إجراءات السفارات وشركات الطيران و«هاجس الحرب»: مخاوف من سيناريوهات ما بعد الرد!
يعيش اللبنانيون هاجس الحرب يومياً، مع ازدياد المخاوف من سيناريوهات ما بعد الرد المتوقع لـ«حزب الله» على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر الثلاثاء الماضي. وتزيد إجراءات السفارات وشركات الطيران العالمية من هذه الهواجس. ورفعت السفارات في بيروت من حدة تحذيراتها لمواطنيها لمغادرة لبنان. وحثّت السفارة الأميركية في بيروت، السبت، المواطنين الأميركيين الراغبين في مغادرة لبنان «على حجز أي تذكرة متاحة لهم»، حيث أوقفت أو ألغت شركات طيران كثيرة رحلاتها إلى البلاد وسط تصاعد التوترات الإقليمية. وقالت السفارة في رسالة وجهتها لمواطنيها، إن «الذين يفتقرون إلى الأموال للعودة إلى الولايات المتحدة، يمكنهم الاتصال بالسفارة للحصول على مساعدة مالية من خلال قروض العودة إلى الوطن». وأضافت أن «من اختاروا عدم مغادرة لبنان يجب أن يجهزوا خططاً طارئة لحالات الطوارئ، والاستعداد للاحتماء في أماكنهم لفترة طويلة من الوقت».
وأشارت السفارة إلى أن المواطنين الأميركيين «لا يجب أن يعتمدوا على الحكومة الأميركية للمساعدة في المغادرة أو الإخلاء في حالة الأزمات». وفي حالة الإخلاء، «قد لا يتمكن المواطنون من المغادرة مع عائلاتهم الأكبر، ولا يمكنهم اصطحاب حيواناتهم الأليفة، ويتوقع أن يسددوا للحكومة الأميركية مقابل نقلهم إلى مكان آمن».
السويد تغلق سفارتها
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية السويدية إغلاق سفارتها في العاصمة اللبنانية بيروت، ونقل الخدمات القنصلية إلى سفارة السويد لدى قبرص ابتداءً من شهر أغسطس (آب) الحالي. وقال وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، إن «هذا القرار بسبب تدهور الأوضاع في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وتطور الأحداث الخطيرة، ولذلك قررنا غلق سفارتنا لدى لبنان لحماية وسلامة الموظفين في السفارة».
«الكويتية» تعلّق رحلاتها في هذا الوقت، وتواصل إلغاء وتعليق الرحلات الجوية من وإلى بيروت
وأعلنت الخطوط الجوية الكويتية تعليق رحلاتها من بيروت وإليها، بدءاً من الاثنين المقبل إلى أجل غير مسمّى، وسط ازدياد المخاوف من اتساع النزاع بين إسرائيل و«حزب الله». وذكرت الشركة الكويتية، في بيان، أنها «ستشغّل آخر رحلاتها من بيروت إلى الكويت في يوم الأحد 4 أغسطس، وذلك للمسافرين الراغبين بالعودة»، من دون تحديد مدة التعليق. كذلك، قررت شركتا «إير فرنس» و«ترنسافيا فرنس» تمديد تعليق رحلاتهما إلى بيروت حتى 6 أغسطس على الأقل «بسبب الوضع الأمني»، وفق ما أعلنت الشركة الأم «إير فرنس – كا إل إم» السبت. وعلقت الشركتان خدماتهما إلى العاصمة اللبنانية منذ 29 يوليو (تموز)، وسط مخاوف من تصعيد عسكري بين إسرائيل و«حزب الله». وقال ناطق باسم «إير فرنس» لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن الرحلات مع تل أبيب «مستمرة بصورة طبيعية». وأضاف أن «أي استئناف للخدمات سيخضع لتقييم على أرض الواقع»، مشيراً إلى أن الركاب الذين لديهم حجوزات يمكنهم إعادة التذاكر من دون أي تكلفة إضافية.
تطبيق الـ«1701»
وتلقى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني عبد الله بوحبيب، اتصالاً هاتفياً من نظيره الدانماركي، لارس لوك راسموسن، معزياً الوزير بوحبيب والشعب اللبناني بالضحايا والمصابين الذين سقطوا جراء الضربة الإسرائيلية التي طالت بيروت مساء الثلاثاء الماضي. وعبر الوزير راسموسن عن موقف بلاده الداعم لموقف الحكومة اللبنانية ولسيادة لبنان ووحدة أراضيه، مشدداً على ضرورة احترام الشرعية الدولية لصالح الدول كافة والصغيرة تحديداً، لصون السلم والأمن الدوليين. وشكر الوزير بوحبيب نظيره الدانماركي لدعمه، وأكد مجدداً ضرورة التطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن 1701، مشيراً إلى أن تطبيق القرارات الأممية كافة في المنطقة من شأنه أن ينهي دوامة الحروب الدورية ويبني لسلام دائم، موضحاً أن الخيارات العسكرية سوف تؤدي إلى تفاقم جذري للصراع.
الشرق الاوسط