ألمانيا تهزم الدنمارك وتعبر إلى دور الثمانية ببطولة أوروبا

تخطت ألمانيا، صاحبة الضيافة، الدنمارك والعوامل الجوية التي أوقفت مباراتهما في دورتموند وتأهلت للدور ربع النهائي بهدفين لصفر، فيما استغلت سويسرا عجز إيطاليا وتأهلت عن جدارة إلى الدور ذاته بالفوز على حاملة اللقب في برلين.

وسجل كاي هافرتس وجمال موسيالا هدفي ألمانيا في الشوط الثاني للفوز على منتخب الدنمارك السبت والتأهل إلى دور الثمانية ببطولة أوروبا لكرة القدم 2024 المقامة في ألمانيا. وتوقف اللعب خلال الشوط الأول بسبب عاصفة رعدية، ثم تم استئناف اللعب بعد أكثر من 20 دقيقة، ولم ينجح أي من الفريقين في هز الشباك خلال الشوط الأول لينتهي بالتعادل السلبي.

ووجهت الدنمارك ضربة لأصحاب الأرض بعد دقيقتين فقط من بداية الشوط الثاني عندما أسكن يواكيم أندرسن الكرة في شباك الحارس مانويل نوير، لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل بعد اللجوء إلى تقنية الفيديو. وتقدمت ألمانيا بهدف سجله هافرتس في الدقيقة الـ53 من ركلة جزاء، وقد جاء ذلك بعد أن ألغت تقنية الفيديو هدفا لنيكو شلوتربيك بسبب خطأ خلال بناء الهجمة، إذ قدمت ألمانيا عرضا قويا وسط دعم جماهيري كبير لكن أداء الدنمارك تطور خلال المباراة.

وفي الدقيقة الـ68، عزز موسيالا تقدم الفريق الألماني بالهدف الثاني، ليكون ثالث أهداف اللاعب في البطولة. وتقاسم موسيالا مع جيورج ميكاوتادزي لاعب جورجيا صدارة قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف لكل منهما. وحققت ألمانيا السبت أول فوز لها في أدوار خروج المغلوب خلال ثمانية أعوام، إذ كانت قد خرجت من دور المجموعات في آخر نسختين من كأس العالم كما ودعت بطولة أوروبا 2020 من دور الستة عشر.

وفرضت ألمانيا سيطرتها في البداية، وتصدى الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل لعدة كرات في وقت مبكر إذ واجه الفريق الدنماركي صعوبة في الاحتفاظ بالكرة وتقديم أي جمل تكتيكية، وقد تعرض لحصار في وسط ملعبه خلال أول 15 دقيقة. وكثف الفريق الدنماركي، الذي دافع بخمسة لاعبين، تركيزه على إحباط هجمات ألمانيا وحالفه الحظ شيئا ما في الحفاظ على نظافة شباكه خلال أول نصف ساعة.

بعدها دخلت الدنمارك في أجواء المباراة بشكل أكبر وكاد كريستيان إريكسن أن يسجل من هجمة مرتدة، ثم توقف اللعب في الدقيقة الـ35 بسبب البرق والرعد مع هطول أمطار غزيرة وتساقط كرات البرد على ملعب دورتموند. واستمر التوقف لأكثر من 20 دقيقة، إذ أخرج الحكم مايكل أوليفر لاعبي الفريقين من أرضية الملعب ثم عادوا لإجراء عملية إحماء سريعة وتم استئناف اللعب.

ودخل منتخب ألمانيا بقوة، كما كان الحال في بداية المباراة، وكاد هافرتس أن يسجل من ضربة رأس لكن شمايكل تألق في التصدي للكرة. وفقد شلوتربيك توازنه للحظة وأهدى الكرة إلى الدنماركي راسموس هويلوند الذي سدد من مسافة قريبة لكنه افتقد الدقة في التصويب، وارتكب موسيالا خطأ فادحا أدى إلى هجمة مرتدة سريعة للدنمارك لكن مانويل نوير أحبط المحاولة ببراعة.

وبعد أقل من ثلاث دقائق من بداية الشوط الثاني، اهتزت شباك ألمانيا بكرة سددها أندرسن إثر ركلة حرة، لكن تقنية الفيديو ألغت الهدف. وبعدها بثلاث دقائق، لجأ الحكم إلى تقنية الفيديو مجددا للتأكد من وجود لمسة يد من جانب أندرسن خلال محاولة التصدي لتمريرة من ديفيد راوم، وقد أعلن احتساب ركلة جزاء لألمانيا تقدم هافرتس لتنفيذها مسجلا منها هدف التقدم ليشعل حماس الجماهير في المدرجات.

وفي الوقت الذي كثفت فيه الدنمارك محاولاتها للتعادل، تعرضت لعدد من الهجمات المرتدة وقد أهدر هافرتس وليروي ساني فرصتين جيدتين من مسافة قريبة. وبعدها استغل موسيالا فرصة أتيحت له، إذ تلقى طولية وانطلق ثم سدد الكرة في شباك شمايكل ليعزز تقدم ألمانيا. واهتزت شباك الدنمارك مجددا في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع للمباراة، إذ تلقى فلوريان فيرتز طولية وانطلق ثم سدد الكرة في الشباك لكن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل، بعد اللجوء إلى تقنية الفيديو.

وقال أنطونيو روديغر الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة لقناة “زد.دي.أف” التلفزيونية الألمانية “إنه شعور جيد حقا، أعتقد أن كل من شاهد المباراة يرى أننا سيطرنا منذ البداية، والانتقاد الوحيد الذي يمكن أن يوجه لنا يتعلق بإهدار العديد من الفرص”.

وعلى الملعب الأولمبي الذي شهد عام 2006 تتويج “أتزوري” بلقبه المونديالي الرابع والأخير، ودع منتخب إيطاليا البطولة القارية بعد مباراة استحق خلالها منتخب سويسرا تماما بلوغه ربع النهائي للمرة الثانية تواليا بعدما كان الأفضل طيلة فتراتها، حاسما إياها بفضل هدفين رائعين لريمو فرويلر (37) وروبن فارغاس (46).

وعلى غرار ما قدمته في دور المجموعات، بدت إيطاليا مع مدربها الجديد لوتشانو سباليتي الذي قال “أتحمل المسؤولية” عن الهزيمة مع الإشارة إلى أنه سيبحث مستقبله مع رئيس الاتحاد الإيطالي غابرييلي غرافينا، غير قادرة على مجاراة المنافس، ليكون الدور ثمن النهائي أسوأ نتيجة لها في النهائيات القارية منذ خروجها من دور المجموعات عام 2004.

وبدأت سويسرا اللقاء ضاغطة وسط ارتباك “أتزوري” الذي كان قريبا جدا من التخلف لولا تألق الحارس القائد جانلويجي دوناروما في وجه انفراد تام لبريل إمبولو (24). وكافأ فرويلر المنتخب السويسري على جهوده بتسجيله هدف التقدم بتسديدة رائعة بعدما سيطر على الكرة بالقدم اليمنى إثر عرضية من فارغاس قبل أن يطلقها بيسراه في الزاوية الأرضية اليمنى (37).

وتطرق فرويلر إلى طريقة احتفاله باللقب، قائلا “عائلتي كانت في المدرجات، فذهبت إلى هناك. لاعبو الاحتياط والفريق بأكمله جاؤوا أيضا (نحو المدرجات) وهذه لحظة لا يمكن نسيانها. هذا ما تحلم به عندما تكون طفلا. إنه حلم يتحول إلى حقيقة”. وكادت سويسرا أن تدخل استراحة الشوطين متقدمة بهدفين لو لم يتدخل دوناروما بمساعدة القائم الأيسر لصد ركلة حرة رائعة نفذها فابيان ريدر (1+45).

وصدمت سويسرا حاملي اللقب بهدف سريع رائع بعد أقل من دقيقة على بداية الشوط الثاني عبر فارغاس من كرة قوسية أطلقها من الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء إلى الزاوية اليسرى العليا للمرمى (46).

وكاد فابيان شار أن يعيد إيطاليا إلى اللقاء بهدف عكسي عندما حاول قطع الكرة برأسه فحولها نحو مرماه، لكن القائم الأيسر تدخل وأنقذ الموقف (52)، ثم جاء دور القائم الأيمن هذه المرة لصد محاولة لسكاماكا (74). وعرفت سويسرا بعدها كيف تسيّر المباراة، مانعة إيطاليا من تهديد مرماها بشكل فعلي، لتحافظ على النتيجة حتى صافرة النهاية.

مقالات ذات صلة