أخطاء يمكن الوقوع فيها لدى تناول مكملات الحديد… وكيف يحصل النقص في الحديد؟

يُعدّ النقص في مستويات الحديد الأكثر شيوعاً على مستوى العالم بين مختلف أنواع النقص في العناصر الغذائية وأكثر الاضطرابات في الدم شيوعاً. وعلى الرغم من أن كشف هذه الحالة ممكن بفحص بسيط للدم، لا يزال هناك تأخير في التشخيص في كثير من الأحيان. وحتى اليوم، يبدو أن الحالات الأكثر تطوراً من نقص الحديد هي التي تُكتشف غالباً، ونادراً ما يجري التعامل مع هذه الحالة على اعتبارها من الحالات الطارئة.

ويعتقد الأطبّاء أن المشكلات الناتجة من نقص الحديد وفقر الدم تحصل غالباً قبل أن يظهر هذا النقص. وفيما هذه من الحالات الشائعة خاصةً بين النساء، فإن كافة الفئات عرضة للإصابة بها، ويبرز أثرها خاصةً على الأطفال، حيث أظهرت الدراسات أن نقص الحديد لدى الأطفال، وإن كان بسيطاً، يمكن أن يؤثر على نموّ الدماغ، ما قد يؤدّي إلى أضرار يصعب تصحيحها والعودة فيها إلى الوراء.

كيف يحصل النقص في الحديد؟
يُعدّ الحديد ضرورياً لإنتاج الهيموغلوبين في الكريات الحمراء لنقل الأوكسيجين من الرئتين إلى باقي مواضع الجسم. كما يُعدّ من المعادن الأساسية لوظائف الخلايا ولإنتاج الهرمونات. وعندما يستخدم الجسم مخزونه من الحديد، يمكن أن ينخفض مستوى الهيموغلوبين وعدد الكريات الحمر، ما يسبّب فقر الدم. بحسب ما نُشر في nytimes من الممكن أن تكون مستويات الحديد منخفضة على الرغم من أن مستويات الهيموغلوبين جيدة.

ما الأعراض الناتجة من نقص الحديد في الدم؟
– ضيق النفس
– التعب
– الدوخة
– التأثر الزائد بالبرد
– تسارع ضربات القلب
– ألم في الصدر
– آلام الرأس
– تأخير في النموّ خصوصاً لدى المراهقين والأطفال
– شحوب
– تساقط الشعر
– برودة في القدمين واليدين

هي من أكثر الأعراض شيوعاً لنقص الحديد في الدم. لكن في الوقت نفسه، هذه العلامات قد ترتبط بمشكلات صحّية أخرى، ما يزيد من صعوبة تشخيص الحالة، ويؤدّي إلى التأخير في ذلك. وفي هذا العام، للمرّة الأولى، أصدر الاتحاد الدولي للأمراض النسائية توصية حول ضرورة خضوع النساء والفتيات كافة لفحص دوري لمستويات الحديد في الدم، مع ضرورة عدم الاكتفاء بفحص لفقر الدم وعدم حصر هذه الخطوة بفترة الحمل.

مَن الأكثر عرضةً للإصابة بفقر الدم؟
النساء عامةً أكثر عرضةً للإصابة بفقر الدم بسبب الدورة الشهرية. وخلال الحمل، تزيد حاجة المرأة إلى الحديد، ما يسبّب ارتفاعاً في خطر الإصابة بنقص الحديد في الدم وفقر الدم. وقد تبيّن وجود علاقة بين نقص الحديد في الدم وفقر الدم من جهة خلال الحمل، والمشكلات في نموّ الجهاز العصبي لدى الجنين من جهة ثانية. هذا إضافة إلى أن هذه الحالة تزيد خطر تعرّض الحامل لمضاعفات الحمل.

وفيما يُعدّ الحمل والدورة الشهرية من العوامل الأساسية المسبّبة لفقر الدم، حيث أظهرت دراسة حديثة، بالاستناد إلى أرقام منظمة الصحة العالمية، أن نسبة 17% من الفتيات حتى عمر 21 سنة تعاني نقصاً في مستويات الحديد في الدم، وبدا أن نسبة 77% من النساء اللواتي هن في سن الإنجاب تعاني نقصاً في الحديد. أما بعد انقطاع الطمث، فتتساوى المرأة مع الرجل في مستويات الهيموغلوبين في الدم، فتعود إلى المعدلات الطبيعية.

في المقابل، يُعدّ نقص الحديد في الدم نادراً بين الرجال، ولدى حصوله ينتج غالباً من مشكلة صحية معينة تكون السبب وراء ذلك، مثل النزف في المعدة. ومن العوامل الأخرى المسبّبة لنقص الحديد في الدم اتباع نظام غذائي نباتي ولإصابة بالسرطان.

لماذا قد تكون هناك حاجة لتناول مكملات الحديد؟
يجري تناول مكمّلات الحديد عادةً لتعويض النقص الحاصل في مستويات الحديد المسبّب لفقر الدم. فبهذه الطريقة تتمّ معالجة مختلف أنواع فقر الدم. إلّا أن البعض يتناول مكملات الحديد لأسباب أخرى مثل:
– القصور في القلب
– تطوير القدرات الفكرية وتعزيز الذاكرة
– لحالة النشاط المفرط والنقص في التركيز ADHD
– لنمو الطفل
– التعب

لكن بحسب ما ورد في Webmd، لم يثبت علمياً أن تناول مكملات الحديد قد يساعد في مثل هذه الحالات.

ما معدّلات الحديد اليومية التي يحتاج إليها الجسم؟
تختلف حاجات الجسم من الحديد بحسب العمر والجنس والحالة الصحية. بالنسبة للأطفال تكون الحاجة بمعدل 10 ملغ بين عمر 4 سنوات و8، و8 ملغ بين 9 سنوات و13. من المراهقة تزيد حاجات الفتاة للحديد بسبب الدورة الشهرية وتحتاج إلى 18 ملغ في اليوم، فيما يكفي الرجل 8 ملغ في اليوم. وتصبح حاجة المرأة ذاتها بعد مرحلة انقطاع الطمث.

ما الآثار الجانبية لمكملات الحديد؟
مكملات الحديد آمنة عموماً لدى تناولها بالجرعات المناسبة. لكنها قد تسبب أحياناً آثاراً جانبية معينة، كالانزعاج في المعدة والغثيان والتقيؤ. ومن الممكن الحدّ من هذه الأعراض في حال تناول المكملات مع الأكل. في المقابل، يمكن أن يخفف الأكل من معدلات امتصاص الحديد في الجسم. أمّا في حال تناول جرعات زائدة منه، فيمكن أن يشكّل خطورة، خصوصاً خلال الحمل، فتزيد من خطر الولادة المبكرة. كما أن الجرعات الزائدة قد تسبّب مشكلات في المعدة أكثر صعوبة، وقد تشكّل خطورة على الأطفال، وهي تزيد من احتمال إصابة المرأة المصابة بالسكري من النوع الثاني بأمراض القلب. مع الإشارة إلى أنه في حال الخضوع لجلسات غسل الكلى، قد لا يمتص الجسم مكملات الحديد بمعدلات كافية. كذلك قد لا يمتص جسم المرأة الرياضية التي تخضع للتدريبات الرياضية الحديد بمعدلات كافية.

هل يمكن التعافي من فقر الدم؟
يمكن معالجة فقر الدم بمكملات الحديد أو بتغيير في النظام الغذائي عادةً.

أخطاء يمكن الوقوع فيها لدى تناول مكملات الحديد:
– تناول مكملات الحديد مع الحليب وغيره من مصادر الكالسيوم، إذ يجب انتظار فترة ساعتين بعد الأكل قبل تناولها.
– تناول المكمّلات مع مضادّات الحموضة في المعدة.
– تناول المكملات مع البروتينات النباتية وبياض البيض والسبانخ والمكسرات. فهي تمنع امتصاص الحديد في الجسم.
– تناول المكملات في المساء، إذ ينصح الاختصاصيون بتناولها في الصباح، حيث تكون معدلات الكالسيوم والحديد في مستويات أدنى صباحاً وبعد ساعات النوم.
– تناول الكافيين مع الحديد.
– عدم تناول الحديد مع مصدر للفيتامين سي الذي يعزز قدرة الجسم على امتصاصه.

النهار العربي

مقالات ذات صلة