من المسؤول عن هذه الهرطقة: إقطعوا رؤوس من يقطع الكهرباء!
كتب البروفيسور إيلي الزير: طالبونا بدفع فواتير الكهرباء بالدولار الأميركي الفريش أو بالعملة اللبنانية وفقاً لسعر صرف الدولار. وأتت الفواتير بأرقام قياسية لا يمكن لموظف أو مواطن عادي أن يتحمّلها. فجأة خرجوا علينا يبشّروننا بالعتمة الشاملة. لماذا؟ لأنهم لم يدفعوا ثمن الفيول العراقي، وبعد أخذ وردّ أنقذتنا الدولة العراقية من العتمة فأفرغ الفيول في الخزانات، وعادوا ليقولوا إنه بعد أيام ستعود ساعات الكهرباء التي لا تتجاوز الثلاث ساعات في أحسن أحوالها كما كانت قبل أسبوع.
السؤال هنا من المسؤول عن هذه الهرطقة؟ وزير الطاقة أم مصرف لبنان أم شركة الكهرباء؟
من المؤكّد أنّ أيّ جواب عن هذه المأساة والمسؤول عنها لن يصلنا. لقد اعتاد المسؤولون في بلادنا ان يكونوا غير مسؤولين. المشكلة لم تعد بهؤلاء المسؤولين، بل باتت فينا نحن المواطنين الذين سكتنا على ضياع ودائعنا، ونسكت اليوم على فواتير باهظة ندفعها ولا تصل الكهرباء إلى منازلنا.
لا حلّ إلا أن يستيقظ فينا الإنسان القادر على المحاسبة الكهرباء لن تعود إلى منازلنا كما في كل البلدان إلا إن قرّر هذا الشعب أن يقطع رأس من يقطع الكهرباء.
أزمة الكهرباء التي نعيشها منذ سنوات طويلة هي عنوان الفساد في هذا الوطن. فساد لن تكون له نهاية إلا إن انتهى الصمت في دواخلنا، وأوقفنا العادات السيئة في سلوكنا كتهنئة ضابط على ترقية، وتهنئة مدير عام على توليه المنصب، وتهنئة وزير على حقيبته. فيما المطلوب منّا تجاه كل هؤلاء ليس التهنئة. بل المراقبة والمحاسبة هم يتقاضون رواتب ومخصّصات من أجل خدمة الناس، والحفاظ على حقوقهم وليس من أجل حصد التهاني والتبريكات.
وطننا بحاجة إلينا إلى إنسانيتنا العادلة، وإلا مبروك علينا كهرباء مقطوعة في وطن مقطوع الأمل فيه.