“أصّم أطرب العالم”.. من هو عبقري الموسيقى بيتهوفن؟

أصم لم يسمع أعظم ألحانه.. شخصية موسيقيّة عبقريّة.. أظهرت مؤلفاته إبداعا استثنائيا شكّل منعطفا تاريخيّا في فن التأليف.. استطاع نقل فلسفة الحياة من خلال الموسيقى.. أعماله تجسد الصحوة العظيمة للشعوب والبطولة والدراما في عصر الثورات والخلاص.. من هو لودفيج فان بيتهوفن أحد أهم الموسيقيين العالميين على مر التاريخ؟

وُلد بيتهوفن في بلدة صغيرة على نهر الراين تسمّى بون في مدينة كولونيا الألمانية في 17 ديسمبر عام 1770 ورحل عام 1827 مسطرا مسيرة خالدة من الابداع حتى يومنا هذا.

سمّي بيتهوفن على اسم جدّه أما والده فهو فكان رئيس أساقفة في الكنيسة، وعمل كعازف في المحكمة في سن الحادية عشرة، ثمّ نشر أول مؤلَّفٍ له في سن الثانية عشرة، وهو عبارة عن تنويعات موسيقيّةٍ لأحد الألحان التي ألّفها الموسيقي الألماني ديسلر، وفي سن الثالثة عشرة تمّ تعيينه كعازف موسيقي ثان في المحكمة، ممّا أتاح له اتباع خطى جده كموسيقي في المحكمة، وفي عمر السابعة عشرة ذهب إلى فيينا لفترة قصيرة وعزف للموسيقي النمساوي موزارت ممّا جعل توقعات بيتهوفن للمستقبل مشرقة.

تلقّى بيتهوفن تعليماً اعتياديّاً وتعلّم الموسيقى في المنزل بمساعدة والده ولم تكن طريقة حياته تتميز بالانتظام فقد كان يوصف بعناده في كثيرٍ من الأوقات وكان طفلاً نابضاً بالحيويّة، وكان يكره الجلوس دون حركة لِذا كان والده يدفعه ويجبره على العزف على البيانو.

انتقل بعدها إلى فيينا وأمضى فيها بقيّة حياته وعمله ملحن لكسب عيشه دون الحاجة للعمل لدى الكنيسة أو أحد أفراد طبقة النبلاء وكان يُعرف في بداية مسيرته باسم عازف البيانو وأثناء وجوده في فيينا استطاع أن يكسب الرُعاة من طبقة النبلاء من أجل دعمه من خلال دفع تكاليف مؤلفاته ومع زيادة الدعم الموجّه له أصبح أكثر جرأة مع الموسيقى التي كان يؤلفها.

يُعدُّ بيتهوفن أحد الشخصيّات الانتقاليّة بين العصرين الكلاسيكي والرومنسي للموسيقى وله العديد من الابتكارات والإنجازات الموسيقيّة منها توسيع الأوركسترا وإدراج فرقة في سمفونيّة بشكلٍ ملائمٍ بالرغم من أنّه ليس الوحيد الذي حاول إدراج فرقة ضمن سمفونيّة وربط الحركات معاً ويُعد من أوائل الموسيقيين الذين فعلوا ذلك وتوسيع الطول الموسيقي للسمفونيّة وتطوير السمفونيّة ونشرها وإضافة مادة جديدة في المقطع الختامي للموسيقى.

رغم حياته الشخصية البائسة حيث عاش وحيدا وأصيب بالصمم في أواخر أيامه إلا أنه تمكّن من إنجاز أعماله الموسيقية المتنوعة وهي 32 نوتة بيانو و16 لحنا لرباعيات وترية، و9 سيمفونيات، وأوبرا فيديليو، ليصبح أحد أهم المؤلفين الموسيقيين في كل العصور.

يعتبر بيتهوفن أحد أشهر مشاهير مؤلفي الموسيقى الكلاسيكية عبر التاريخ وما تزال ألحان سيمفونياته تعزف في شتى أرجاء العالم، ويقام سنويا في مدينة بون موطن الموسيقار الشهير، مهرجانا يعرف بـ”مهرجان بيتوفن”.

أما عن قدرته على تأليف الألحان وهو أصم فقد كان يتبع أسلوباً خاصاً عبر تحسس اهتزازات البيانو عن طريق ساقية والجلوس على الأرض أحياناً ليشعر بالموسيقى وتعويض السمع بالإحساس.

erem news

مقالات ذات صلة