إسرائيل تهدد «حزب الله» بحرب «حاسمة» وسريعة!
رفع «حزب الله» مستوى القصف لأهداف عسكرية إسرائيلية، الأحد، باستخدام صواريخ ثقيلة، وذلك بعد استهداف إسرائيلي لمنزل في بلدة بالجنوب أدى إلى مقتل 3 من عناصره، غداة استعراض جوي إسرائيلي فوق الأراضي اللبنانية خرق خلاله جدار الصوت للمرة الأولى فوق مناطق جبل لبنان، وصلت أصداؤه إلى بيروت وضواحيها.
وترافقت الاستعراضات الإسرائيلية مع تهديدات بتوسعة الحرب في لبنان. وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه لا مفر من حرب حاسمة وسريعة مع «حزب الله». وأضاف: «لا يُستخف بالثمن المتوقع لحرب مع لبنان، لكن أي ثمن تدفعه إسرائيل اليوم سيكون أقل بكثير مما ستدفعه بالمستقبل إن لم نتحرك».
وفي وقت سابق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن تل أبيب لا تسعى لحرب مع «حزب الله»، ولكنها مستعدة لها. وقد ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، الأحد، أن وزير الدفاع بحث مع المسؤولين في واشنطن اتفاق تهدئة على الجبهة الشمالية مع لبنان.
تصعيد عسكري
واستهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، الأحد، منزلاً رصد فيه مقاتلون لـ«حزب الله» في بلدة حولا بجنوب لبنان، ما أسفر عن مقتل عناصر يتحدرون من المنطقة، حسبما جاء في بيانات نعي أصدرها الحزب لمقاتليه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الفرقة 91 رصدت مقاتلاً يدخل إلى مبنى عسكري وُجد في داخله مقاتلون آخرون في منطقة حولا بجنوب لبنان. وبعد وقت قصير من عملية الرصد: «هاجمت طائرات سلاح الجو المبنى الذي كان يوجد فيه المخربون»، كما رصدت قوات إسرائيلية مقاتلاً يعمل في مبنى عسكري للحزب في قرية كفركلا، وبعد وقت قصير قامت القوات بقصف المبنى الذي كان يوجد فيه المقاتل.
ويعيد «حزب الله» استهداف مقاتليه، إلى الخروقات الجوية الإسرائيلية. وقال نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في تصريح، مساء السبت، إن «جزءاً كبيراً من العمليات التي تقوم بها إسرائيل وتقتل مجاهدينا وإخواننا هو بسبب الخروقات الجوية بين سنة 2006 و2013، حيث جمع العدو كمية كبيرة من المعلومات واعتدى على خصوصياتنا، واطلع على أحوالنا ليعد العدة للحرب».
ردّ «حزب الله»
وعلى أثر الغارتين في حولا وكفركلا، أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بأنّ الجيش الإسرائيلي «طلب إلى جميع المقيمين في مستوطنة معيان باروخ في الشمال، البقاء قرب الغرف المحصنة». وأفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية بأن صفارات الإنذار دوّت في عدة بلدات بالجليل الأعلى شمال إسرائيل.
ورد الحزب بإطلاق صواريخ ثقيلة تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية. وقال في بيان إنه رد على قصف حولا «باستهداف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصاروخ بركان ثقيل، فَأُصيبت إصابة مباشرة ودُمر جزءٌ منها، ووقع فيها إصابات مؤكدة». كما أفاد في بيان لاحق بأن مقاتليه استهدفوا مقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بصاروخ «فلق»: «فَأُصيبت إصابة مباشرة ودُمر جزءٌ منها، ووقع فيها إصابات مؤكدة»، وذلك رداً على استهداف حولا.
كما أعلن «حزب الله» الرد على استهداف كفركلا: «باستهداف مبنى يستخدمه جنود العدو في مستعمرة يرؤون بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة». وأفاد في بيان آخر، بأن مقاتليه استهدفوا المطلة، رداً على استهداف «المنازل الآمنة في الطيبة».
وبعد الظهر، تحدث الجيش الإسرائيلي عن «أهداف جوية مشبوهة تسللت من لبنان»، وعن أن مسيرة مفخخة «سقطت شمالي الجولان»، بينما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن «عدة مسيرات اخترقت الأجواء في منطقة الجولان سقطت إحداها وانفجرت في منطقة مروم غولان». وقالت إن الهدف العسكري في الجولان الذي تعرض لهجوم بمسيرات انقضاضية «يُستهدف لأول مرة، وهو يبعد عن أقرب نقطة حدودية نحو 15 كلم».
وحلق الطيران الاستطلاعي بكثافة فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيانٍ، أن طائراته الحربية هاجمت خلال الليل بنية تحتية عملياتية وعسكرية تابعة لـ«حزب الله» في منطقتي الطيبة ورب ثلاثين في جنوب لبنان.
استعراض جوي
وجاء التصعيد الأحد، بعد ثلاثة أيام على قصف متقطع شهدته المنطقة الحدودية، كسرته إسرائيل باستعراض جوي ليل السبت – الأحد، عندما خرقت جدار الصوت فوق جبل لبنان والبقاع وبيروت، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، ما أصاب الناس بالذعر.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية (الوطنية للإعلام) بأن الطيران الحربي خرق جدار الصوت على دفعتين فوق منطقة جزين وعلى علو منخفض، كما خرق جدار الصوت فوق مرجعيون وراشيا والبقاع الأوسط. وأشارت إلى أن الطيران نفذ قرابة الحادية عشرة و35 دقيقة مساء السبت خرقاً لجدار الصوت وعلى دفعتين في أجواء منطقتي النبطية وإقليم التفاح، وعلى علو منخفض محدثاً دوياً قوياً. كما نفذ الطيران الحربي خرقاً آخر لجدار الصوت في أجواء المتن وكسروان في جبل لبنان.
وأشارت وسائل إعلام محلية إلى سقوط أجزاء كبيرة من سقف منزل في بلدة حاروف بسبب جدار الصوت، نجم عنه إصابات طفيفة.
الشرق الاوسط