هل تخفض المكملات الغذائية مخاطر الوفاة؟

كشفت دراسة أجراها باحثون في المعهد الوطني للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية أن تناول الفيتامينات المتعددة بانتظام لا يقلل من خطر الوفاة بين البالغين. وتتحدى النتائج، التي نشرتها صحيفة “إندبندنت”، المعتقدات السائدة حول فوائد المكملات الغذائية.

ولم تجد الدراسة، التي تتبعت ما يقارب 400 ألف بالغ أمريكي على مدى فترة تزيد على 20 عاما، أي اختلاف كبير في معدلات الوفيات بين أولئك الذين تناولوا الفيتامينات المتعددة يوميا وأولئك الذين لم يتناولوها، ويشمل ذلك معدلات الوفاة بسبب السرطان وأمراض القلب والأمراض الدماغية الوعائية.

وخلافًا للاعتقاد الشائع، أشارت النتائج الأولية إلى ارتفاع طفيف في خطر الوفاة حوالي 4٪ وهو الأعلى بين مستخدمي الفيتامينات المتعددة مقارنة بغير المستخدمين، وقد دفعت هذه النتيجة غير المتوقعة الباحثين إلى استكشاف التفاعلات المحتملة بين الفيتامينات والأدوية، مع ملاحظة مخاوف مثل فيتامين K الذي يقلل من فعالية الأدوية المضادة للتخثر مثل الوارفارين.

وشدد الباحثون على أهمية إعادة النظر في التركيز على المكملات الغذائية لصالح اتباع نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية الطبيعية. وشددوا على أنه في حين يُنظر إلى الفيتامينات المتعددة في كثير من الأحيان على أنها حل سريع للفجوات الغذائية، إلا أنها قد لا تقدم الفوائد الصحية نفسها التي توفرها الأطعمة الكاملة.

ويتوافق هذا المنظور مع الملاحظات الواردة من المناطق المعروفة بطول العمر الاستثنائي، مثل المناطق الزرقاء التي تشتهر بأنماط حياة طويلة وصحية لسكانها، حيث تسود الأنظمة الغذائية التي تركز على الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة.

وحذرت لجنة الأطباء للطب المسؤول من المخاطر المحتملة المرتبطة بالحديد الإضافي، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الحديد عند دمجها مع المصادر الغذائية.

ويرتبط الحديد الإضافي بدوره بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري والخرف، كما أثيرت مخاوف مماثلة فيما يتعلق بمكملات النحاس وتداخل الكالسيوم والزنك مع امتصاص المضادات الحيوية.

وخلص مؤلفو الدراسة إلى التأكيد على الحاجة إلى مزيد من البحث في الآثار الصحية الأوسع نطاقا للاستخدام المنتظم للفيتامينات، وخاصة آثارها على الظروف الصحية المرتبطة بالشيخوخة بما يتجاوز معدلات الوفيات، وفي حين أن الدراسة لم تجد أدلة تدعم تعزيز طول العمر من خلال استخدام الفيتامينات المتعددة، إلا أنها أقرت بإمكانية حدوث نتائج صحية أخرى تتطلب التحقيق.

ومع استمرار المناقشات حول دور المكملات الغذائية في الحفاظ على الصحة، توفر هذه الدراسة رؤى مهمة لإعادة تقييم استراتيجيات الصحة العامة؛ مما قد يحول التركيز نحو الأساليب الغذائية الشاملة بدلاً من الاعتماد على العناصر الغذائية المعزولة من خلال المكملات الغذائية.

ومن المرجح أن تستكشف الدراسات المستقبلية هذه التفاعلات المعقدة لتوجيه التوصيات الغذائية وسياسات الصحة العامة بشكل أفضل.

EREM NEWS

مقالات ذات صلة