«الشَيب» يختفي من الملاعب: العقول الجديدة تحتل الساحة

كرة القدم نحو أفكارٍ جديدة مع كوكبة من المدربين الشبان الذين يقودون المرحلة الانتقالية، حيث يختفي الشيب تدريجياً من الملاعب الخضراء مع إفساح عدد من المخضرمين المجال أمام الوافدين الشبان من نجومٍ سابقين وشبان طامحين، لاستلام زمام المبادرة على رأس الإدارة الفنية لعدد من الأندية الأوروبية…

كارلو أنشيلوتي لن يبقى إلى الأبد، وجوسيب غوارديولا لن يتجذّر في الملاعب إلى ما لا نهاية. وكذا عدد من المدربين الذين اقتحموا الساحة العالمية وتحوّلوا إلى نجومٍ فيها في سنٍّ صغيرة، لكن موسم 2024-2025 ومع انطلاقه أخيراً يكشف عن مشهدٍ مشترك في عدد من البطولات حيث بدأ المدربون الشبان يشقون طريقهم إلى رأس الإدارات الفنية، وذلك في مرحلة انتقالية طبيعية شهدها عالم كرة القدم أكثر من مرّة.بالتأكيد طبع أنشيلوتي وغوارديولا وجوزيه مورينيو وغيرهم الكثيرون حقبةً كاملة بطابعهم الخاص، وهم الذين انغمسوا في التدريب قبل بلوغهم العقد الرابع من العمر، فأغنوا اللعبة الشعبية بأفكارٍ عصرية، وباتوا المثال الذي يحتذى به بالنسبة إلى الكثير من المدربين الطامحين للارتقاء إلى أعلى درجات النجومية.

ولا ضرورة هنا لذكر عدد الإنجازات التي حققها هؤلاء الثلاثة، والأمر عينه ينطبق على الكثير من المدربين الذين وصلوا إلى منصات التتويج في سنٍّ صغيرة، وهو ما تطمح إليه مجموعة من المدربين الشبان الذين وصلوا لتدريب أنديةٍ ذائعة الصيت في البطولات الوطنية الكبرى.

الأصغر في إنكلترا
في إنكلترا، وضع أرسنال مثلاً ثقته منذ 5 أعوام بالإسباني ميكيل أرتيتا (42 عاماً) الذي لم يتمكن طبعاً من قيادة الفريق الذي استلمه وهو في الـ 37 من العمر، إلى لقب الدوري، لكن إدارة «المدفعجية» لا تزال تجد فيه الرجل المناسب لإنهاء عملية إعادة البناء للفريق بأفضل صورة ممكنة، فهو في نهاية المطاف تلميذ مواطنه غوارديولا، إذ إن مسيرته التدريبية انطلقت عملياً عبر شغله منصب المدرب المساعد لـ «بيب» في مانشستر سيتي عام 2016.

لكن هناك في بلاد الإنكليز سرق اسمٌ واحد الأضواء حتى قبل أن يبدأ الموسم الجديد وهو الألماني فابيان هورتسلر الذي يشرف على برايتون.

هورتسلر أصبح بسن الـ 31 أصغر مدرب في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز الذي وصل إليه قادماً من ألمانيا بعدما تمكن من ترك بصمةٍ لافتة بقيادته سانت باولي للعودة إلى دوري الدرجة الأولى، فشبّهه كثيرون بمدرب منتخب ألمانيا حالياً يوليان ناغلسمان (37 عاماً) الذي أطلق مسيرته التدريبية من بوابة هوفنهايم قبل أن يصل إلى العقد الثالث من العمر.

أشارت الإحصاءات إلى أن الطلب على المدربين الشبان ارتفع بالنظر إلى ارتفاع نسبة نجاحاتهم

بطبيعة الحال، تعاقد برايتون مع هورتسلر يعكس حقيقة الإحصاءات التي أشارت أخيراً إلى أن المدربين الشبان هم الأكثر طلباً والأكثر نجاحاً، وبشكلٍ فاق ما عهدناه سابقاً في عالم الكرة. ولهذا أبقى إيبسويتش تاون على الإيرلندي الشمالي كيران ماكينا (38 عاماً) الذي أعاده إلى الدوري الممتاز، ورأى ساوثمبتون في الإسكوتلندي راسل مارتن (38 عاماً) الرجل المناسب، وذلك في وقتٍ يعجّ فيه «البريميير ليغ» بالمدربين الذين لا يزالون في بدايات العقد الرابع من العمر وعلى رأسهم الهولندي أرنه سلوت (45 عاماً) الذي وصل لتدريب ليفربول وقيل بعد المباراة الرسمية الأولى له إنه طبّق أسلوباً جديداً فريداً من نوعه لم يعهده الفريق من قبل.

مفاجآت في ألمانيا وإيطاليا
وبين ألمانيا وإيطاليا ارتفعت فرص منح المدربين الشبان مهمات تدريب الفرق، فصدم بايرن ميونيخ العريق الكثيرين عندما أوعز بالمهمة التدريبية إلى البلجيكي فنسان كومباني (38 عاماً) رغم أن الأخير هبط مع بيرنلي إلى الدرجة الأولى الإنكليزية في نهاية الموسم الماضي.

بايرن أراد مدرباً يخلق انضباطاً في الفريق على صورة ما فعله الإسباني شابي ألونسو (42 عاماً) الذي يعدّ اليوم أشهر المدربين الشبان في العالم بعدما قاد باير ليفركوزن إلى لقب «البوندسليغا» من دون أن يتلقى أي هزيمة.

وما لا شك فيه أن ما فعله ألونسو شجّع بايرن وأيضاً بوروسيا دورتموند على الذهاب نحو خيارٍ شاب في منصب المدرب، فبعد رحيل إيدين ترزيتش (41 عاماً)، قام وصيف بطل أوروبا بتعيين مدربٍ أصغر منه سناً حتى، وهو لاعبه السابق التركي نوري شاهين (35 عاماً) الذي لم يشرف سوى على إنطاليا سبور قبل استلامه المنصب الأهم.

أما في الـ «سيري أ»، فقد كانت المفاجأة في يوفنتوس الذي ذهب غالباً نحو الاعتماد على العقول المخضرمة فاختار هذه المرّة تياغو موتا (41 عاماً) للإشراف عليه بعد موسمٍ رائع قدّمه مع بولونيا أظهر فيه أفكاراً خلّاقة، فشقّ طريقه عبرها إلى المستوى الأعلى، تماماً كما هو حال الإسباني سيسك فابريغاس (37 عاماً) الذي اعتزل اللعب قبل عامٍ فقط بألوان فريق كومو الإيطالي، لكنه أصبح الآن مديره الفني بعدما أسهم في الموسم الماضي بصعوده إلى دوري الأضواء.

وتكثر الأسماء هنا وهناك لمدربين يمكن أن يحدثوا ثورةً تدريبية جديدة، وعلى رأسهم البرتغالي روبن أموريم (39 عاماً) الذي يشرف على سبورتينغ لشبونة، والإيطالي فرانشيسكو فاريولي (35 عاماً) مدرب أياكس أمستردام الهولندي، والبلجيكي ويل ستيل (31 عاماً) الذي يمكن وضعه ضمن نادي المدربين الشبان العشرة الأبرز في العالم بعدما قدّم أفكاراً تكتيكية مدهشة في الدوري الفرنسي مع ريمس قبل انتقاله حديثاً إلى لنس.

****************

وفاة المدرب الألماني السابق كريستوف داوم

توفي المدرب الألماني السابق كريستوف داوم عن عمرٍ يناهز 70 عاماً بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض، كما أعلنت رابطة الدوري الألماني لكرة القدم اليوم الأحد. وأوضحت الرابطة في بيانٍ صحافي نشرته على موقعها الرسمي : «كرة القدم الألمانية في حالة حداد بعد وفاة كريستوف داوم، المدرب السابق عن عمر يناهز الـ 70 عاماً بعد صراع طويل مع السرطان». وقال برند نويندورف، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم «كان لكريستوف داوم تأثير كبير على كرة القدم الألمانية، لقد كان رائداً في كرة القدم الحديثة». وكان داوم كشف في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، أنه يعاني من سرطان الرئة، قائلاً إنه يريد إضفاء الشجاعة لمرضى السرطان في معركته.

وأعلن خلال عرض فيلم وثائقي بثته قناة «سكاي» الألمانية عام 2023 بمناسبة عيد ميلاده السبعين «أحاول أن أعيش وألا أدع السرطان يهيمن». وأضاف «لا يسعني إلا أن أناشد الجميع: اخضعوا للفحص!».

الاخبار

مقالات ذات صلة