بين مراكز التجميل ورسم “التاتو”… إصابات “الايدز” تتزايد: تسجيل 3000 إصابة جديدة خلال العام 2023

استيقظ العالم في 5 حزيران من العام 1981 على كابوس أثار رعب ملايين البشر بعد الاعلان عن ظهور أولى الاصابات بمرض “نقص المناعة المكتسبة”، الذي أُطلق عليه في العام 1982 “الإيدز”. وفي العام 1983، اكتُشف سببه وهو فيروس نقص المناعة البشرية. ومنذ بداية تفشّيه، أصيب به ما يُقارب 84.2 مليون شخص، وتوفي قرابة 38.4 مليوناً بأمراض مرتبطة بالإيدز.

وتقول منظمة الصحة العالمية عن الإيدز إنه عدوى تهاجم جهاز المناعة في الجسم، وتستهدف خلايا الدم البيضاء، ما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، والإصابة بأمراض خطيرة مثل السل والالتهابات والسرطان، مشيرة الى أن الفيروس ينتقل بسهولة في الأشهر الأولى اللاحقة للإصابة، لكن كثيراً من المرضى لا يعرفون إصابتهم إلا في مراحل متأخرة، وأحياناً لا يعرفون لأن أعراض الإصابة بالمرض الخطير تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الحمى، الصداع، الطفح الجلدي، التهاب الحلق، تورم الغدد الليمفاوية، فقدان الوزن، الإسهال والسعال.

وبعدما كان لبنان يحتل أدنى مراتب الاصابة بهذا المرض القاتل، تحدثت تقارير إعلامية عن ازدياد مقلق لمرض نقص المناعة البشرية فيه وتسجيل 3000 إصابة جديدة خلال العام 2023، وذلك بسبب الاستهتار بالميادين الصحية والانتشار العشوائي لمراكز رسم الوشم “التاتو” في الأحياء الشعبية والفقيرة بلا حسيب ولا رقيب، وبات الرسامون يروجون لأنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل غياب المساءلة.

مصدر خاص من وزارة الصحة نفى عبر “لبنان الكبير” الأرقام التي يتم تداولها لارتفاع عدد المصابين بمرض الايدز، معتبراً أنها مبالغ فيها كثيراً ولم تتجاوز الـ 261 إصابة عام 2023. وأوضح أن هذا لا ينفي تزايد الاصابات كل عام ويجب التوعية ومكافحة المصادر التي تتسبب في هذه الزيادات بصورة فورية.

أما رئيس جمعية “جاد” جوزيف حواط فأكد ارتفاع أعداد الاصابات بمرضى الايدز بصورة مقلقة، وشرح عبر “لبنان الكبير” الأسباب المباشرة لهذا التزايد في ظل التفلت الشامل في كل الميادين سواء في مراكز التجميل ورسم الوشم، وعدم الالتزام بمعايير النظافة والسلامة بما في ذلك استخدام الحقن نفسها لأكثر من شخص، وتعاطي المخدرات بواسطة الاستعمال المشترك للحقن، لا سيما عند مدمني الهيرويين ما يؤدي الى انتشار المرض، بالإضافة إلى العلاقات الجنسية غير الآمنة، بما في ذلك العلاقات المثلية التي تسهم بصورة كبيرة في انتقال العدوى.

وأشار حواط إلى “اجتماع بين جمعيتنا وبعض الجمعيات الأهلية مع البرنامج الوطني للسيدا وسنطلب من محال التاتو المرخصة قبل أن تقوم برسم وشم لأي شخص اجباره على إجراء فحص دم للتأكد من عدم إصابته بالمرض، كما سنطلب من وزارة الصحة تكثيف عملها في هذا الاطار والعمل استثنائياً مع أمن الدولة لضبط هذه المحال والمراكز أكثر”.

وبالنسبة الى الأرقام، قال حواط: “لا إحصاءات رسمية دقيقة ولكن من المؤكد أن هناك ارتفاعاً مقلقاً في أعداد الاصابات”.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة