حادث حمانا طُوي: “خلاف فردي وشخصي ولا خلفيّات سياسيّة أو طائفيّة له”

ترك الإشكال الذي شهدته بلدة حمانا، ذيولاً وأصداءً سلبية على مناخ البلدة، حيث أن معالجته التي اكتملت على المستويين السياسي والأمني، قد نجحت في طي الصفحة، خصوصاً بعد تدخل فاعليات الجبل الحزبية والسياسية والروحية، ووفق النائب والوزير السابق، وإبن بلدة حمانا عبدالله فرحات، فإن الإطار الحقيقي للحادث الذي وقع في حمانا هو أنه “فردي وشخصي، ولا علاقة له لا بالسياسة ولا بالمذهبية ولا بالطائفية، ولكن للأسف أن الأضرار التي نتجت عنه، إن كانت جسدية بالنسبة لضحايا هذا الشجار والإعتداء، أو بالنسبة للتداعيات النفسية على أهالي بلدة حمانا والمنطقة ككل، أو للسياح والزوار”.

وهل يمكن اعتبار أن حادثة حمانا قد انتهت ولا ذيول مستقبلية لها، يؤكد فرحات في حديثٍ لـ “الديار”، أنها “انتهت وإن كان من الصعب تخطّي الذيول النفسية، ولكن كل ما يمكن القيام به للمعالجة قد أتممناه على المستويين القضائي والأمني، بالإضافة إلى المستويات الإنسانية”.

وما إذا تم توقيف المسؤولين عن حصول هذا الإشكال، يقول فرحات، إنهم “ما زالوا متوارين، لكن الأجهزة الأمنية تلاحقهم وستعمد إلى توقيفهم في أقرب فرصة ممكنة، ويبقى الأبرز، هو أن القيادات السياسية من كل الأطراف قد رفعت الغطاء عن المرتكبين والمعتدين، وهذا أمر في غاية الإيجابية وجيد، وبشكل خاص قيادة الحزب التقدمي الإشتراكي في المنطقة وعلى رأسهم النائب هادي أبو الحسن، بحيث عملنا سوية على تطويق ذيول هذا الحادث”.

وأمل النائب السابق فرحات، “أن تستمر المعالجة عبر مسارين، الأول توقيف كل المسبّبين والمشاركين في هذا الإعتداء، اما المسار الثاني فهو باتجاه رجال الدين المسيحيين والموحدين الدروز، الذين تقع عليهم مسؤولية العمل على توعية الجيل الجديد، وأهمية التعايش المشترك في الجبل الذي يضم جناحين درزي ومسيحي، وهذا هو تاريخ الجبل، لأن كل الفترات المزدهرة إقتصادياً في المنطقة قد حصلت عندما كان هذا التعايش مصاناً ومحترماً، وكان أهل الجبل يعيشون بمحبة وتآخي، لأن أي توتر في العلاقة كان ينعكس سلباً في كل المراحل السابقة على الوضع الإقتصادي بالدرجة الأولى، وعلى الواقع السياحي في الجبل، الذي يستند إلى حركة سياحية من مناطق أخرى باتجاه البلدات والقرى فيه، وبالتالي، فإن أي إشكال سينعكس بشكل سلبي وكبير على صورة وازدهار الجبل”.

ويشدّد فرحات، على أن “مصالح أهل الجبل الإقتصادية والمالية والإجتماعية والسياحية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتعايش أهله، ولذلك يجب العمل من أجل أن يدرك جيل الشباب الذي لم يختبر تجارب الحرب السابقة، بأن مستقبله ومصلحته بالتعاون مع الآخر، وبعدم ترك العنان للطائفية وللحساسيات الطائفية والتجاذبات السياسية، لأن العيش المشترك وحده يسمح ببناء مستقبل أهل الجبل، لا سيما في ظل الأزمة الإقتصادية الكبيرة التي تستوجب تضافر كل الجهود للوصول إلى الخروج منها وفتح صفحة جديدة، خصوصاً على ما تبقى من قطاع سياحي في البلد، لأن السياحة لا تزدهر في أجزاء متشنجة، ذلك أن المشكلة التي حصلت وكأن أحداً أراد الإنتحار”.

وختم فرحات شاكراً الجيش وقائده العماد جوزيف عون “على التجاوب السريع في معالجة الموضوع بالطريقة المناسبة، وبوضع نقطة عسكرية متحرّكة في حمانا، ونشكر أيضاً كل الأجهزة الأمنية التي تعاونت معنا لدرء التداعيات المحتملة التي قد تنتج عن هذا الحادث، خصوصاً وأن الذين أصيبوا في الحادث تعرّضوا لأضرار بالغة، حتى أن أحدهم ما زال في العناية الفائقة وقد يجرى له عملية كبرى”.

الديار

مقالات ذات صلة