خاص: رسالة الى “بيك المختارة”: هل سألت الشارع الدرزي عن هواه وإلى أي اتجاه تميل؟!

مبارك رفع “راية الصلح” بين أبناء الديرة الواحدة.. مباركة كل الجهود لرأب أي صدع مهما صغر أو عظم ولكن…

ليس من باب إثارة الفتن.. ولا الرغبة بتعكير أجواء الصلح.. نسأل: فجأة توقدون نيران الصراعات والمواجهات.. وفجأة تجتمعون في “جلسة عرب” ويتم الصلح.. وماذا عن الدماء التي أريقت؟!.. ماذا عن الجرح الذي لا يندمل ولو بعد حين؟!..

جميل الصلح وتشابك الأيدي.. ولكن ليس على حساب الناس؟!.. لماذا رفعتم السقف وعظّمتم الأزمات وأكثرتم من التهديد والوعيد.. و”موقعة بشامون” شاهدة على “تسونامي” الاتهامات ومزاعم الاغتيالات.. وبعد بأشهر “حادثة الشويفات” والمطالبات بالثأر.. وسواها من الأحداث التي وضعت البلد على شفير اقتتال أهلي.. وقرعتم خلالها الصدور صوناً لـ”الدم والأرض والعرض”..

أما في ما يتعلق بما أتحفنا ويتحفنا به الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في الآونة الأخيرة.. من “ميلان” الفؤاد أكثر فأكثر ناحية “محور الممانعة”.. حتى جاء لقاء أمس الأول ليشكل منعطفاً اضافياً.. بل أوضح صورة ودفاع عن القضية الفلسطينية وعن تأييد “بيك المختارة” للمحور المنتقل إليه حديثاً..

من هنا، نحن نسأله ونسأل “جماعة الصلح” لأي طرف انتميتم عن “نفس الناس”؟!.. هل سأل أحدكم الشارع الدرزي عن هواه وإلى أي اتجاه تميل؟!.. وأنتم أدرى من سواكم أن الدرزي إبن “الجبل العربي القُح” نفَسه “14 آذاري”.. والدروز – كغيرهم- عانوا ما عانوه من القضية الفلسطينية منذ عهد “المعلم” كمال جنبلاط..ومن الإحتلال السوري ومن 7 و 8 ايار… ومن فائض قوة “القمصان السود”…

ناسُك يا مَنْ نقلتَ البندقية من كتف الحرية والنضال إلى كتف حزب الله.. عروبيون ومتعاطفون وإنسانيون إلى أقصى الحدود مع كل ما جرى ويجري في فلسطين بأكملها وليس فقط غزة أو رفح.. ولكن ليس على حساب حياتنا.. وليس على حساب أنْ يُرهن قرارنا بالسنوار أو محمد الضيف وما تحت وفوق الأرض..

انضمامك يا وليد “بيك” جنبلاط إلى هذا المحور.. وتأييدك ودفاعك عن المقاومة وعن “بدعة” ارتباط المصير اللبناني بمصير غزّة.. يعني رهن البلد على “ساعة صفر” الصهاينة.. وعلى نقل هذه الحرب إلى لبنان..

هذا الانقلاب الجديد من دفّة “السياديين” إلى محور الممانعين.. قد يشوّه مرحلة جميلة من تاريخك السياسي الطويل.. وحتى نجلك تيمور الذي سُرّب الكثير عن أفكاره وطموحاته.. لكننا على أرض الواقع لم نرَ أي إحداث تغيير لا بالأفكار ولا بالنهضة.. وكم تأملنا ألا يعيش تيمور في “جلباب وليد” أو يكون “حاكم ظل”.. بل يستقل بالرأي والموقف ويُحدث التغيير الحقيقي الذي تأمله الأمم من شبابها..

يا “وليد بيك” العيش المشترك مع الشيعي هو نفسه العيش المشترك مع المسيحي في الجبل.. ومغالطتك لكل رافض للحوار كي لا يتكرس عرفاً.. تعني مجابهتك لمن ناصروك وأيّدوك سابقاً.. فتأييد القضية الفلسطينية كلنا نؤمن به ونناصره.. لكن لا لنقل الحرب إلى أراضينا وسحب البلد نحو الهاوية..
.. وإنْ كانت “بيئة ما” تهوى الموت فنحن نهوى الحياة.. اقتضى التذكير..

خاص Checklebanon

مقالات ذات صلة