب الرئيس بري سيكون عن الوضع في المنطقة وجنوب لبنان، وقد لا يكون هناك وقت للتطرق الى الملف الرئاسي الباقي على جموده، وربما يمر عليه مرور الكرام لجهة التذكير بالموقف المتبني لمبدأ الحوار. وبالتأكيد سيتطرق بري إلى تنفيذ القرار 1701، وتطبيق الطائف، كما في كل عام.

وبدل الاحتفال المركزي ستكون هناك تجمعات في المناطق، التي تزينت بصور الشهداء الحركيين الذي ارتقوا خلال المواجهة مع العدو الاسرائيلي في الجنوب، وحتى الأناشيد التي كانت تطلق تزامناً مع الذكرى، ركزت هذه السنة على المقاومة والجهاد وشهداء الحركة، التي اختارت عنواناً لشعار السنة “دفاعاً عن لبنان والجنوب”، ما يظهر اهتمامها بالشق المقاوم فيها الذي ظن كثيرون أنه انتهى.

يذكر أن أهم خطاب لبري في ذكرى 31 آب كان منذ 5 سنوات، حين أعلن عن عودة حركة “أمل” إلى الاستعداد للمواجهة العسكرية مع العدو الصهيوني، داعياً أفواج المقاومة اللبنانية “أمل” الى “البقاء على أهبة الجهوزية والاستعداد لإفهام العدو بأن أرض لبنان كل شبر منها مقاوم”.

وتكتسب خطابات بري في الذكرى السنوية أهمية لدى الأوساط السياسية والشعبية، التي يكون بعضها حاضراً في المهرجان، بحيث تنتظر الرسائل السياسية التي يطلقها في عدة اتجاهات، إلا أن المناسبة هذه السنة تتزامن مع الحرب القائمة، والتي ستلقي بالتأكيد ظلالها على الخطاب، الذي يرجح أن يتحدث بري فيه عن المفاوضات التي خاضها مع الدول الكبرى حول الحرب وطريقة وقفها.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة