“الحزب” يستعد للحرب: غوّاصات وطوربيدات.. وصواريخ تخترق القبة الحديدية
انتقل لبنان من حرب التحذيرات الديبلوماسية والتهديدات الإسرائيلية، إلى مرحلة جديدة لمواكبة المواجهات المفتوحة بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي. إنها مرحلة الحرب النفسية والتي اختار حزب الله رفع وتيرتها، منذ نشر فيديو “الهدهد” إلى نشر ملحق آخر لأهداف إسرائيلية، بالإضافة إلى انتظار المزيد من الأهداف التي ستظهر في فيديوهات جديدة.
في المقابل، يرد الإسرائيليون بحملة مضادة، منها الحملة ضد مطار رفيق الحريري الدولي، إلى نشر فيديوهات عن بيروت والتوعد بتدميرها.
تحلّ الحرب النفسية مكان الحرب الفعلية وتترافق معها اتصالات مستمرة للوصول إلى اتفاق ديبلوماسي بدلاً من التصعيد العسكري.
استبعاد الحرب
سياسياً، لا يزال حزب الله يستبعد الحرب الإسرائيلية، ويعتبر أن اسرائيل عاجزة عن القيام بأي توسيع لعملياتها طالما أنها غير قادرة على الانتهاء من غزة. ويضع الحزب كل هذا التهويل في خانة الحرب النفسية، خصوصاً ما سرّبه الاسرائيليون عن التصعيد والتكثيف الناري أو حتى اغتيال الأمين العام للحزب.
مصادر سياسية رسمية أيضاً، لا تزال تستبعد الحرب وتعتبر أنه على الرغم من الإكثار من كلام التصعيد والتهديد، فإن اسرائيل والغرب لن يكونوا مستعدين لإعادة فتح حرب جديدة. وأن الضغوط مستمرة لتفادي الحرب. وأي تصعيد يمكن أن يحصل سيكون ضمن أطر معينة، وقد يكون وفق مسار المواجهات القائم مع بعض التصاعد التدريجي، بينما خيارات الحلّ الديبلوماسي لا تزال ممكنة.
عملية محدودة
أما على المستوى العسكري، فإن الحزب يتعاطى وكأن الحرب واقعة، ويتخذ كل الإجراءات اللازمة. وتتحدث مصادر أمنية وعسكرية عن توفر معطيات حول استعداد الجيش الإسرائيلي لشن عملية عسكرية محدودة داخل الأراضي اللبنانية لإبعاد الحزب عن الحدود.
وحسب المعلومات، فإن هذا الهجوم بحال حصل، من المحتمل سيبدأ من خلال عملية تسلّل أو اقتحام بري عبر بلدة واحدة أو أكثر بشكل متزامن عبر عدة بلدات محاذية للشريط الحدودي. وبناء عليه، طلب الحزب من مقاتليه المتواجدين في البلدات الحدودية من القطاع الغربي مروراً بالأوسط وحتى الشرقي البقاء في مواقعهم وأمدّهم بتعزيزات من وحدة الصواريخ.
وتحسباً للهجوم الإسرائيلي، رفع الحزب من حالة التأهب والجهوزية في صفوف مقاتليه في كتيبة الرضوان ووحدة نصر، على طول المحاور التي قد يتسلل الإسرائيلي من أحدها أو أكثر من محور ولا سيما: عيتا الشعب، رميش، يارون، مارون الراس، عيترون، بليدا، محيبيب، ميس الجبل، حولا، مركبا، عديسة، كفركلا، الطيبة والوزاني.
طبيعة المواجهة بالنسبة لحزب الله ستجمع بين الاشتباك المباشر وبين القصف الصاروخي والهجمات بالمسيرات الانقضاضية على أهداف إسرائيلية في عمق شمال فلسطين. كما يضع الحزب بالحسبان إمكانية أن يقوم الإسرائيلي بعمليات إنزال بحرية على شواطىء البياضة والناقورة، ويعد العدة للتصدي لها بحال أقدم الإسرائيليون على ذلك. في المقابل، هناك استبعاد لأن تكون هذه الخطة الإسرائيلية منطقية بعد كل هذه الأشهر من الحرب في غزة، وأن الجيش الإسرائيلي ليس لديه الجهوزية لذلك.
غواصات مسيّرة للحزب
في هذا السياق، تكشف المعلومات أن طهران ستدعم حزب الله بكل ما لديها من أسلحة، وأنها زوّدته بمسيّرات بحرية وغواصات مسيّرة بعيدة المدى، تستطيع الاقتراب من السواحل الإسرائيلية وضرب أهداف فيها، وهي مصنوعة من مواد لا تكشفها الرادارات مثل الفايبر كربون المضغوط. وهذه أحدث تكنولوجيا استطاعت إيران التوصل إليها. كذلك سلّمت طهران للحزب صواريخ أرض- بحر، تعمل على علو منخفض، وطوربيدات لمواجهة الأهداف البحرية من غواصات وسفن حربية، وقواعد عائمة، تم تطويرها بناء على طلب الحزب، ليتمكن من استهداف المنشآت البحرية الإسرائيلية، مثل منصات الغاز وسفنه في البحر المتوسط. وهذا ما دفع بالأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، تهديد الإسرائيليين بالقول: “انتظرونا براً وبحراً وجواً”.
وحسب المعلومات، فإن الصناعات الدفاعية الإيرانية طوّرت نوعاً حديثاً من الصواريخ بإمكانه استهداف بطاريات الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومنها القبة الحديدية، وقام الحزب بتجربتها الأسابيع الماضية بنجاح كامل.
في سياق الاستعداد للحرب، فإن غرفة العمليات العسكرية المشتركة لمحور المقاومة ناقشت أيضاً كيفية دخول قوى وفصائل عديدة وخصوصاً من العراق ومن اليمن لمساندة حزب الله في حال اندلعت الحرب.
منير الربيع – المدن