كنعان يستقيل من “التيار”: نحو كتلة نيابية تتحدى باسيل… والصراع على الثنائي الشيعي!

أكد باسيل للقياديين في المتن أن أمام النائب إبراهيم كنعان فرصة أخيرة للانضباط في الحزب

عوضاً عن الانكباب على العمل السياسي لمحاولة إنقاذ البلد من أزمته الحالية، ما زال النواب المفصولين أو المستقيلين من “التيار الوطني الحر” (ومن سيتبعهم لاحقاً من نواب وقياديين ومحازبين)، والقيادة الرسمية لـ”التيار” يخوضون صراعات جانبية، لا تعني المواطن في يومياته. المواطن وهمومه في مكان وصراعاتهم في مكان آخر، كما يقول أحد الوزراء السابقين في التيار، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أو زج اسمه في صراعات لا فائدة منها في الوقت الحالي للبنان.

كتلة نيابية من مستقلين
إلى حد الساعة لم يبرز في ساحة التيار بعد الطرد والفصل، على جانبي الصراع، إلا المناكفات والتسريبات لتشويه سمعة الطرف الآخر. الجديد هو استقالة النائب ابراهيم كنعان، الذي أعلن أنه استنفذ الخيارات في لمّ الشمل. وقد انقضى أكثر من أسبوع على مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه مبادرة لمّ الشمل ولم تستجب القيادة. وتفيد مصادر “المدن” بالتيار، أن النائب جبران باسيل عقد اجتماعاً لقيادة المتن مساء أمس، وأبلغهم إيصال رسالة واضحة لكنعان، أن “عليه الانضباط في الحزب. فهو ما زال لديه فرصة أخيرة لإبداء حسن النية، والتوقف عن التغريد خارج السرب.. غير ذلك سيتم فصله من الحزب”. ودغدغ مشاعر القياديين المقربين من كنعان وباقي النواب المفصولين، بالقول إن هناك مرحلة جديدة ونريد الجميع في “التيار”، بمن فيهم كنعان. لكن الأخير فضل الاستقالة.

غير المناكفات، هناك صراع التسريبات. ثمة محاولة من النواب الذين أُبعدوا من التيار لتأسيس كتلة نيابية. وفي حال نجحت الخطوة تكون الأولى خارج إطار المناكفات والتسريبات المتناقضة. وقد يستفيد منها اللبنانيون، لأن هدفها تغيير موازين القوى في المجلس النيابي للوصول إلى انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة جديدة، كما تلفت مصادر مطلعة لـ”المدن”. غير ذلك تبقى كل الصرعات الحالية في إطار تهشيم الآخر والذات في الوقت عينه.

وتكشف المصادر أن هناك أحاديث عن ذهاب النواب الأربعة نحو تشكيل كتلة نيابية تضم بين 8 وعشرة نواب مستقلين، بعضهم من مناطق كسروان وزحلة. فتشارك هذه الكتلة في انتخاب رئيس الجمهورية عندما تحين الظروف، وتساهم في إنجاح العهد، وتستفيد سياسياً في الانتخابات النيابية المقبلة.

في المقابل، لا ينفي أو يؤكد أحد هؤلاء النواب لـ”المدن” وجود مثل هذه المساعي. ويكتفي بعضهم بالقول إن البلد في أزمة عميقة وأي محاولة لإنقاذه مرحب بها. قد تنجح مثل هذه المحاولات أو تفشل، لكن المهم هو السعي للنجاح، ومواجهة محاولات الاغتيال السياسي الذي يتعرضون له.

صراعات ومضايقات
في الأثناء، تتواصل الصراعات تحت مسمى “التسريبات” بين الطرفين. وجرت محاولة إدانة النائب آلان عون من خلال تسريب تصريح له في اجتماع عقد في مكتب قضاء بعبدا، قبل فصله من التيار، بأنه يهرول للتحالف مع الثنائي الشيعي. فقد أكد عون لأحد الحاضرين، ورداً على سؤال عن خطوته المقبلة في حال فصل من التيار، بعد رفع الجنرال عون توصية فصله، أنه تبلغ رسمياً من حزب الله وحركة أمل أنه سيكون معهم على اللائحة في الانتخابات النيابية، وأنه هو من ينتقي المرشحين المسيحيين المتبقين على اللائحة.

الصراع على الثنائي الشيعي
وتعلق مصادر مواكبة للحراك السياسي الذي يقوم به النواب المغضوب عليهم من باسيل، بأن قيادة التيار تحاول إدانة آلان عون بأمر تسعى إليه قيادة التيار منذ أشهر عدّة. فقد كلف باسيل النائب غسان عطالله بملف التقارب مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي. وتكللت المحاولات بنجاحه في عقد تحالف في انتخابات نقابة المهندسين بين حركة أمل والتيار. ثم كانت زيارة باسيل إلى جزين في دارة مرشح برّي النائب السابق إبراهيم عازار، تأكيداً على التحالف بين “أمل” و”التيار” في الانتخابات المقبلة.
وتضيف المصادر، أن طرفي الصراع يتسابقان على من يكون حليف الثنائي الشيعي في الانتخابات النيابية المقبلة. وبالتالي، لا تستطيع القيادة إدانة الطرف المناهض بما تسعى إليه منذ أشهر. والمسألة لا تقتصر عند القيادة على تسليم عطالله ملف التصالح مع برّي، بل إن أحد مستشاري باسيل قال إن لا خيار أمام “التيار” إلا التحالف مع الثنائي الشيعي. فالتيار حاجة ضرورية للثنائي كحليف في الشارع المسيحي، والثنائي حاجة ضرورية لـ”التيار” لعدم خسارة ثمانية نواب في الانتخابات المقبلة.

ووفق المصادر، المعارضون للقيادة يعتقدون أن حزب الله لن يضع كل بيضه في سلة باسيل. والرهان هو أن الثنائي الشيعي يفضّل نجاح نواب مسيحيين مستقلين لا يكنّون العداء له، على منح باسيل كتلة نيابية متراصة، لا تقف إلى جانبه في المحطات الأساسية. وفي المحصلة، الطرفان يتصارعان على الأكل من الصحن عينه، ولا يمكن لأي طرف تعييب الآخر في هذا الشأن.

وليد حسين- المدن

مقالات ذات صلة