لماذا عاد كوفيد هذا الصيف؟
تزايدت حالات الإصابة بكوفيد-19 على الصعيد العالمي، بعد فترة من الهدوء النسبي في الربيع. وقد دفعت هذه الطفرة غير المتوقعة إلى إلقاء نظرة فاحصة على الأسباب الأساسية والتداعيات المحتملة لها.
وبحسب تقرير نشره موقع “نيوزويك”، اكتشفت أنظمة المراقبة في جميع أنحاء العالم زيادة كبيرة في مستويات فايروس SARS-CoV-2 في عينات مياه الصرف الصحي، خاصة في المناطق الغربية من مختلف البلدان.
وتسلط هذه البيانات، المدعومة بارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا المستجد – بنسبة 11% في أوائل يوليو – الضوء على التهديد المتجدد الذي يشكله الفيروس.
وأفاد المتخصصون أنه اعتبارًا من أوائل شهر يوليو، يمكن إرجاع ما يقرب من ثلثي الإصابات الجديدة إلى المتغيرات الفرعية من الفايروس كـ FLiRT، KP.2 وKP.3، والتي أصبحت سائدة بسرعة. وتظهر هذه المتغيرات طفرات في بروتيناتها الشوكية، مما يعزز قدرتها على التهرب من الجهاز المناعي، وبالتالي زيادة قابلية الانتقال.
تسهم عدة عوامل في الارتفاع الكبير في حالات الإصابة بفيروس كورونا هذا الصيف، بما في ذلك زيادة نشاط السفر. وعلى عكس العديد من فيروسات الجهاز التنفسي، التي تبلغ ذروتها عادةً في الشتاء، أظهر فيروس SARS-CoV-2 ميلًا للارتفاع المفاجئ في الصيف، باستثناء صيف عام 2020، عندما كانت إجراءات التباعد الاجتماعي الصارمة سارية المفعول.
كما يمكن أن يعزى النمط نصف السنوي لارتفاعات كوفيد-19 إلى التطور المستمر للفيروس، إذ تظهر المتغيرات السائدة الجديدة، مثل KP.2 وKP.3، كل ستة أشهر تقريبًا. ويمكن أن تنتشر هذه المتغيرات بسهولة أكبر؛ بسبب قدرتها على تجنب الدفاعات المناعية، مما يؤدي إلى زيادة معدلات الإصابة.
ويؤثر السلوك البشري بشكل كبير على طفرات الصيف هذه أيضا، فعلى الرغم من التصور الشائع لفصل الصيف باعتباره موسمًا خارجيًا، إلا أن الناس يقضون وقتًا طويلًا في الداخل في بيئات مكيفة، مما يسهل انتقال الفيروس. كما أن السفر الجوي لقضاء العطلات الصيفية يزيد من التعرض للفيروس، حيث يمكن أن ينتشر الفيروس في كبائن الطائرات سيئة التهوية.
وقال جوزيف ألين، الأستاذ المساعد في جامعة “هارفارد تي إتش”:” نحن نعلم أن جميع حالات انتقال كوفيد-19 تقريبًا تحدث في الداخل، في أماكن ذات تهوية سيئة و/أو ترشيح سيئ“.
وعلى الرغم من ارتفاع الحالات، فإن الزيادة في زيارات قسم الطوارئ والاستشفاء لا تزال متواضعة، مع استمرار انخفاض الوفيات الناجمة عن كوفيد-19. ويعاني معظم البالغين المصابين بالمتغيرات الفرعية الجديدة لـ FLiRT من أعراض خفيفة تشبه أعراض الأنفلونزا، والتي تختفي في غضون أيام قليلة.
ومع ذلك، فإن الفئات السكانية الضعيفة، مثل كبار السن أو أولئك الذين يعانون من ظروف صحية كامنة، لا تزال معرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة.
نصح أدريان إسترمان، عالم الأوبئة وأستاذ الإحصاء الحيوي في جامعة هارفارد: “بالنسبة للأشخاص المعرضين للخطر، عليهم التأكد من أنهم على اطلاع دائم بالجرعات المعززة ضد كوفيد-19 والبدء في ارتداء قناع الوجه N95/P2 في أثناء وجودهم في وسائل النقل العام أو التسوق. يجب أن تكون لديهم أيضًا خطة معمول بها في ممارساتهم العائلية لضمان الوصول السريع إلى الأدوية المضادة للفيروسات”.
وللتخفيف من انتشار المرض، توصي السلطات الصحية بمواصلة اتباع الإجراءات الوقائية، بما في ذلك التطعيم، وارتداء الأقنعة في الأماكن الداخلية المزدحمة، والحفاظ على تهوية داخلية جيدة. وتعتبر هذه الخطوات حاسمة لحماية الصحة الفردية والعامة على حد سواء، بينما يتنقل العالم في هذه المرحلة الأخيرة من الوباء.
erem news