عمليات نصب تطال لبنانيين من شركات طيران وسياحة: مواطنون تلغى رحلاتهم بطرق احتيالية !
تتزايد عمليات الغش والخداع بحق المسافرين عموماً، واللبنانيين خصوصاً، مع تزايد نشاط الموسم السياحي. ولا تقتصر عمليات النصب والاحتيال وسوء المعاملة على مكاتب السياحة والسفر غير القانونية، إنما تصل أيضاً إلى شركات طيران سيئة السمعة ومنها SunExpress.
فشكاوى المسافرين حول شركة الطيران المذكورة (وهي شركة تركية ألمانية) كثيرة جداً، لاسيما بعد مشاركة العديد منهم تجاربهم السيئة مع الشركة، بعد أن علقوا في مطار أنطاليا التركي ليومين متتاليين من دون أي تبرير او تعويض من الشركة.
سوء معاملة SunExpress
إذا أردنا أن نحسن النوايا، فمن الممكن توصيف ممارسات شركة SunExpress بغير المهنية وبالمهينة وغير الإنسانية. لكن واقع تجارب المسافرين يشير إلى وجود نوايا باستغلالهم ترقى إلى مستوى الاحتيال بهدف تحقيق أرباح إضافية على حساب إساءة التعامل معهم.
وحسب رصد “المدن”، تبيّن بأن الرحلات التي أجرتها شركة SunExpress من وإلى تركيا تعرّضت بغالبيتها الساحقة إلى تأخير، وصل أحياناً إلى يومين كاملين، في حين لم تُعلم الشركة مسافري أي من الرحلات عن إمكان التأخير قبل موعد الرحلة، لتجنيبهم المكوث في المطار لساعات طويلة.
غالباً ما كانت تُلغى الرحلات أو يتم تأخيرها من دون إعلام المسافرين بشكل رسمي، وحسب المسارات المعتمدة من قبل شركات الطيران الأخرى. وقد تواصلت “المدن” مع عدد من المسافرين الذين وقعوا ضحية إهمال الشركة وسوء معاملتها.
ويوضح أحد المسافرين اللبنانيين إلى تركيا برحلة على متن طيران SunExpress كانت تضم مسافرين من عدة مكاتب سياحة وسفر، بأن الرحلة تأخرت عدة مرات وصلت إلى 18 ساعة من دون أي تبرير مقنع. ويقول (ف.ت) أن موعد الرحلة من انطاليا إلى بيروت كان عند الساعة 8 صباحاً، على أن يتم الحضور إلى المطار عند الساعة 4 صباحاً. لكن تم تأخير الرحلة في اللحظات الأخيرة إلى الخامسة مساء ثم إلى 8:30 مساء. ولم توضح الشركة أسباب التأخير واقتصر ردّها على أن هناك مشاكل تقنية.
لكن، وحسب ما لاحظ الركاب، فإن تأخير الرحلة استهدف جمع عدد أكبر من المسافرين، وتم تحويل عدة رحلات إلى طائرة واحدة. والخديعة الكبرى كانت حين شهد الركاب على عملية تفريغ الطائرة من حقائبهم، وتحويل الرحلة المحددة لهم إلى برلين. ما استدعى منهم تنفيذ تظاهرة داخل حرم المطار في سبيل الضغط على الشركة لتسيير الرحلة.
مسافر آخر وصل إلى مطار بيروت قبل أسبوع في طريقه إلى تركيا عبر طيران SunExpress أيضاً، ليُفاجأ في مطار بيروت بأن الطائرة امتلأت بالركاب، ولم يتوفر له ولعائلته مقاعد. وهذه حالة غريبة قلما تحصل مع شركات الطيران، لاسيما أن الحجوزات تتم بحسب عدد المقاعد. ما أضطر المسافر وعائلته للمكوث على أرض المطار بانتظار رحلة ثانية.
وحسب مصدر مطلع على رحلات الشركة المذكورة، فإن عشرات الحالات من الخداع والغش وقعت خلال شهر تموز الحالي مع الشركة نفسها SunExpress، منها تأخير قرابة يومين لمسافرين لبنانيين من مطار انطاليا إلى بيروت، وتأخير لأكثر من 24 ساعة من مطار أضنة إلى انطاليا. وهذه الرحلة شهدت صعوداً للمسافرين على متن الطائرة قبل أن يتم إنزالهم من جديد لمرتين متتاليتين.
ومنذ يومين، تم إلغاء رحلتين على متن SunExpress، الأولى من تركيا إلى لندن، والثانية من بودابست إلى تركيا، من دون أي تبرير أو تفسير من الشركة. بالإضافة إلى عشرات الرحلات التي تتعرّض لتأخير يفوق 10 ساعات، ما يضع المسافرين في مواقف محرجة جداً، ويضطرون غالباً للمبيت على أرض المطار بمن فيهم من أطفال وعجز.
أمام كل تلك الشكاوى والممارسات، لم يصدر عن الشركة سوى تبريرات غير رسمية، تفيد بوجود مشكلات تقنية، علماً أن الشركة نفسها كانت قد أعلنت في وقت سابق على موقعها الالكتروني بأنها لم تتأثر بالعطل التقني الذي ضرب العالم منذ أيام.
مكاتب سياحة وسفر
وليست مكاتب السياحة والسفر بمنأى من عمليات النصب والاحتيال. فقضية احتيال شركة ترافل باس travel pass ما زالت تتفاعل، والشكاوى من قبل ضحاياها تتزايد يومياً.
وحسب أحد الضحايا الجدد الذي تقدّم بشكوى أمام وزارة السياحة، ويتّجه للتقدّم بشكوى قضائية أمام النيابة العامة، قامت الشركة “باختلاس أمواله”، حسب تعبيره. فالمكتب السياحي المذكور تقاضى منه 2400 دولار مقابل رحلة سياحية إلى إيطاليا تشمل تذكرة الطيران والفندق والمواصلات، كما باقي العروضات السياحية. لكن هذا المكتب تميّز بأن عرضه يقل عن سواه من المكاتب بنحو 500 دولار. وهو ما أثار استغراب المسافرين.
وقبل الرحلة بليلة واحدة، اتصل المكتب واعتذر عن الحجز لعدم توفر حجوزات. ورغم التأجيل لم يتوفر حجز أيضاً. ما اضطر المسافر إلى الحجز منفرداً، وأعلم مكتب travel pass في صيدا بأنه يريد المبلغ المالي الذي دفعه لهم مهدداً بالتقدم بشكوى بحقهم. ما استدعى من المكتب إعادة 1400 دولار فقط من المبلغ المالي وحجز الباقي.
عزة الحاج حسن- المدن